دراما تاريخية دنماركية الإنتاج حول رجل من العامّة أراد ممارسة حقّه في الصعود في مجتمع طبقي خلال القرن الثامن عشر، ماس ميكلسن يجيد التعبير عما يجول في صدره وهو كثير.
يختلف العنوان الدنماركي لهذا الفيلم، الذي تقع أحداثه في القرن الثامن عشر، عن عنوان النسخة التجارية المعروضة حالياً، ذلك العنوان الأول هو (The Bastard) وذلك بسبب أحداث تكشف عن خلفية دنيوية لبطل الفيلم لودڤيغ (ماس ميكلسن)..
فهو ابن خادمة كانت تعمل في بعض قصور الطبقة العليا ووضعته، في شبابه انضم للجيش الألماني في بعض تلك الحروب الأوروبية وأمضى 25 سنة بعيداً عن بلده.
مع عودته بات يرغب في الحصول على إذن لحرث أرض تُمنح له، آنذاك كانت الأراضي لا تُمنح إلا بعد مقابلات مع مسؤولين كبار يمثلون ملك الدنمارك ويحكمون في صلاحية المتقدم لهذا الطلب أم لا..
حين يواجه لودڤيغ اللورد المسؤول ومستشاريه يسخرون منه ومن طبقته ويقضون أن الأرض بور لا تصلح لشيء، يرد على ذلك بأن كل أرض صالحة للزرع. حين يجد أن طلبه سيرفض يتطوّع بأن يموّل مشروعه بنفسه مقابل منحه - إذا ما حقق الحلم- لقب لورد وتخصيصه بما يلزم المكان من عمّال وخدم.
هنا تبرز قيمة العنوان البديل، إنها أرض موعودة له إذا نجح في ترويضها، وفي هذه الحالة سيمكن سلبها منه بقرار من الذين منحوها له، لا يعرف لودڤيغ هذا الجانب من الخطّة وينهمك في العمل ليثبت أنه سيحوّل تلك الأرض البور إلى مزرعة مثمرة.
هذا واحد من الأفلام الأوروبية التي تنتمي، روحاً وعملاً، إلى تعاليم سينما كلاسيكية جميلة ومنفّذة بإحكام كاف، رغم بعض المشاهد التي تدلف بالفيلم إلى مواقف عاطفية.
يتطوّر ما يسرده المخرج نيكولاي آرسل صوب مواجهات ونزاعات بين حاكم المنطقة والقاضي من جهة وبين لودڤيغ، لا تفضي هذه إلى فيلم مغامرات، بل إلى وصف مثير، إلى وصف مقنع لما تعرّض له بطل الفيلم من محاولات تقويض نجاحاته لمجرد أنه لا ينتمي إلى الطبقة الأثرى..
العواطف العاتية التي تموج في صدر القاضي شينكل (سايمون بنبيرغ) تقوده إلى اختيار مجرمين لمهاجمة لودڤيغ الذي يزداد عناداً وبأساً محاولاً الحفاظ على أرضه.
أداء ميكلسن محسوب كعادته، يعكس وجهه تلك الصرامة وذلك السعي، خافياً مشاعره وراء ستارة رقيقة تعكس أكثر مما تبدي.