The Age of Shadows، إخراج كيم جي-وون، من الموجة التي انطلقت قبل أكثر من عشر سنوات حول الاحتلال الياباني لكوريا خلال الحرب العالمية الثانية، هذا الفيلم، أكشن، مغامرات -كوريا الجنوبية (2015)، يعود لما قبل تلك الحرب ليصوّر فترة احتلال أخرى، من ناحية، وليدمج الموضوع بحبكة جاسوسية مثيرة كحكاية ومثيرة كأحداث.
من مطلعه وحتى نهايته بعد 140 دقيقة، يوفر الفيلم ضروباً جديدة في فن تصميم حركات القتال، ويكشف عن حقائق حول عشرينيات القرن الماضي لم يكن يعرفها سوى من ما يزال حياً من أهل البلدين أو من دوّنها في سجلات ووثائق..
لكن هذه الحقائق لا ترد هنا كدليل الهاتف، بل تستفيد من رغبة المخرج كيم جي- وون، العائد إلى الإخراج بعد ثلاث سنوات من الغياب، في إنجاز شروط الفيلم التشويقي والحركي القائم على المغامرة الجاسوسية.
يبدأ الفيلم بمحاصرة رجل اسمه جان-أوك (بارك هي سون)، مطلوب من البوليس الياباني كونه أحد قادة المقاومين الكوريين ضد الاحتلال، لنحو خمس دقائق، نتابع الرجل وهو يخرج من فخ ليدخل آخر ثم ينطلق هارباً فوق أسطح المنازل وفي الأزقة عبر سلسلة من التصاميم الإخراجية المتسارعة واللافتة..
في النهاية يصاب جان-أوك في إصبع قدمه فيزيل إصبعه ثم يطلق النار على نفسه منتحراً.
من البداية إذاً، هناك ذلك التناقض بين الممكن والمحتمل وبين المحتمل والغريب، لكن الفيلم يوظف كل ذلك في طيات بحثه عن الجديد والمثير ولا يأبه لتفسير منطقي بقدر ما يهتم بتوريد مشهد غريب أو غير متوقع.
حسب الفيلم أيضاً فإنه من حقائق التاريخ أن تجار السلاح آنذاك كانوا مجريين وأنهم كانوا يمدون الثوار الكوربيين بما يرغبونه من سلاح لقاء ما يطلبونه هم من ثمن، مهمّـة الكابتن جونك-سكول (سونغ كانغ-هو) هي القضاء على هذه التجارة وإلقاء القبض على الثوار الكوريين..
مهمّـة صعبة لوجهتين: الأولى أن عليها أن تكون صعبة لكي يوفر الفيلم فصولاً من التشويق والحركة، والثانية لأن الكابتن جونك-سكول هو كوري بدوره ولو أنه اختار التعاون مع القيادة اليابانية.
لا يوفر المخرج جيم-وون سبيلاً لتقديم أحداث مثيرة إلا وعمد إليها، هناك مشاهد مطاردات ومشاهد تحريات ومشاهد درامية من المواجهات، هناك مطاردات على الأرض وفوق السطوح وفي القطارات، والعنف ليس بعيد المنال بالنسبة لهذا الفيلم ولو أنه لا يثير الانزعاج بقدر ما يثير غرابة الموقف.
كل هذا ضمن إنتاج يضمن مشاهد لا تحصى منضبطة تحت قبضة مخرج يعرف ما يريد وكيف يصل إليه، وفي وقت تزداد نجاحات الأفلام الكورية تجارياً حول العالم (تم عرض هذا الفيلم سينمائياً في صالات الولايات المتحدة) فإن «عصر الأشباح» هو خير دعاية لها ومن أكثرها إثارة للشغف.