6 أكتوبر 2024

يخطف نجل شقيقه ويطلب فدية وعندما رفض الأب قتل الطفل

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

يخطف نجل شقيقه ويطلب فدية وعندما رفض الأب قتل الطفل

كانت حياة المتهم القاتل عادية وتسير بشكل طبيعي، لم يكن من أصحاب السوابق، ولكن يمر بأزمة مالية طاحنة بسبب خسائره التجارية، أحاطت به الديون والمشكلات من كل جانب، وعندما فشل في الاستدانة خطف نجل شقيقه الذي لم يبخل عليه بأي شيء..

وبعد فوات الأوان اكتشف أنه لم يحصد من وراء جريمته النكراء إلا الخراب والدمار، أصبح مجرماً في نظر العدالة وربما يواجه حكماً بالإعدام وفقاً لحيثيات وأوراق القضية التي أدانته بشدة.

ميراث الدم

بدأت الحكاية بعد وفاة الأب الذي ترك ميراثاً من الممتلكات والأموال السائلة، كان نصيب المتهم من هذا الإرث أموالاً نقدية وبعض الممتلكات، كان ينفق ببذخ شديد ويلقي بكافة أعباء العمل على شقيقة الأكبر، حتى تسبب في الإضرار بالعمل بسبب الاستهتار وعدم المبالاة..

إلى أن اكتشف شقيقه الأكبر تلاعباً كبيراً في حسابات العمل وتبين أن شقيقه الأصغر يحصل على بعض العمولات ويقوم بإنجاز بعض الأعمال بطرق ملتوية وغير قانونية، ما تسبب في مشكلة كبيرة بين الطرفين دفعت الشقيق الأكبر لفض الشراكة بينهما حتى لا يتكبد بمفرده مزيداً من الخسائر بسبب الاستهتار.

بدأ الشقيق الأصغر حياته في عالم البزنس لأول مرة بشكل منفرد تماماً، وبسبب عدم خبرته في التجارة والإدارة تعرض للعديد من الخسائر الفادحة بفعل قراراته المتسرعة وغير المدروسة، ما دفعه إلى الاستدانة والحصول على بعض القروض التي لم يقوَ على الالتزام بمواعيد سدادها..

فلجأ إلى شقيقه الأكبر لمساعدته لكنه رفض بشكل قاطع معللاً رفضه بأنه لا يرى أي بارقة أمل لخروج شقيقه من النفق المُظلم الذي وضع نفسه فيه، وعليه أن يحل مشاكله بنفسه كما صنعها وتسبب فيها، كان كلام الشقيق الأكبر بمثابة الصاعقة التي زلزلت كيانه، لم يتوقع أن تكون النتيجة هكذا، ما دفعه للجنون.

الانتقام الأعمى

سيطرت رغبة الانتقام على الشقيق الأصغر، أوحى الشيطان له بفكرة مجنونة وهي خطف نجل شقيقه ومساومته على مبلغ ضخم من المال مقابل الحفاظ على سلامة الطفل وإطلاق سراحه، نجح بطريقة أو بأخرى في رسم خطة شيطانية بمساعدة أحد الأشقياء لخطف الطفل الذي لم يتجاوز الـ7 سنوات..

ثم قام بالاتصال بأسرة الطفل وطلب فدية بضعة ملايين مقابل الإفراج عن الطفل وحذر الأب من إبلاغ رجال الشرطة لأن هذا الأمر يعني أنه لن يرى نجله مرة أخرى، كانت خطته المجنونة تعتمد على خوف الأب الشديد على نجله الوحيد وبالتالي سيبادر بالدفع على الفور وينتهي الأمر بهذه الصورة ويمضي كلٌ منهما في حال سبيله، لكن الذي حدث بعد ذلك فاق كل تصور.

لم يستجب الأب لتهديدات الخاطف، وحرر محضراً في قسم شرطة العاصمة يفيد بخطف نجله وقيام الخاطف بالاتصال به لطلب فدية مقابل إعادته سالماً، كان البلاغ مثيراً فدفع رجال الشرطة على الفور لبدء تحريات موسعة لمعرفة العصابة التي تقف وراء هذه الجريمة..

وبمجرد أن علم خاطف الطفل أن رجال المباحث يقتربون بشدة من كشف ملابسات القضية حمل الطفل على الفور وسلمه إلى عمه المحرض والعقل المُدبر للجريمة؛ ليحدث تغيراً جوهرياً في الخطة، حيث تعرف الطفل الصغير إلى عمه الذي افتضح أمره وانكشف سره، كان عليه التفكير بسرعه رهيبة لإيجاد أي حل للخروج من هذا المأزق..

كان مرتبكاً بشدة، ووسط صراخ وبكاء الطفل الصغير لم يكن أمامه مفر سوى التخلص منه بعد خنقه وإلقائه بجوار إحدى الأراضي الزراعية ظناً منه أنه بهذه الطريقة أفلت من الجريمة ودفن سره مع الطفل البريء.

شاء القدر أن يعثر أحد الأهالي على جثة الطفل ويبلغ رجال الشرطة، وتبين بعد مناظرة الجثة تطابقها مع مواصفات الطفل المُبلغ بغيابه، لتبدأ خطة البحث والتقصي حول الفاعل الحقيقي، كانت كل الشواهد والقرائن تقود رجال البحث الجنائي إلى متهم رئيسي في الجريمة قريب من العائلة..

خصوصاً بعدما أكدت التحريات وجود خلافات حادة بين والد المجني عليه وشقيقه الأصغر، ولكن لم يكن الأب المكلوم يشك ولو للحظة واحدة أن شقيقه هو من وراء كل هذه الأهوال التي مر بها هو وزوجته.

القبض على العم المجرم

تم على الفور تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، حيث تم توجيه مأمورية أمنية للقبض على المتهم الذي لم يبد أي مقاومة تذكر فور سقوطه في قبضة رجال الشرطة، في بداية الأمر حاول الإنكار، لكن بعد محاصرته بالأدلة والبراهين والقرائن لم يجد مفراً من تقديم اعترافات تفصيلية بكل ما حدث، مشيراً إلى أنه لم يكن يخطط لكل هذا الأمر وكل تفاصيل الجريمة وقعت خلال 48 ساعة فقط..

مؤكداً أن كل ما كان يشغل تفكيره فقط هو الحصول على مبلغ الفدية، لافتاً إلى أنه لم يكن بمفرده لكن عاونه أحد الأشقياء على خطف الطفل لكنه فر هارباً بمجرد علمه أن والد الطفل أبلغ الشرطة باختفاء نجله، الأمر الذي كشف المستور وفضحه أمام نجل شقيقه الذي تعرف إليه، وخوفاً من افتضاح أمره وضع يده على فم الطفل الصغير حتى فارق الحياة، وأضاف: «أنا نادم على كل شيء وأتمنى من شقيقي أن يسامحني».

كانت هذه الكلمات هي ملخص اعترافات المتهم أمام النيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه، تمهيداً لإحالته إلى محكمة جنايات العاصمة، بعد توجيه عدة اتهامات له منها الخطف والقتل العمد ومحاولة تضليل العدالة، كما أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهم الهارب للاستماع إلى أقواله.

إعداد: كريم سليمان

 

مقالات ذات صلة