بحضور الشيخة جواهر القاسمي: "القلب الكبير" و"أسبري" و"إرثي" تتعاون لإطلاق مجوهرات "قلب كريم"
شهدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «القلب الكبير» والمؤسِّسة ورئيسة مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، في العاصمة البريطانية لندن، توقيع اتفاقية تعاون بين مجلس «إرثي» و«القلب الكبير» وعلامة المجوهرات البريطانية الفاخرة «أسبري»، لإطلاق مجموعة المجوهرات الحصرية «قلب كريم»، التي سيذهب ريعها بالكامل للمبادرات الإنسانية العالمية التي تنفذها «القلب الكبير»، ووقعتها مريم الحمادي، مدير عام مؤسسة القلب الكبير، وريم بن كرم ، مدير عام مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، وجون ريغاس، الرئيس التنفيذي للشركة.
1000 غرام من الجاديت الملكي
وبموجب الاتفاقية، تتبرع «أسبري» بـ1000 غرام من الجاديت الملكي، أحد أنواع الأحجار الكريمة النادرة، لتحويلها إلى مجموعة قطع مجوهرات فاخرة، بخطوط وزخارف مستلهمة من الحرف الإماراتية، تتضمن قلادات وأساور من الأحجار الكريمة، وعقوداً من خرز الجاديت، جميعها مرصّعة بالألماس والذهب. ومن المتوقع أن تحقق المجموعة إيرادات تتجاوز 4 ملايين جنيه إسترليني، تُخصص لدعم برامج ومشاريع اللاجئين والنازحين وضحايا الأزمات والصراعات في العالم.
تراث مميز
وتتكوّن المجموعة الحصرية التي ستطلق في العام المقبل 2025، من قطع مجوهرات تجمع بين حجر «الجاديت» الملكي النادر، والفنون الحرفية الإماراتية والتراث المميز لعلامة «أسبري»، حيث يعدّ هذا التعاون نموذجاً لتضافر الجهود بين المؤسسات الحرفية والفنية لدعم القضايا الإنسانية، والتزام إمارة الشارقة بتعزيز الحوار بين الفنون والثقافات العالمية، وتوجيه الشغف الإنساني نحو بناء عالم أكثر عدالة ينعم فيه جميع الأفراد، مهما تكن أحوالهم، بحقوقهم الإنسانية الأساسية.
وأثنت سموّ الشيخة جواهر، على مبادرة «أسبري» وتبرعها السخيّ لدعم مشاريع «القلب الكبير»، مؤكدةً أن هذا التعاون بين العلامات التجارية والمؤسسات الحرفية والتراثية يعكس التزاماً مشتركاً بإحداث تأثير إنساني إيجابي عالمي. وأن مثل هذه الشراكات تسهم في إحداث تغيير ملموس في حياة الملايين من الأفراد الأكثر احتياجاً.وأكدت أن المرحلة الصعبة التي تمر بها كثير من بلدان العالم جراء الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، تفرض علينا أن نجعل العمل الإنساني جزءاً راسخاً في كل عمل أو نشاط نقوم به، مهما اختلف حجمه أو طبيعته، موضحة «أن كل مجال وكل عمل مهما كان صغيراً أو كبيراً، قادر على أن يكون مبدعاً في أساليبه لدعم القضايا الإنسانية، فالأفكار والسبل التي يمكننا بها مساندة بعضنا لبعض لا حدود لها، وهي ما يجب أن نعمل جميعاً على اكتشافه وتعزيزه».
ودعت سموّها، مختلف الشركات العاملة في القطاع الخاص إلى تخصيص جزء من العوائد لدعم الأعمال الإنسانية، لتعزيز قوة المؤسسات الإنسانية على إحداث تأثير ملموس، وإبراز مدى الترابط العالمي في الوقوف صفاً واحداً لمساندة المستضعفين والمتضررين. وأن التعاون بين «القلب الكبير» و«إرثي» و«اسبري» يعكس التزاماً مشتركاً بإحداث تأثير إنساني إيجابي عالمي، يسهم في تحسين حياة الآلاف من الأفراد في العالم.
شهادة حية على تأثير الفنون
وأكدت ريم بن كرم، المديرة العامة لمجلس «إرثي»، أهمية هذا التعاون، قائلة «تعكس هذه الشراكة قدرة الفن والحرف على إحداث التغيير الهادف والمؤثر. في «إرثي»، تتمثل مهمتنا في الحفاظ على الحرف الإماراتية والارتقاء بها بدمجها في السرديات التصميمية المعاصرة، مع تمكين الحرفيين الموهوبين الذين يقفون خلفها، ويشكل هذا التعاون مع «أسبري» ترجمة لهذا الهدف».وأضافت «نفخر بتخصيص عوائد هذه المجموعة لدعم الجهود الإنسانية العالمية لـ«القلب الكبير»، حيث ينبع التزامنا المشترك من شغف إمارة الشارقة المتجذّر بعمل الخير الذي يتجسد بمثل هذه المبادرات التي يتحد فيها الفن والتراث والتعاطف لإحداث أثر إيجابي مستدام على حياة المجتمعات».
جوهر الالتزام بالقضايا الإنسانية
مبادرة تعكس جوهر الالتزام بالقضايا الإنسانية وأعرب جون ريغاس، الرئيس التنفيذي لشركة «أسبري»، عن فخره قائلاً «يشرفنا أن نكون جزءاً من هذه القضية النبيلة، ونتعاون من كثب مع «القلب الكبير» و«إرثي». ونعتز بدمج التراث الإماراتي الذي يمثله إرثي في هذه المجموعة، حيث تجسد كل قطعة أرقى مستويات الحرفية، وتعكس في الوقت نفسه روح الالتزام الإنساني العميق».
الأثر الإنساني لـ«القلب الكبير»
الأثر الإنساني لمؤسسة «القلب الكبير»وقالت مريم الحمادي، مديرة مؤسسة «القلب الكبير»: «يتجاوز تأثير هذه المبادرة جمالياتها الفنية ليصل إلى تحسين حياة ملايين الأفراد والمجتمعات. ستخصّص عائدات مبيعات مجموعة المجوهرات لتوسيع آفاق الأمل للأسر الأفراد الذين يعانون أوضاعاً قاسية نتيجة النزوح، واللجوء، والكوارث والأزمات. نتطلع بشغف إلى نتائج هذه المبادرة، ونحن واثقون بأن التغيير الذي سنحدثه معاً سيكون له أثر واسع ومستدام».وأضافت «يعكس هذا التعاون رؤية إمارة الشارقة وقيادتها الرشيدة في تسخير الفن والتراث للارتقاء بجودة حياة الأفراد، ويبرز أهمية الشراكات الثقافية المتنوعة في تعزيز حقوق الإنسان وضمان حياة كريمة للجميع».ويشكل إطلاق مجموعة مجوهرات «قلب كريم»، خطوة جديدة في جهود «مؤسسة القلب الكبير» الرامية للتخفيف من معاناة المجتمعات المحتاجة.
«إرثي» .. تاريخ من المبادرات الإنسانية والشراكات العالمية لحفظ التراث
تتمحور أنشطة مجلس إرثي على حفظ التراث الحرفي المحلي وإشراك الأجيال الشابة واستحداث فرص جديدة في مختلف الأسواق الدولية. وكجزء من رسالة المجلس لتوعية الشباب بأهمية الإرث الحرفي الإماراتي. ومن مقره الرئيسي في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، يجمع مجلس إرثي للحرف المعاصرة تحت رايته مبادرات إبداعية وثقافية وتجارية رائدة مصممة خصيصا لتمكين المرأة من خلال الحرف، مع تشعب أنشطته وقوة حضوره في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرقي ووسط آسيا.
وواصل مجلس «إرثي» من خلال الشراكات مع أرقى العلامات التجارية العالمية طرح المبادرات الإنسانية وتعزيز حضور الحرف الإماراتية عالمياً وفتح المجال إلى حوار ثقافي متجدد يستند إلى جماليات ورقي الحرف التراثية وما تحمله من تاريخ ثقافي وجمالي تراثي أصيل.
وفي هذا الإطار، لم يكن هذا التعاون بين «إرثي» وعلامة المجوهرات البريطانية الفاخرة «أسبري» هو الأول ، ففي عام 2016 تم تدشين أول خط إنتاج عالمي لحرفة «التلي» الإماراتية، وقدمت آنذاك نسخ محدودة من الحقائب المرصعة بخيوط «التلي» الإماراتية الأنيقة، التي قامت بتطريزها في برنامج «بدوة» مجموعة من المواطنات الإماراتيات صانعات التلي، كانت أشهرها حقيبة اليد موديل «1781»، المزينة بتطريزات محاكة يدوياً تتميز باستخدام نمط يعرف تقليدياً باسم «الفتول».
كما أطلق مجلس إرثي للحرف المعاصرة أول مجموعة منتجات له في 2019 في معرض لندن للتصميم. ضمت التشكيلة المعروضة أربع مجموعات من برنامج 'حوار الحرف'وثماني مجموعات من 'مختبرات التصميم'. تضم كل مجموعة 3-10 عناصر وجميعها مصنوعة بأنامل 40 سيدة من حرفيات إماراتيات.
وفي عام 2022 دشن 'إرثي' في فندق 'ذا تشيدي البيت بالشارقة' أول تعاون من نوعه على مستوى المنطقة تمثل في معرض خاص ضم مجوهرات وحلي تاريخية من علامة 'بولغري' الإيطالية يعود تاريخ بعضها إلى منتصف القرن الماضي ومشغولات 'التلي' الإماراتية المنتجة من حرفيات إماراتيات من مركز (بدوة) التابع لمجلس إرثي بعضها يعود لأكثر من 35 عاماً. وكان الحدث بداية سلسلة من المعارض أطلقتها 'بولغري' من الشارقة إيماناً منها بدور الإمارة في الحفاظ على التراث وحماية الإرث الحرفي، حيث تعرض العلامة الإيطالية 'مجموعة التراث' بالتعاون مع مجلس 'إرثي' مشغولات التلي الإماراتية.