حلم7 رجال بأن يصبحوا أثرياء بسرعة، عن طريق تنفيذ جريمة سرقة تحت شعار «ضربةالعمر»، إلا أن «الضربة» كانت نتائجها عكسية عليهم، فتحوّلت إلى كابوس قادهمفي نهاية المطاف إلى السجن.
تفاصيل قصة الرجال و«ضربتهم الخائبة» اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي دانهم جميعاً، في الجريمة التي ارتكبوها من أجل أن يصبحوا أثرياء.
بدأت تفاصيل القصة عندما قرر هؤلاء الرجال أن يجتمعوا معاً، من أجل تنفيذ جريمة سرقة، بعد أن وضعوا أعينهم على شقة اعتقدوا أن مّن يقنطها يقومون بتحويل الأموال إلى خارج الدولة بصورة غير مشروعة، وأنهم يحوزون في داخلها مبالغ نقدية، ومقتنيات ثمينة يمكنهم سرقتها.
اتفقوا جميعاً على أن يسرقوا الشقة معاً، وباشروا إعداد العدّة لتنفيذ «ضربة العمر» من خلال تحضير سكاكين، وإخفائها معهم، للدفاع عن أنفسهم في حال مقاومة القاطنين في الشقة لهم.
يوم تنفيذ «ضربة العمر»
في اليوم المحدّد لتنفيذ الجريمة، توجّه الرجال إلى الشقة التي تحمل رقم 301 في إحدى البنايات القريبة من منطقة تجارية، وعندما وصولوا إليها تمكنوا من الدخول بسهولة، نظراً لأن الباب الرئيسي كان مفتوحاً، وغير مُحكم الإغلاق.
فور دخول الرجال إلى الشقة ادّعوا للقاطنين فيها أنهم يعملون في إحدى الوظائف العامة، وباشروا تفتيش الشقة.
يروي أحد القاطنين في الشقة «قاموا بتجميعنا في غرفة واحدة، وأغلقوا الباب علينا، فيما عمل أحدهم على حراسة الباب من الخارج، بينما أقدم الباقون على تفتيش غرف الشقة بحثاً عن أموال ومنقولات ثمينة».
وتابع «سرقوا هواتفنا النقالة، وبعض المبالغ من محافظ نقودنا، ومن ثم أقدموا على تقطيع حقائب ملابسنا بواسطة السكاكين التي كانت بحوزتهم، وفتشوها بدقة».
وأضاف «بعد خمس دقائق من مدة احتجازنا في الغرفة، لم نعد نسمع أصواتهم من خلف الباب، فقمنا بفتحه، ولم نشاهد أحداً منهم، وبعد ذلك قدمنا بلاغاً للجهات الشرطية المُختصة».
ماذا سرقت العصابة؟
وفقاً لتفاصيل القضية، فإن طموح الرجال بالثراء باء بالفشل، فبعد بحثهم في الحقائب والشقة عن مبالغ مالية كبيرة، وأشياء ومقتنيات ثمينة، لم يعثروا على شيء من هذا القبيل، وجُلّ ما سرقوه هو 6 هواتف نقالة، إلى جانب 17 ألفاً و880 درهماً، جمعوها من جميع محافظ القاطنين في الشقة، إلى جانب سرقة بطاقة هوية، وبطاقة صراف آلي، وبطاقة ائتمانية.
ضبط المجرمين
بعد أن قدم قاطنو الشقة بلاغاً إلى الجهات الشرطية حول الواقعة، تمكنت من إلقاء القبض عليهم، واحداً تلو الآخر.
أقرّ الرجال في التحقيقات، وخلال فترة المحاكمة، بأن العقل المدبّر للجريمة يدعى «ش»، وادّعى عدد منهم أنه اتصل بهم، وطلب منهم الحضور إليه قبل وقوع الجريمة، بسبب وقوع مشكلة بينه وبين شخص آخر، ثم اصطحبهم إلى الشقة، وتمكنوا من الوصول إليها من خلال الصعود عبر السلالم، في محاولة لتبرير عدم تخطيطهم للجريمة.
أما آخرون، فادّعوا أن العقل المدبّر طلب منهم الحضور برفقته بسبب تعرّضه للنصب من قبل القاطنين في الشقة، بعد أن سلمهم مبلغ 5 آلاف درهم، وأنهم لم يخططوا لارتكاب الجريمة برفقته.
5 تهم
المبررات غير المُقنعة التي ساقها الرجال لم تدفع عنهم الجريمة أمام ما ورّطوا أنفسهم فيه، لذلك رفعت النيابة العامة لائحة اتهام ضدهم إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات تتضمن 5 تهم، تتمثل التهمة الأولى في «سرقة هواتف نقالة، ومبالغ مالية، وبطاقة هوية، وبطاقة صراف آلي، وبطاقة ائتمانية عائدة للقاطنين في الشقة».
أما التهمة الثانية فتمثلت في «الشروع في سرقة منقولات ثمينة كانوا يبحثون عنها، إلا أنهم لم يجدوا أيّاً منها»، فيما التهمة الثالثة تمثلت في انتحالهم «صفة وظيفة عامة»، في حين تمثلت التهمة الرابعة في «إتلاف حقائب باستخدام سكاكين أثناء محاولتهم البحث عن مقتنيات ثمينة داخلها»، وأما التهمة الخامسة والأخيرة فتمثلت «في الدخول إلى مكان مسكون خلافاً لإرادة صاحبه».
وطالبت النيابة العامة الهيئة القضائية بمعاقبة الرجال بالسجن، والغرامة المالية، والإبعاد عن الدولة، تطبيقاً لمواد المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، في هذه الجرائم التي ارتكبوها.
«كابوس ثلاثي»
رأت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بعد نظر التهم «إن الجرائم التي وقعت من المتهمين قد ارتبطت ببعضها بعضاً ارتباطاً لا يقبل التجزئة، لأنها كانت ضمن خطة إجرامية واحدة، ومن ثم يتعيّن اعتبارها جريمة واحدة».
وقضت الهيئة القضائية، بمعاقبة الرجال بالحبس لمدة 3 سنوات، وتغريمهم متضامنين مبلغ 17 ألفاً و880 درهماً، أو الحبس مدة يوم واحد عن كل مئة درهم، مع إبعادهم عن الدولة، لينتهي حلم ثرائهم السريع «بكابوس ثلاثي»: «حبس، وغرامة، وإبعاد».