18 مارس 2021

«اتيكيت» التعامل مع حماتك في يوم الأم

محررة متعاونة

محررة متعاونة

«اتيكيت» التعامل مع حماتك في يوم الأم

في يوم الأم يسعى الجميع لإرضاء الأم وتقديم سبل السعادة والفرحة على قلبها، لكن تظل زوجة الابن لها وضع آخر، الأنظار جميعها تتجه لها وتتربص بها، الحماة تنتظر الهدية اللائقة والزوج ينتظر التقدير المناسب من زوجته لوالدته وأحياناً تنتظر الزوجة هدية مكافئة لها ولوالدتها.
ففي شهر مارس من كل عام تحدث الكثير من الخلافات الزوجية خلف الأبواب المغلقة بين الأزواج والزوجات بسبب هدية يوم الأم التي أصبحت هدية واجبة في هذا اليوم. فالزوجة تكون تحت الاختبار والتقييم من قبل حماتها، أما الزوج تنقلب حاله رأساً على عقب ويعامل زوجته بجفاء شديد إذا لم تحتفل بوالدته بالشكل اللائق.

طرحت «كل الأسرة» قضية الخلافات الزوجية بسبب هدايا يوم الأم للحماة والأم والزوجة، على عدد من خبراء الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية وسألتهم: هل أصحبت هدية يوم الأم سببا للخلافات بين الزوجين؟ ولماذا وهل يجب على الزوجين أن يحرصا على تقديم الهدايا للأم والحماة؟وكيف تكسب الزوجة ود حماتها خلال طقوس الاحتفال بيوم الأم كي لا تصبح المناسبة سبباً للخلافات بينها وبين زوجها؟ 

via GIPHY

 لا مانع من سؤال الأم والحماة عما تريدان ومطالبتهما بتحديد الهدية التي تحتاجان لها

في البداية، يؤكد خبير العلاقات الزوجية والأسرية الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي بالقاهرة، أن الكثير من الأزواج يقعون تحت ضغط كبير في هذا الشهر من كل عام فلا مجال للفرار من الهدايا الثلاث واحدة للأم وواحدة للزوجة وواحدة للحماة، ومع بداية مارس تبدأ رحلة البحث عن الهدايا الثلاث التي ترضي أذواقهن فلكل هدية مقاييس خاصة حسب احتياجات كل واحدة منهن لكن في الحقيقة أن هذا الأمر يكون له وقع كبير وسحر خاص عند كل واحدة منهن، لذلك فيوم الأم فرصة عظيمة لتجديد المشاعر وأواصر المحبة مع الأم والحماة وكذلك الزوجة لأن تأثير الهدية يكون له سحر خاص عند النساء بشكل عام وخاصة هدية يوم الأم.

وينصح الدكتور محمد هاني زوجة الابن بالحرص على تقديم هدية ملائمة لوالدة الزوج وتجنب شراء الهدايا الرخيصة المنتشرة بالمحال مثل الورد والأدوات المنزلية البسيطة لأن هذه الهدايا البسيطة توحي للحماة بقلة الاهتمام بها، كما أن تقديم الأغراض المنزلية المستهلكة من أغذية وأطعمة تعتبر من الهدايا غير المناسبة للحماة.

ويرى استشاري الطب النفسي أنه لا مانع من سؤال الأم والحماة عما تريدان ومطالبتهما بتحديد الهدية التي تحتاجان لها لكن يجب أن يتم عرض الأمر عليهما بشكل لطيف ودون أي جرح للمشاعر وألا نحدد لهما مبلغاً معيناً للهدية بل يجب ترك الأمر معهما مفتوحاً منعاً للإحراج، وفي حالة تقديم هدية مرتفعة الثمن يجب ألا نذكر هذه المعلومة ولا حتى على سبيل الدعابة لأن هذا الأمر قد يسبب لهما الضيق والإحباط وكأنهما لا تستحقان مبلغ الهدية، كما يجب عليهم عدم ترك سعر الهدية داخل الكرتونة أو ملصقاً عليها لأن هذا الأمر أيضاً يسبب الإحباط لدى الأم.

via GIPHY

لا داعي أبداً أن يتحول هذا الاحتفال إلى مناسبة للنكد وتحميل الجميع الأعباء المالية والمشكلات العائلية

وتتفق معه الدكتورة أسماء مراد الفخراني، استشاري العلاقات الزوجية ومدربة الأنوثة والاتيكيت في مصر، في أن الحب والاهتمام الزائد بالأم والحماة يجب أن يظهر في تصرفات الأبناء وزوجاتهم والبنات وأزواجهن، فالأم في يومها تنتظر الكثير من الحب والاحتواء من أولادها وشركائهم.

وتقول «بالطبع ليس مطلوباً من الأبناء الاكتفاء بهذا اليوم فقط من كل عام للاهتمام بالأم التي ينبغي احترامها وتكريمها في كل لحظة وفي كل يوم، لكنه فرصة عظيمة لتقديم هدية استثنائية أسوة بهذه العادة. وهذه المناسبة في حقيقة الأمر ليست فرضاً لا على الزوج أو الزوجة لكنها مبادرة طيبة تترك أثراً جميلاً في نفوس الجميع».

لذلك، والكلام على لسان مدربة الأنوثة والاتيكيت، لا داعي أبداً أن يتحول هذا الاحتفال إلى مناسبة للنكد وتحميل الجميع الأعباء المالية والمشكلات العائلية وزيادة الحساسيات بين الزوجين وكذلك بين الزوجة وأهل زوجها، وإلا من الأفضل عدم الاحتفال به من الأساس.

 كما تبين الدكتورة أسماء أنه إذا شعر الزوج أن إحساس زوجته تجاه والدته ليس بالقدر الكافي من المحبة والاحترام فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير في علاقته بزوجته، ولا ننسى أن الأم لدى الابن خاصة علاقة مقدسة والتقليل من قدرها وأهميتها خطأ غير مغفور لدى الكثير من الأزواج ولهم في ذلك الكثير من الحق فالأم لا تعوض ولا يجب أن تغار الزوجة من هذه المشاعر فهي في القريب العاجل ستصبح في نفس وضع حماتها وستصبح أماً لرجال وبنات ستنتظر منهم بدورها حباً واهتماماً لا ينبغي عليها أن تنكره الآن على حماتها والدة زوجها.

via GIPHY

يجب على كل حماة أن تتقبل الهدية من زوجة ابنها باهتمام وتظهر امتنانها لها

وفي المقابل يشدد الدكتور وائل وهبة، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية بالقاهرة، أنه على الأمهات والحموات ألا ينتهزن هذه المناسبة لتصيد الأخطاء والهفوات لزوجة الابن أو زوج البنت وإحداث الوقيعة والمشاكل بينه وبين زوجته، فالأمر يجب ألا يتحول سوى إلى احتفال بالأم والزوجة وكل أمهات ونساء العائلة، فلا تنكر على ابنها مثلاً أن يحضر لزوجته هي الأخرى هدية في هذه المناسبة.

ويوضح «يجب على كل حماة أن تتذكر أنها كانت في يوم من الأيام زوجة ولها حماة فلتفكر في شعورها وقتها نحو زوجها وحماتها، وأن تتحمل بعض التصرفات التي قد تصدر عن زوجة ابنها بقصد أو من دون قصد ويجب عليها أن تتقبل الهدية من زوجة ابنها باهتمام وإظهار امتنانها لها حتى وإن كانت الهدية غير ملائمة لها أو تكون ليست في حاجة إليها، فذلك ليس مبرر أبداً لرفضها أو المطالبة بتغييرها وتبديلها بأخرى وإن تم ذلك فلابد أن يكون بكثير من الود والحب وبشكل حساس حتى لا تحرج زوجة الابن».

وبشكل عام يرى الدكتور وهبة أن زوجة الابن هي التي تحدد شكل العلاقة مع حماتها ومع أهل الزوج جميعاً، فإذا استطاعت الزوجة كسب ثقة أهل الزوج وحبهم ملكت قلوبهم جميعاً والعكس صحيح فالزوجة يجب عليها أن تتعلم طريقة التعامل المثلى مع الحماة لأن عدداً كبيراً من فتيات هذا الجيل غير قادرات على احترام أمهاتهن فكيف ستكون الحال مع أمهات أزواجهن؟ وكذلك الأمر بالنسبة للزوج فهو ميزان العلاقة ليس فقط بين أهله وزوجته بل أيضاً بينه وبين أهلها.

 

مقالات ذات صلة