3 أكتوبر 2023

لقاح للوقاية من سرطان الثدي.. قريباً

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

لقاح للوقاية من سرطان الثدي.. قريباً

يقول باحثون في أمريكا إنهم يعملون على لقاح يمكن أن يقي النساء من سرطان الثدي، وأنه يمكن أن يقضي على شكل المرض بحلول عام 2030.. وكشفوا عن أن 15 امرأة نجين من الأورام الخبيثة ما زلن في حالة جيدة بعد سنوات من تلقي اللقاح التجريبي.

أظهر لقاح تجريبي لسرطان الثدي نتائج واعدة في التجارب المبكرة، وهو ما يزيد من احتمال القضاء على أحد أكبر أنواع الأمراض القاتلة في العالم.

يقول القائمون على هذا البحث إنه حتى الآن تلقت 15 امرأة مصابة بنوع عدواني من سرطان الثدي حقنة اللقاح، وبقين في حالة شفاء لمدة تصل إلى خمس سنوات، على الرغم من تعرضهن لخطر الانتكاسة بشكل كبير.

«أشعر أني أفضل جسدياً وعقلياً»

ومن بين هؤلاء جينيفر ديفيس، أم لطفلين، وهي ممرضة تبلغ من العمر 46 عاماً من لشبونة بولاية أوهايو الأمريكية، والتي خضعت لعشرات الجولات الوحشية من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي واستئصال الثدي المزدوج قبل تسجيلها في التجربة، التي صرحت قائلة إنها تشعر الآن بأنها «أفضل جسدياً وعقلياً من أي وقت مضى، لم أعد حتى أفكر به، أنا متفائلة جداً للجميع»، وأضافت «لدي ابنتان، ولدي أم، أريد كل شخص أعرفه أن يحصل عليه، أريد أن يتمكن الجميع من الحصول عليه. إذا كان هذا يمكن أن يمنع ذلك، فسيكون الأمر مذهلاً». وهناك أيضاً السيدة ديفيس، وهي أول امرأة في التجربة تتلقى اللقاح، لقد ظلت خالية من السرطان لمدة ثلاث سنوات من بعد أن حصلت على الحقنة.

يعمل اللقاح الجديد عن طريق تدريب الجسم على مهاجمة البروتين الذي يتم إنتاجه لدى النساء الحوامل والمرضعات، ولكنه غالباً ما يكون مقدمة للإصابة بالسرطان. وحتى الآن، يتم تجربته فقط على سرطان الثدي الثلاثي السلبي، والذي يمكن علاجه بشكل كبير إذا تم اكتشافه مبكراً. والمشكلة هي أنه ينتشر بسرعة وبصمت إلى أجزاء أخرى من الجسم، وعندها لا يعيش سوى حوالي 12% من المرضى أكثر من خمس سنوات.

أول لقاح من نوعه في العالم

ولكن من المؤمل أن يتم إعطاء اللقاح قريباً للأشخاص الأصحاء قبل سنوات من أجل حمايتهم من الإصابة بأي شكل من أشكال سرطان الثدي، مما يجعله اللقاح الأول من نوعه.

من جهته، قال الدكتور أميت كومار، الرئيس التنفيذي لشركة Anixa Biosciences، الشركة التي تطور اللقاح، «قد نكون قادرين على القضاء على سرطان الثدي كمرض، تماماً كما قضينا على شلل الأطفال والجدري. نعتقد أنه في غضون خمس سنوات سيكون متاحاً في السوق لأشخاص مثل جيني، الذين أصيبوا بسرطان الثدي ويشعرون بالقلق من تكرار ذلك. وبعد عامين من ذلك، يجب أن يكون متاحاً لجميع النساء، بما في ذلك النساء اللاتي لم يصبن بسرطان الثدي من قبل».

ويجري تجربة الجرعة الجديدة من قبل باحثين في كليفلاند كلينك في ولاية أوهايو، وهم أكثر حذراً ولكنهم ما زالوا متفائلين للغاية بشأن النتائج. إحصائياً، من المفترض أن تشهد 40% من النساء المشاركات في التجربة عودة السرطان خلال خمس سنوات، لكن حتى الآن لم يحدث ذلك لأي منهن. وأوضح الباحثون هناك أن بيانات التجربة حتى الآن «مشجعة للغاية»، وأضافوا أن الجدول الزمني المتمثل في سبع سنوات لعلاج جميع أنواع سرطان الثدي الثلاثي السلبي «ممكن»، وأنه «ذا سارت الأمور على ما يرام وكانت هناك إشارة واضحة إلى الفاعلية على المدى القصير... سيكون الأمر مذهلاً».

الحقنة هي نتيجة أكثر من 20 عاماً من التقدم الذي أحرزه الراحل الدكتور توهي، الذي كان أحد كبار علماء سرطان الثدي في معهد أبحاث كليفلاند كلينك. يستهدف اللقاح، الذي يتضمن ثلاث جرعات بفاصل أسبوعين، بروتين الرضاعة، ألفا لاكتالبومين، الذي لا يكون موجوداً بعد الرضاعة في الأنسجة الطبيعية المتقدمة في السن، ولكنه موجود في غالبية سرطانات الثدي الثلاثية السلبية.

إذا تطور سرطان الثدي، فإن اللقاح مصمم لتحفيز الجهاز المناعي على مهاجمة الورم ومنعه من النمو. وفي حال تدريب الجهاز المناعي بشكل صحيح عن طريق التطعيم، عندما تنشأ تلك الخلايا السرطانية، سيدمرها الجهاز المناعي ولن تتاح لها أبداً فرصة للتكاثر وتشكل ورماً. ومن الممكن تغيير هدف هذا اللقاح، استهداف البروتين، ليشمل علاج أشكال أخرى من السرطان، طالما أن البروتين لم يعد موجوداً في الأنسجة السليمة الطبيعية ولكن يظهر في الورم.

يمثل سرطان الثدي الثلاثي السلبي ما يقرب من 10 إلى 15 في المئة من سرطانات الثدي، ولكنه أحد أكثر الأمراض صعوبة في العلاج. ويشير برنامج المراقبة وعلم الأوبئة والنتائج النهائية، التابع للمعهد الوطني للسرطان في أمريكا، أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يؤثر في 13 من كل 100 ألف أنثى في الولايات المتحدة.

يُسمى المرض سلبياً ثلاثياً لأن الخلايا السرطانية لا تحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين أو البروجسترون ولا تصنع أياً أو الكثير من البروتين المسمى HER2، وهذا يعني أن الخيارات العلاجية لمواجهة سرطان الثدي الثلاثي السلبي هي أقل مما لدينا لمحاربة الأنواع الأخرى من سرطان الثدي. لذلك، ما يقرب من 40 في المئة من الأشخاص المصابين بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في المرحلة الأولى إلى الثالثة يعود لهم المرض بعد العلاج، عادة في السنوات الخمس بعد التشخيص.

 

مقالات ذات صلة