26 أكتوبر 2021

تطورات هائلة تبشر بنتائج واعدة لمرضى سرطان الثدي

محررة باب "صحة الأسرة" في مجلة كل الأسرة

تطورات هائلة تبشر بنتائج واعدة لمرضى سرطان الثدي

يقول أحد الخبراء إن العلاجات الحالية لسرطان الثدي لا تتغير من مريضة لأخرى، فهي ذات الإجراءات التي تخضع لها من هي في عمر 42 أو عمر 62 أو عمر 82، بيد أن الكثيرين يرون أن العلاج يجب أن يكون مخصصاً بحسب كل حالة وبناءً على نوع وحجم أورام الثدي، ولكن القرار في النهاية يرجع لرؤية الطبيب المتابع للمريضة.

في الأعوام الأخيرة تطورت العلاجات، وحققت التجارب السريرية نتائج واعدة تبشر بأن الطب في طريقه للسيطرة على المرض، كما أن التقنيات الحديثة ساعدت بدرجة كبيرة في متابعة الأورام وتحديد خصائصها حتى يكون التعامل معها على أسس صحيحة.

تطورات هائلة تبشر بنتائج واعدة لمرضى سرطان الثدي

تجميد الورم

على مدى السنوات العشر الماضية تم استخدام الاستئصال بالتبريد بنجاح لعلاج عدد من السرطانات الأخرى بالإضافة إلى أورام الثدي الحميدة، وهو يحل محل الجراحة فقط ولكن لا يغني عن العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

خلص العلماء إلى أنه قد يكون فعالاً في علاج سرطان الثدي، وبدأوا التجربة في هذا الاتجاه. تبين أن هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص لأن الطبيب يمكنه التحكم في حجم الكرة المجمدة التي يتم تشكيلها أثناء الإجراء من خلال توجيه الموجات فوق الصوتية، مما يقلل من تلف الأنسجة المحيطة.

يعيد الجسم بعد ذلك امتصاص الخلايا الميتة مما يلغي الحاجة إلى الجراحة التي تأخذ الكثير من أنسجة الثدي السليمة.

أظهرت بعض التجارب أن الجسم عندما يعيد امتصاص الخلايا السرطانية الميتة في الثدي فإن ذلك يجعل بعض المريضات يشكلن مناعة ضد هذا النوع من السرطان.

* وقد أجرى مركز سنتراستايت في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة تجربة سريرية لعلاج سرطان الثدي بالاستئصال بالتبريد ولم تخضع أي مريضة في هذه التجربة لعملية جراحية لإزالة الأورام، وهذا ما يميز الدراسة التي تُعد أول تجربة على نطاق واسع في العالم في هذا الإطار. الإبر الصينية مؤخراً تم نشر دراسة بمجلة «منتهى طب الأورام» أُجريت لتقييم آثار الوخز بالإبر، أو العلاج المعروف بالإبر الصينية، لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، حيث تم إجراء بحث شامل في التجارب العشوائية لمعرفة الأعراض المرتبطة بالعلاج بعد أن خضع عدد من النساء للوخز بالإبر لمدة أربعة أسابيع على الأقل.

ارتبط استخدام الوخز بالإبر بانخفاض كبير في درجات جميع المقاييس للألم، علاوة على ذلك تراجعت لديهن الهبّات الساخنة، والشعور بالتعب، واضطراب النوم، والقلق، مقارنة بأولئك في المجموعة الضابطة. تشير الأدلة الحالية إلى أن الوخز بالإبر قد يحسن الأعراض الناجمة عن علاجات سرطان الثدي ما يحسن جودة الحياة اليومية للمريضة، ومع ذلك فإن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسات المؤكدة التي تشمل أعداداً أكبر من المريضات.

تطورات هائلة تبشر بنتائج واعدة لمرضى سرطان الثدي

دراسة الجينات

يبدو أن الأطباء على مقربة من إمكانية تحديد مريضات سرطان الثدي اللاتي يمكنهن تخطي العلاج الكيميائي بأمان. يُقصد بالمراحل المبكرة من سرطان الثدي المرحلة الأولى والمرحلة الثانية، وهي المراحل التي تكون فيها الأورام لم تنتشر بعد خارج الثدي أو الغدد الليمفاوية القريبة. يبدأ العلاج عادةً بالجراحة وقد يتبعه علاج بالهرمونات أو بالإشعاع، وربما العلاج الكيميائي المخصص للقضاء على الخلايا سريعة النمو في جميع أنحاء الجسم، ولكنه يدمر أيضاً بعض الخلايا السليمة ما يؤدي إلى تساقط الشعر وغير ذلك من الآثار الأخرى.

* أظهرت دراسة عشوائية، نشرتها مجلة نيوانجلاند الطبية وأُجريت على 6693 مريضة من تسع دول أوروبية، نتائج واعدة لفحص الجينات لتحديد المريضة التي يمكنها الاستغناء عن العلاج الكيميائي. أظهرت نتائج هذه الدراسة أن الفحص الجيني يمكن أن يحدد المريضات اللائي لديهن فرصة بنسبة 99 في المئة للبقاء على قيد الحياة لمدة خمسة أعوام دون انتشار للورم الخبيث.

بالنسبة لهؤلاء النساء فإن تعريضهن للآثار القوية للعلاج الكيميائي يعتبر أمراً غير مبرر من وجهة نظر الباحثين. يتجه مجال علاج سرطان الثدي نحو العلاجات المخصصة الفردية، أي بحسب حالة كل مريضة والابتعاد قدر الإمكان عن العلاج الكيميائي التقليدي، بالرغم من أنه لا يزال علاجاً مهماً حتى الوقت الحالي ويلعب دورًا في إنقاذ الكثير من الحالات؛ ولكنه سوف يصبح أكثر انتقائية. هنالك أيضاً بعض العلاجات المساعدة لتخفيف الأعراض مثل العلاج بالروائح وجلسات العلاج النفسي التي تقوي عزيمة المريضة وتجعلها في حالة نفسية أفضل حتى يكون للعلاج تأثير أكبر ما يزيد فرص تحسن حالتها.