6 يناير 2021

كيف تستعدين نفسياً للزواج؟

محررة متعاونة

محررة متعاونة

كيف تستعدين نفسياً للزواج؟

غالباً ما تستعد العروس لزواجها من ناحية فستان الزفاف وشكله.. بشرتها وشعرها.. اللمسة النهائية لعش الزوجية.. لكنها تهمل الجانب الأهم وهو كيفية استعدادها نفسيا لهذه المرحلة الجديدة، وتنسى أن تسأل نفسها هل هي جاهزة لمشاركة حياتها مع زوج ربما يختلف عنها في الطباع والميول؟ 

خبراء الطب النفسي يؤكدون أن كثيراً من المعتقدات الزوجية الخاطئة التي يبدأ بها الزوجان حياتهما المشتركة تؤثر في شكل وسير الحياة الزوجية بشكل سلبي وخاطئ، فأحياناً لا يدرك الزوجان أن الحياة الزوجية مسؤولية مشتركة بين طرفين ومن حق كل طرف أن يشعر أن الطرف الآخر يتحمل مسؤوليته كاملة ولا يسعى للتهرب منها .. ويطالبون الزوجين بأخذ المعلومات من مصادر موثوقة بعيداً عن تجارب الآخرين.

طرحت «كل الأسرة» عدداً من التساؤلات حول الاستعداد النفسي للزواج على عدد من أساتذة الطب النفسي وخبراء العلاقات الزوجية والأسرية وسألتهم: كيف تستعد المرأة نفسياً للزواج ومسؤولياته؟ وكيف يتم هذا الاستعداد لكي يكون الزواج مستقراً؟ 

via GIPHY

"يجب أن نضع مشاعرنا وخيالاتنا الجميلة تحت مجهر التدقيق"

في البداية تؤكد الدكتورة أميرة الساعي، استشارية الصحة النفسية والدعم النفسي للمقبلين على الزواج، أن استعداد أي عروس نفسياً للزواج من أهم الأمور التي ينبغي أن تشغل بالها في الفترة السابقة لهذه المرحلة لكنها للأسف أحياناً لا يتم الالتفات لها إطلاقاً في ظل البهجة والسرور الذي يخيم على أسرة العروسين، فتفاصيل العرس تكون هي الشغل الشاغل للجميع ويتم الإعداد لها مع البذخ في التخطيط للاحتياجات وقوائم المدعوين والأماكن المقترحة للاحتفال بالزفاف.

وتقول «أغلب الفتيات يفكرن قبل الزواج في قرين العمر على أنه فارس الأحلام وتكون لديهن صورة وردية عن البيت الجديد وأن العروسة ستنطلق لهذا البيت الذي تكون فيه هي صاحبة القرارات وستقضي حياتها في التنزه والسفر والسهر والانطلاق، كما أن الفتاة تتخيل أحياناً أن الحب الملتهب قبل الزواج يكون قادراً على حل أي خلافات قد تنشأ بينها وبين شريك الحياة».

وترى الدكتورة أميرة الساعي أنه يتحتم على العروسين أن يحترسا من الصورة الخيالية التي كوناها عن الآخر، بمعنى الصورة التي كونتها العروس لا شعورياً عن الحبيب وتلك التي كونها العريس عن عروسه الجميلة، فالمرحلة التي تسبق حفل الزفاف مرحلة خطيرة تستلزم أن نضع مشاعرنا وخيالاتنا الجميلة تحت مجهر التدقيق، فنحن نحتاج إلى مرآة دقيقة لنختبر مدى دقة انطباعاتنا عن الآخر.

فلطالما تحلم العروس بالعش السعيد الهادئ، وهي أحلام يشاركها فيها الرجل، لكن هذا العش الهادئ ـ والكلام على لسان الدكتورة أميرة الساعي - لن يتواجد إلا بجهودكما معاً، خاصة مجهودك أنتِ فكل ما عليكِ لتحقيق حلمك وحلم شريك حياتك بأن يكون عشكما سعيداً ومستقراً لأنكِ لو غفلتِ عن ذلك بات العش منفراً لزوجك وقد يهرب منه للبحث عما يريده وتتوق إليه نفسه في مكان آخر.

via GIPHY

"عدم إغفال الأمور التي تظهر شخصية الآخر خلال فترة الخطوبة"

يرى الدكتور ناصر زهران، استشاري الطب النفسي وخبير العلاقات الأسرية، أن الفترة السابقة لحفل الزواج تكون هي الفرصة الأخيرة للعروس والعريس في تدقيق الاختيار ووضع شريك العمر تحت المجهر والتخلي عن التصورات الوردية والكشف عما إذا كان هذا الشريك هو المناسب لنا أم أن التراجع ولو في اللحظة الأخيرة هو الحل الأمثل.

ويشجع الدكتور ناصر زهران الشاب أو الفتاة المقبلين على الزواج بضرورة عدم إغفال الأمور التي تظهر شخصية الآخر خلال المعاملات الأخيرة السابقة قبل الزواج، فالفرصة في التراجع لم تفت ولا زال هناك سبيل للهروب، وفرصة التغيير بعد الزواج ليست كبيرة وغير مضمونة.

أما عن الاستعداد النفسي للعروسين قبل الزواج، فيرى الدكتور ناصر زهران أن الأسرتين يكون عليهما دوراً مهماً في توضيح طبيعة الحياة الزوجية للعروس والعريس لإيضاح جداول المسؤوليات النفسية والاجتماعية التي يجب على العروسين الاستعداد لها، مع ضرورة تقديم الأسرة النصيحة لنوع العلاقات الاجتماعية المطلوبة بعد الزواج والتوصية بأهمية احترام الآخر وعدم تركهما الفرصة للتدخلات في حياتهما الزوجية وضرورة حفظ الأسرار بألا تتخطى جدران منزلهما.

via GIPHY

"الزواج الذي يقوم على الحب والعقل معاً هو الأنجح دائماً"

الدكتورة أمل رضوان، استشاري الطب النفسي وخبيرة العلاقات الأسرية، تؤكد هي الأخرى أن الاستعداد النفسي للزواج مسألة في غاية الأهمية خاصة للمرأة التي تتحكم في مستوى السعادة الزوجية، لذلك يجب عليها أن تعي جيداً طبيعة الحياة الزوجية التي ستعيشها وتدرك أن الرجل بطبيعته يختلف عنها نفسياً حتى لا تسيء فهمه في بعض المواقف، فلا تعتبر نفسها بالزواج منه قد امتلكته ويحق لها معرفة كافة أمور حياته واختراق خصوصيته وقتما شاءت.

وتشير د. أمل رضوان إلى ضرورة تأهيل المقبلين على الزواج نفسياً وعاطفياً واجتماعياً ليدركوا مسؤوليات حياتهم الجديدة وتقل معدلات الخلافات الزوجية في السنوات الأولى للزواج ونستطيع الحد من معدلات الطلاق، فالزواج ليس صفقة تعقد بين طرفين وتعتمد على الحظ لأنه الشماعة التي نعلق عليها فشلنا وإحباطاتنا وخيبات أملنا في هذه العلاقة، وتنبه الدكتورة أمل رضوان على الفتيات أن الزواج الذي يقوم على الحب والعقل معاً هو الأنجح دائماً، فالحب الرومانسي لا يستطيع ضمان نجاح العلاقة الزوجية فالصراحة والتفاهم والرفق بمشاعر كل طرف تجاه الآخر خير وأبقى للزوجين، وتوضح «كما أن الثقة في النفس وفي شريك الحياة من أهم الأمور المطلوبة بين الزوجين لأنها تضمن لهما حياة هادئة ومستقرة بالاحترام المتبادل فليس هناك أخطر على الزواج من الحياة الزوجية في جو مليء بالشك الدائم وعدم الثقة».

 

مقالات ذات صلة