هل يجعلنا الزواج أكثر رضا عن أنفسنا وحياتنا أم أقل؟ وهل تزيد عصبية المرأة بعد فترة من الزواج أم أنها تقل؟ وهل فعلاً يتغير الرجل بعد الزواج أم لا؟ أسئلة كثيرة قد تخطر ببال أولئك المقبلين على الزواج ، خاصةً إذا كانوا في عمر الثلاثينات، حيث إن الأشخاص في هذه المرحلة العمرية ، سواء كانوا رجالاً أو نساء، يكونون أكثر نُضجاً وأكثر خبرةً في تجارب الحياة ويكونون قد اندمجوا بالفعل في مجال العمل على مدار السنوات التي تلت التخرج، ولذلك من المفترض أنهم اكتسبوا قدراً كبيراً من الاستقلالية الاجتماعية والمادية التي تجعلهم أحياناً مترددين من الإقبال على الزواج خشية فقدان هذه الاستقلالية أو خوفاً من فكرة المسؤولية والاندماج الكلي مع شخص آخر.
ولكن هل بالفعل نتغير بعد الزواج؟ وكيف؟ أجمعت نسبة كبيرة من علماء النفس على أن الزواج بالفعل يغير المرء، فوفقاً لموقع Psychology Today تم اختبار 169 ثنائياً حديث الزواج لدراسة بعض الصفات التي تتغير في شخصية الرجل والمرأة بعد 18 شهراً من الزواج، وقسموها إلى خمسة محاور رئيسية، هي:
- الانفتاح على الحياة
- تحمل المسؤولية
- تقبل التغيير
- المزاجية
- والوفاق والانسجام
ووجدوا الآتي:
الانفتاح على الحياة
وهو مدى انفتاح الشخص على تجربة أمور جديدة مقارنة بتفضيله لما هو مألوف ومريح بالنسبة إليه. وهنا وجدوا أن الزوجات كُنّ أقل انفتاحاً ، وربما كان ذلك انعكاساً لانغماسهن في روتين الزواج ومسؤولياتهن الجديدة، بينما كان الرجال أكثر انفتاحاً واستعداداً لخوض تجارب جديدة قد تخفف من وطأة أعباء الزواج.
تحمل المسؤولية
وجد الباحثون أن المرأة كانت بطبيعتها أكثر تحملاً للمسؤولية من الرجل، إلا أنهم وجدوا أيضاً أن الأزواج أظهروا درجة كبيرة من الوعي وزيادة في نسبة تحملهم للمسؤولية بعد الزواج. وأرجع الباحثون ذلك إلى تطور فهم الرجل لفكرة اعتماد زوجته عليه في بعض الأمور المتعلقة بمسؤوليات الحياة الزوجية ورغبته في أن يكون سنداً لها.
via GIPHY
تَقبُل التغيير
كان الرجال أقل تقبلاً للتغيير في السنة والنصف الأولى للزواج، وبالتالي أظهروا قدراً أكبر من الانطوائية أو الرغبة في الانعزال، بينما كانت الزوجات أكثر انفتاحاً وتقبلاً للتغييرات التي حلت على حياتهنّ بعد الزواج. إلا أن كل من الأزواج والزوجات أظهروا ميلاً أكبر لفلترة علاقاتهم الاجتماعية أو تنقية الأشخاص الذين يمكنهم البقاء في دائرة معارفهم بعد الزواج.
المزاجية والاستقرار العاطفي
بشكلٍ عام، أظهرت النساء قدراً أكبر من العصبية عن الرجال، وفي هذه الدراسة أظهر الأزواج زيادة طفيفة في نسبة استقرارهم العاطفي بعد الزواج، بينما كان للزواج تأثير إيجابي للغاية على الاستقرار العاطفي للزوجات، على الرغم من زيادة نسبة مزاجيتهنّ أيضاً.
الوفاق والانسجام
يقيس هذا المحور مدى توافقك مع الطرف الآخر، وما إذا كنت تُعتبر سهل المعشر أم أنك تصر على أن تجري الأمور وفقاً لرغباتك بغض النظر عما يريده الزوج/الزوجة. وبصفةٍ عامة، وجد الباحثون أن كلاً من الأزواج والزوجات أصبحوا أقل توافقاً على مدار الدراسة، ولكن هذا الاتجاه التنازلي الملحوظ كان أكبر لدى الزوجات عن الأزواج، ورجحت الدراسة أنه ربما يكون السبب وراء هذا هو رغبة الزوجات الجديدات في فرض قدر من السيطرة أو الهيمنة خلال سنوات الزواج الأولى.