فيلم "up" من إنتاج شركة بيكسار
لا بد من التسليم بأن الفوارق بين الرجل والمرأة هي عامل رئيسي في نشوب الخلافات في الحياة الزوجية، لعدم اطلاع كل منهما على طبيعة الآخر النفسية والعاطفية.
يشاركنا فايز المنسي الغامدي، اختصاصي نفسي اكلينيكي ورئيس وحدة الإرشاد النفسي والاجتماعي في جامعة الملك سعود، أهداف الزواج النفسية والفوارق النفسية بين الرجل والمرأة ومهارات الإشباع العاطفي والضغوط النفسية وكيفية مواجهتها:
1- فهم الفوارق النفسية بين الرجل والمرأة
يؤكد الغامدي «من خلال الواقع القائم، كثير من الرجال يجهل الطبيعة السيكولوجية والعاطفية للمرأة، وهو ما ينسحب على النساء. فالاختلاف لا يقتصر على الجانب النفسي فحسب، والعديد من المشكلات تحدث بسبب عدم فهمنا للفوارق والاختلافات وعدم معرفة كل منهما للآخر».
عدم فهم الآخر يقود إلى صدام بين الزوجين «فالمرأة أقوى في التعبير وفي اللغة، والمطلوب من الرجل أن يتعلم مهارة التعبير ومهارة الكلام وتوظيفهما في حياته الزوجية».
المرأة تحتاج إلى الإعجاب والثناء والمدح والتشجيع
يشرح الغامدي «المرأة تفكر بصورة متشعبة وتعبّر في حال معاناتها من مشكلة وتحتاج لأن يصغي لها الزوج. فالحاجة للحب عند المرأة تتبدى بالثقة لإزالة جانب المخاوف والقلق والقيام بالأدوار المطلوبة منها بكفاءة، وهي تحتاج إلى الإعجاب أكثر من الرجل كما الثناء والمدح والتشجيع، ويرتفع تقديرها لذاتها عندما تشعر أنها محبوبة وسعادتها في المنزل تنعكس إيجاباً على أفراد أسرتها، وطرح السؤال من قبلها يكون بقصد التحقيق أحياناً أو الحاجة للرجل أحياناً أخرى».
في المقابل، فإن الرجل يميل إلى صومعته الخاصة «لا يشارك الزوج مشكلاته مع زوجته ويتوجه لعزل نفسه ليفكر بطريقته، وقد يعلم الزوجة بعد وقت أو عند حل المشكلة. وعلى صعيد العاطفة، فهو يحتاج من المرأة مشاعر التقدير والاحترام والإخلاص والرعاية والتطمين»، يلفت الغامدي، مشبّهاً الدورة العاطفية لدى الرجل بـ«الحزام المطاطي الذي يبتعد قليلاً عندما ينسحب ليعود بشكل أفضل، في حين إن طرح السؤال من قبل الرجل يكون بقصد الاهتمام».
وفي هذا السياق، يوصي المرأة بأن تترك للرجل مساحته «في المقابل، المطلوب من الرجل التعبير وإيضاح أن ثمة أمراً يشغل باله لطمأنة المرأة وعدم ترك الكثير من علامات الاستفهام لديها، وهذا هو التوظيف المناسب للمشكلة لأن كثرة السؤال من المرأة «يخنق الرجل»، ما يؤدي إلى الكثير من الإشكاليات بين الزوجين».
ثمة فوارق كثيرة إلى جانب الفروق النفسية، يوضح «المرأة تعبّر بالمشاعر، وهي تحتاج، في الغالب، إلى الدفء والشعور بالأمان في حين يكون تعبير الرجل عن قلقه مركزاً على مآل الأمور حيث يمكن للمرأة، في هذه الحالة، تقديم المساعدة للرجل ودعمه بتقديم حلول عملية للرجل باختصار ووضوح، بعيداً عن الثرثرة».
2- إشباع الجانب العاطفي
يؤكد الغامدي أن أهداف الحياة الزوجية تتركز على ثلاثة محاور:
- إشباع الدافع الجنسي
- إشباع الدافع العاطفي
- تكوين صداقة دائمة
"الجانب العاطفي يؤثر في الجانب الجنسي لدى المرأة"
يستعرض الغامدي، لافتاً إلى أن الجانب العاطفي يؤثر في الجانب الجنسي لدى المرأة، والتعامل بين الزوجين بمفهوم وبسمات الصداقة ومشاركة بعض الأنشطة والهوايات بينهما كفيل أن يرتقي بالحياة الزوجية.
يلفت الاختصاصي النفسي إلى أبرز مهارات الإشباع العاطفي للوصول إلى حياة عاطفية سعيدة:
- إظهار الحب والتعبير عنه والكلمة الطيبة.
- القرب المكاني والرؤية قدر المستطاع.
- التشابه في القيم والمعتقدات.
- المساعدة العملية في المنزل والحياة.
- الحرص على مشاركة أوقات الجلوس والاستمتاع بها والتواصل البصري.
- استثارة السعادة بالسلوكيات: الاحتضان والقرب الجسدي وتبادل القبل.
- الاتفاق على المسائل المادية والتخطيط الجيد إن أمكن.
- مواجهة المشكلات وعدم تراكمها والتعبير عما بداخل الزوجين.
- احترام الخصوصية بين الطرفين.
- الحرص على نشاط أسبوعي ممتع.
- عدم الاستسلام لصعوبات الحياة ومواجهتها.
- تشجيع الهوايات والاهتمامات المشتركة.
- لا تخدع (الغش في الحياة الزوجية غير صائب).
- القرب الجسدي والعاطفي مهم من الناحية النفسية.
- كن مرحاً ومبتسماً.
- المحافظة على الاستقلالية الزوجية.
- القناعة وعدم المقارنة والنظر إلى الإيجابيات.
- حسن التعامل بين الطرفين.
- فن الاعتذار.
- تبادل الحديث بأشياء مشتركة أو الحوار أو ما يحبه الطرفان.
- الإحسان إلى أهل الزوجة والزوج.
- وجود أهداف مشتركة.
- تنمية هرمون الحب يجدد الحب بين الزوجين.
- الدعم العاطفي المتبادل وبالأخص في الأزمات.
- الاهتمام النفسي والجسدي والتوازن من هاتين الناحيتين مطلوب.
- الشكر والثواب (شكر الزوجة ومدحها والتعامل مع الأبناء والآخرين بالشكر).
3- مواجهة الضغوط النفسية
وفي محور الضغوط النفسية، يعرف الغامدي ضغوط الحياة بكونها «المواقف والأحداث السلبية التي تشكل ضغطاً على الإنسان وتسبب له بعض الكدر والحزن، حيث تختلف طريقة كل فرد في التعامل معها».
قد تتأتى الضغوط من:
- العلاقات الاجتماعية (عمل – أسرة - زملاء)
- الأمور المالية (ديون وخسارة)
- الإخفاق وقلة الإنجاز
وأهم أسبابها تكمن في بعض العوامل الوراثية، الغدد وإفرازاتها، البيئة المحيطة، السمات الشخصية، الفراغ الروحي، وآثارها وكيفية التعامل معها.
تنتج الضغوط الكثير من الأمراض النفسية، الاكتئاب (اكتئاب الولادة 10 إلى 15 %)، القلق، الشك المرضي (وسواس قهري، تعاطي)، الأمراض الذهانية، الاضطرابات النسائية (الحمل، النفاس، الدورة) ومن الواجب أن يتفهم الرجل تلك الأمور الخارجة عن سيطرة المرأة وتقبلها ومعرفة الطبيعة النفسية الهورمونية لدى المرأة.
ويقدم الغامدي بعض آليات التعامل مع ضغوط الحياة:
- تعميق الإيمان بالله عز وجل والرضا بالقدر مع الدعاء.
- استشارة المختص: شرعي – نفسي - أسري.
- عدم تراكم الأمور ومحاولة حلها أولاً بأول قدر المستطاع.
- التفكير في تخفيف الضغوط وليس إزالتها.
- عدم الرجوع للماضي والتفكير بالمستقبل.
- اعتماد طريقة تفكير «هونها تهون وكبرها تكبر».
- تعلّم وتدرب على حل المشكلات.
- الصبر قد يكون حلاً لبعض المشكلات.
- كسر الروتين (سفر – رياضة – هواية).