طفولتها ملأى بذكريات والدها أندريه ميسيكا الشغوف كثيراً بالألماس، انتقلت الخبرة في مجال الألماس من الأب إلى ابنته، فرأت عينا فاليري ميسيكا، الألماس منذ طفولتها وعشقت هذه الأحجار الثمينة، ثم شقّت طريقها البراق في عالم المجوهرات الراقية السري جداً، تقول: «لقد نقل شغفه لي ولأخي إيلان منذ سن مبكرة. أتذكر جيداً كيف كان يعود إلى منزلنا برفقة أحجار ألماس رائعة عندما كنت صغيرة، وكيف كان يسمح لي باللعب بها أحياناً». تعتمد في كل إبداعاتها على شغفها بشكل مركزي وتلهمها كل ماسة بطريقة ارتداء مختلفة أو تصميم فريد، وتكمن العواطف في التركيبة التي تتخيّلها عندما ترى الحجر..
كان لنا معها هذا الحوار الحصري لنتعرّف أكثر إليها وإلى مسيرتها:
كيف كانت رحلتك في عالم «ميسيكا؟»
لقد ولدت لرؤية الألماس من الداخل، وتدرّبت عيناي على ملاحظة حتى أصغر التفاصيل وأدق درجات الظل، والمزايا التي تصعب رؤيتها. بعد حصولي على شهادتي في الاتصال والتسويق من CELSA في باريس، عملت إلى جانب والدي لمدة 5 سنوات، وتعلمت في ذلك الوقت كل أسرار تجارة الألماس. على الرغم من أن رغبته كانت أن أتولى زمام شركته يوماً ما، كنت دائماً أشعر بأن شيئاً أساسياً بالنسبة لي كان مفقوداً في هذا القطاع وهو الإبداع.
بعد مرور بعض الوقت شعرت برغبة قوية في إنشاء علامة المجوهرات الخاصة بي، وهكذا بدأت مسيرتي الشخصية. لقد سمح لي إطلاق دار المجوهرات الخاصة بي، بدمج هذين العالمين اللذين لطالما سحراني.
ما هي مصادر إلهامك عادة لتصميم كل مجموعة؟
أستمد إلهامي من كل شيء حولي، فكلما دربت عيونك على رؤية الجمال من حولك، وجدت المزيد من الإلهام. بصفتي من عشاق السفر، أستمد الإلهام من الفن والهندسة المعمارية ومن نساء مختلفات حول العالم. الموسيقى مصدر إلهام كبير لي كذلك. لقد نشأت في باريس، عاصمة الموضة في العالم، وقمت بزيارة ورشات عمل ماركات شهيرة مثل شانيل وديور بشكل منتظم، حيث أسرتني الأيادي التي كانت تضيف التفاصيل الدقيقة إلى القطع يدوياً، وكيف بدا العمل في مجال الموضة ممتعاً. أردت أن أجعل المجوهرات ممتعة وديناميكية، مثل الموضة، بدلاً من الشعور بالثقل والجدية.
ما هي فلسفة العلامة التي تحافظين عليها؟
كان هدفي منذ بدايات علامتي التجارية هو إعادة إحياء حجر الألماس الغني، إلى شيء مرغوب فيه يمنح الثقة بالنفس لأي شخص يرتديه. ميسيكا تعيد ابتكار نفسها باستمرار لتحقيق هذه الرؤية، وخلق تصاميم مبدعة وتقنيات جديدة لجعل شخصية حامل هذا الحجر المميز تشع أكثر. لقد نجحت دارنا في تحديد الصيحات منذ عام 2005، ما غيّـر قواعد صناعة المجوهرات. فلسفتنا هي جعل الألماس ينبض بالحياة، جعله يتحرك ويرقص. أريد أن أجعل ارتداء الألماس أمراً ممتعاً كل يوم وليس مملًا أبداً.
كيف ترين تطور ذوق المرأة الخليجية؟
نساء الخليج يلهمنني كثيراً، فقد علمنني لمسة «الروك أند رول» لتكديس المجوهرات. هن أول نساء رأيتهن يكدّسن العديد من الأساور على معاصمهن والعديد من الأقراط. لقد جعلنني أرى السحر الأنثوي الذي يكمن في ارتداء سوار الكاحل وكيفية جعله إكسسواراً عصرياً. هؤلاء النساء يعرفن كيفية جعل المجوهرات محور كل ما يلبسنه، وأنا أجد ذلك رائعاً!
ما أهم التحديات التي تواجهك في السوق والمنافسة مع علامات أخرى؟
التحدي الرئيسي الذي أواجهه دائماً هو التفكير في المستقبل والحفاظ على ما يجعل دارنا مختلفة عن البقية. على سبيل المثال، اتجاه تنسيق الموضة الذي اتخذناه في عرض الأزياء الأخير الذي قدّمناه في باريس في سبتمبر مختلف تماماً عما تتبعه دور المجوهرات الأخرى. اخترت مزج مجوهراتي مع أزياء الشوارع «ستريت ستايل» والأزياء الرياضية من Adidas، لتقديم جمالية جديدة لم يتم تقديمها من قبل في عالم المجوهرات الراقية.
تبدأ جميع إبداعاتي بصفحة فارغة، ما يسمح لي بإنشاء قطع حديثة والخروج عن القواعد التي تحددها صناعة المجوهرات. في «ميسيكا» كل مجموعة جديدة هي قفزة حقيقية في الفراغ. أنا متحيزة لبعض تقنيات المجوهرات على حساب أخرى، ومع ذلك أبدأ العملية دائماً بدون موجز دقيق، ما يساعدني وفريقي على دفع حدود تصميم المجوهرات إلى أبعد ما يمكن، وتقديم شيء جديد وغير مسبوق في كل مرة.
حدّثينا أكثر عن مجموعة «Beyond the Light» وعن مشاركتك في أسبوع باريس للموضة؟
لقد كان إنجازاً كبيراً بالنسبة لي أن أرى أعمالي على منصة عرض الأزياء لأنني دائماً أستلهم تصاميمي من الموضة. كان تصور تجربة عرض الأزياء الحية مع أسلوب ميسيكا والقطع الاستثنائية من مجموعتي للمجوهرات الراقية بمثابة حلم أصبح حقيقة، ولهذا قررت أن أجعله حدثاً سنوياً.
كنت أرغب في اتخاذ خطوة إلى الأمام في عالم المجوهرات الراقية في عام 2022، وإنشاء مجموعة تضم أحجاراً استثنائية خالدة. نجح أخي إيلان في اقتناء ماسة خام استثنائية بوزن 110 قيراطات في عام 2020، وتم تقطيعها إلى عائلة جميلة مكونة من 15 ماسة، وقررت اقتناءها جميعاً واستخدامها في تحفة المجموعة كنقطة انطلاق. لطالما ألهمتني حضارة مصر القديمة وكانت لديّ رغبة قوية في الإشادة بهذا العصر الغامض، خصوصاً بعد اقتنائي لهذه الألماسات من أخي. أنا في مهمة لصنع إبداعات مختلفة تخالف الرموز. أردت أن أذهب إلى مكان غير متوقع مع هذا الموضوع، وأن أسير بهذا التوجّه إلى أقصى الحدود، ما انعكس أيضاً في اتجاه تصميم الأزياء الذي اتخذناه لمنصة عرضنا هذا العام.
ما الذي يجعل ميسيكا مختلفة عن باقي العلامات الشهيرة في عالم المجوهرات؟
إن مهمتي هو جعل الألماس ينبض بحس الروك أند رول، وتقديمه بشكل مبتكر وجعله سهل الارتداء، ما يجعل المجوهرات وسيلة للتعبير عن شخصياتنا. نرى ذلك في العديد من إبداعات ميسيكا، سواء كانت من المجوهرات العملية أو المجوهرات الراقية. ألماس ميسيكا مليء بالحيوية والبريق، يرافق النساء في كل لحظات حياتهن. يعجبني حقيقة أننا لا نلتزم بقواعد المجوهرات التي تضعها العلامات التجارية التراثية، مهمتنا هي تمكين النساء من تبنّي أسلوبهن الشخصي وجعل المجوهرات تعبر عنهن. هذه هي الروح التي تنفخها ميسيكا في كل إبداع. أحب أن أفكر أننا أحدثنا ثورة في هذا المجال، وأننا أثبتنا أنه لم يعد هناك نهج فريد عندما يتعلق الأمر بالمجوهرات.
وماذا عن أهمية المجوهرات للمرأة؟
لعبت المجوهرات دوراً مهماً في حياة الإنسان منذ آلاف السنين. نتعلم من التاريخ أن الحضارات القديمة كانت تقدّر المجوهرات، وأنها كانت تُستخدم لإبراز الجمال الطبيعي لمن يرتدينها. تم ارتداء قطع مختلفة للإشادة إلى رسائل مختلفة مثل الأمان والحكمة والأناقة والازدهار. اليوم، ترى النساء المجوهرات كرمز للأنوثة، بحيث تمكنهن من الشعور بالثقة والجمال. إذا كان بإمكاني تقديم نصيحة واحدة لجميع النساء، فهي أن يقمن بارتداء مجوهراتهن كل يوم. يجب النظر للمجوهرات على أنها أكثر من مجرد إكسسوارات جميلة وأنيقة؛ بل جزء لا يتجزأ من أناقتنا اليومية وطريقة للتعبير عن الذات.
في ما يخص أحدث صيحات 2023، هل لا يزال ارتداء أكثر من قطعة صغيرة سوياً هي الصيحة؟
أعتقد أن للمجوهرات الضخمة دوراً كبيراً في صيحات المجوهرات لعام 2023، ولكنني دائماً أشجع الجميع على اقتناء ما يناسبهم بدلاً من اتباع الصيحات.