9 يوليو 2020

ستيف كارَل: «سبايس فورس» يطرح عدة قضايا نحتاج إليها في عالمنا

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

ستيف كارَل

تشهد حلقات مسلسل Space Force نجاحاً كبيراً إذ تعتبرها شركة نتفلكس أحد أفضل ما أطلقته من أفلام وإنتاجات هذا العام حتى الآن. المسلسل ليس خيالاً- علمياً كما يوحي عنوانه، بل كوميديا من بطولة ستيف كارَل الذي يؤدي دور جنرال تُسند إليه مهمة الإشراف على برنامج فضائي جديد بغية استباق الدول الكبيرة الأخرى لاحتلال الكواكب الأخرى. 
يجول المسلسل في حياة بطله الخاصة (لديه زوجة في السجن وابنة تبحث عن الشريك المناسب) وحياته العامة (دفاعه عن منصبه حيال المحاولات المتكررة للبعض لسحب المشروع منه). وفي كل الحالات يؤمن الممثل الكوميدي ستيف كارَل وصول الكوميديا الساخرة التي تنتقد من دون أن تجرح وتضحك من دون أن تبتسم. 

المقابلة التالية أجريت عن بعد بواسطة اتصال بواسطة الإنترنت: 

ستيف كارَل

هناك قضايا عديدة مثارة في «سبايس فورس»، عاطفية وشخصية وسياسية وعلمية. هناك حديث حول تصرف المسؤولين حيال السباق الجديد صوب الفضاء، وموقف الصين غير المتجاوب مع الولايات المتحدة، أي من هذه المسائل استدعى اهتمامك أكثر من سواه؟ 
هذا سؤال جيد. أعتقد أن ما ذكرته هو جملة من المسائل التي إذا جمعتها تصبح موضوعاً شاملاً. نمر في ظروف عالمية صعبة تفرض تعاوناً مثمراً بين الدول وبين المجتمعات المختلفة. «سبايس فورس» يطرح عدة قضايا تلتقي على نحو غير مباشر تحت مظلة ما نحتاج إليه في عالمنا اليوم. أعتقد أن الصورة الخلفية لما يستعرضه المسلسل هو نقد لما نحن عليه اليوم.

مجرد طرح مسائل بالغة الجدية بمنهج كوميدي هو تعامل إيجابي مع الأزمات، صحيح؟
طبعاً. الشرط الأساسي هو أن تكون الكتابة جيدة والكوميديا هادفة وليست مجرد حركات وكلمات.

الفيديو الترويجي لمسلسل  Space Force

كيف تصف العناصر التي تكون شخصيتك هنا؟ 
حسناً، هو عسكري متمرس، يعيش لعمله وصارم في قراراته سواء أكانت صحيحة أو خاطئة. حين يخطئ لا يعترف كما تلاحظ، لكنه يتغير قليلاً أكثر بعد ذلك. فوق ذلك هو شخصية طموحة ويعرف أساليب العمل وراء الستارة، يدافع عن مكتسباته وآرائه وأفعاله كما نراه يفعل في تلك الجلسات المغلقة في مركز القيادة. هناك يواجه تحديات عديدة، لكن الحيلة لا تخونه ولديه طريقة للخروج فائزاً من تلك المواجهات.

هل الغاية أو إحدى الغايات نقل الواقع؟ أقصد هل هذا ما يحدث بالفعل في الاجتماعات المغلقة؟ مناوشات وانتقادات وسخرية البعض من البعض الآخر؟
لم أحضر أي من هذه الاجتماعات، لكنني وشريكي (كريغ دانيالز) استوحينا ما نعتقد أنه يحدث ربما ليس بالدرجة ذاتها لكننا نعيش في عالم مختلف اليوم عما كنا نعيشه سابقاً. أتصور أن الكثير مما قدمناه يعكس الحقيقة بحدود. 

هناك ستة مخرجين عملوا على هذا المسلسل. كيف يتم التأكد من أن المسلسل يبقى نسيجاً واحداً في الأسلوب على الأقل؟ 
بالحديث والاستعداد المطول. كل مخرج عليه أن ينتمي إلى هذا المنهج الذي وضعناه كمنتجين، المنهج الذي لا يمكن الانفصال عن شروطه. وهذا ليس أمراً جديداً في الحقيقة لأن كل المسلسلات والبرامج التلفزيونية تسعى للحفاظ على نوعياتها واندماجها تحت شروط واحدة رغم تعدد المخرجين. كانت لدينا في البداية آراء مختلفة لكننا ذللنا الكثير منها في سبيل تحقيق «اللوك» المطلوب.

كيف تصف العمل مع جون مالكوفيتش؟ 
من الخارج يبدو مثالياً لأنكما نموذج للتناقض بين شخصيتين عليهما العمل معاً. هذا صحيح. أعتقد أن كل الأعمال الفنية عليها أن تطرح شخصيتين، أو أكثر أحياناً، على درجة كبيرة من التناقض في الآراء والمواقف. هذا يشحن المَشاهد بتوتر عال ويمنحه عنصر نجاح إضافياً. أعتقد أننا قمنا بتفعيل هذا التناقض على نحو صحيح ونموذجي. حتى في الحركة البدنية، كل منا مختلف لدرجة التناقض.

هناك المشهد الذي تركض فيه داخل الرواق ويسألك وقد تأخر عنك «هل تركض؟» فتجيبه بأن يسرع. هذا يوجز الاختلاف الفيزيائي بينكما.
 بالطبع، كل أنواع الدراما ترتكز على تناقض الشخصيات وليس على التقائها. هذا طبيعي

اقرأ أيضًا:
3 أسئلة إلى نيكول كدمان
سكارلت جوهانسن: ما زلت في طور التعلم

 

مقالات ذات صلة