تعود النجمة نيللي كريم هذا العام من خلال مسلسل «فاتن أمل حربي»، الذي يقدم أزمة تعانيها النساء في محاكم الأسرة، وهو العمل الذي بدأ في إحداث حالة من الجدل في الشارع المصري..
في الحوار معها تتحدث نيللي عن المختلف في دور «فاتن»، والمختلف فيها، وصعوبة تقديم مثل هذه الشخصية، وهل الهدف من العمل هو محاولة تغيير قوانين الأحوال الشخصية لصالح النساء، والمزيد من الأسئلة والتفاصيل الأخرى:
بداية نود أن تحدثينا عن المختلف في شخصية «فاتن» في مسلسلك هذا العام «فاتن أمل حربي»؟
«فاتن» من الشخصيات الطبيعية الحقيقية التي تتواجد في عدد كبير من البيوت المصرية، فهي سيدة تمر بظروف صعبة جداً، وتحاول طوال الوقت أن تقاوم، ويأتي المختلف في هذا العمل أنه واقعي، وتطرقه لأزمة حقيقية تعانيها الكثير من السيدات في مجتمعنا، ونحن نلقي الضوء على هذه الأزمات من خلال الأحداث التي تمر بها فاتن على مدار أحداث المسلسل، والمواقف التي تواجهها، وكيفية التعامل مع الأزمات التي تمر بها.
هل يمكن أن نعتبر فاتن شخصية قوية في مواجهة الأزمات أم لا؟
بكل تأكيد فاتن شخصية قوية للغاية، ورغم لحظات ضعفها إلا أنها تتمكن من أن تصمد في مواجهة الصعاب التي تمر بها، وفاتن ليست شخصية من وحي الخيال، ولكنها السيدة المصرية التي توصف دائمًا بأنها «عمود المنزل»، وهي كناية تعبر عن أهمية السيدات في البيوت، وقدرتهن على الحفاظ على قوام منزلهن متماسكاً رغم الأزمات التي تضربهن.
هناك شخصيات كثيرة حولي تشبه شخصية فاتن، أو مرت بظروف مشابهة لها من حيث معاناتها
أحيانا حين تكون هناك شخصية صعبة يكون هناك ملهم للشخصية.. فمن ملهمك لشخصية «فاتن»؟
ليس هناك شخصية ألهمتني «فاتن» أو اقتبست أو استعرت منها الشخصية، لكن الفنان طوال حياته يقابل شخصيات مختلفة ومتنوعة، ويستمع إلى الكثير من الحكايات من الواقع، وحينما تأتي شخصية يلعبها يحدث مقاربة بين الخبرات والشخصيات التي قابلها وبين الدور، وفي فاتن لا يوجد شخصية محددة، لكن هناك من قابلتهم وأحدثت مقاربة بينهم وبين شخصية فاتن، ولا أنكر أن هناك شخصيات كثيرة حولي تشبه شخصية فاتن، أو مرت بظروف مشابهة لها من حيث معاناتها.
نيلي كريم في دور فاتن
هل شعرت بأن جمهور العمل فقط من النساء لأنه يخاطبهن؟
ليس من هذا المنطلق بكل تأكيد، فالعمل يناقش الأزمة من وجهة نظر البطلة «فاتن»، لذلك تشعر أنه منحاز إلى جانب النساء، لكن العمل مقدم للجمهور بمختلف أنواعه وطبقاته، ليشرح أزمة تعانيها النساء في المجتمع.
كيف كان التعاون بينك وبين شريف سلامة في العمل؟
الحقيقة شريف قدم دوراً مختلفاً جداً وصعباً، وكان مفاجأة لجمهوره الذي اعتاد منه أدوار الخير والطيبة، فهو ممثل مختلف، وقدم أداء مميزاً للغاية، والدور بالفعل صعب، وجمعتنا كواليس جيدة وأعتقد أن الجمهور أعجب بالدور، كون شريف لم يقدم دوراً مشابهاً له على الإطلاق من قبل.
هل الهدف من العمل تغيير قوانين الأحوال الشخصية، وهل هو قادر على ذلك؟
أتمنى أن يكون العمل قادراً على تغيير القانون، أو حتى مراجعته مرة أخرى لأنه موضوع منذ وقت طويل، ومررنا بأحداث وتغيرات لم تعد القوانين ملائمة للعصر الحالي، ويجب أن يكون القانون مواكباً للفترة التي نعيش فيها.
لو كنت صديقة في حياة فاتن أمل حربي.. كيف ستكون نصيحتك لها؟
كنت سأدعمها بكل تأكيد، وكنت سأنصحها بأن تنفصل عن زوجها، فهذا مناخ غير صحي لها ولأبنائها، ولا يجب أن تستمر في حياة بهذا الشكل.
لم نقدم الرجل بصورة سيئة.. فقط نطرح أسئلة
البعض اتهم العمل أنه يقدم الرجل بصورة سيئة.. فما ردك؟
بالعكس سيف على الرغم من أنه شخص سيئ، لكننا لم نقل إن كافة الرجال بهذا الشكل، فالمحامي رجل ويساندها ويقف إلى جانبها، وحتى ضباط الشرطة كانوا يساعدونها في حدود القانون، وهناك الشيخ الذي كان يدعمها، لا على الإطلاق لم نقدم الرجال بشكل سيئ.
الإعلان الترويجي لمسلسل «فاتن أمل حربي»
البعض وجه انتقادات حادة للعمل، فما ردك؟
لا أفهم لماذا؟! فأنا لم أقل في أحداث العمل سوى «سؤال الله»، وجميعنا نصل لتلك الحالة في وقت الشدة نتساءل، لكني لم أقدم أي شيء يمكن أن نعتبره تجاوزاً على الإطلاق، والعمل تمت مراجعته من الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وهو أكثر علمًا منا بأمور الدين.
هل تعتبرين العمل يحاول الانتصار للمرأة؟
هو يضع يده على أزمة كبيرة في القانون تعانيها مئات السيدات في محاكم الأسرة، فلو ألقينا نظرة على القوانين التي صنعت منذ أكثر من 50 سنة، سنجد بها عواراً كبيراً يضر بالسيدات حين يدخلن محاكم الأسرة، ورغم تعاطف القضاة إلا أنهم محكومون بالقانون، وهو قد يكون في حاجة للتغيير، في ظل خطوات الدولة التي تدعم النساء بشكل كبير، فأصبحنا نجد كثير من الوزيرات، والقاضيات وفي كل المجالات، لذلك العمل يحاول أن ينصر المرأة، ويضع يده على أزمة كبيرة يعانينها الآلاف مثل فاتن في الواقع.
معظم أعمال نيللي كريم تدور حول قضايا مهمة وشائكة في المجتمع، هل تتعمدين أن تكون كل الأعمال في هذا الإطار؟
الحقيقة أن هذا الأمر له عدة عوامل شركة الإنتاج، والمخرج، والمؤلف، أنا أعلم أن هذا يحدث، لكن ليس عن عمد، فأنا فنانة تقدم أدواراً، وبعضها أدوار لها قضايا اجتماعية مهمة وذات أبعاد مختلفة.
اقرأ أيضًا: حصريًا لكل الأسرة.. علماء الإسلام يحسمون الجدل حول قضايا مسلسل «فاتن أمل حربي»
