ترى الفنانة التونسية الجميلة سامية طرابلسي أنه على الرغم من تعدّد أعمالها، فإنها لم تحقق طموحاتها بعد وتنتظر فرصاً أقوى.. وفي هذا اللقاء معها تتحدث سامية عن أعمالها الأخيرة وما تخطط له وتحلم به في الفن والحياة الخاصة، كما تتحدث عن رؤيتها للدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كيف وجدتِ حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام؟
سعيدة جداً بحضوري حفل افتتاح المهرجان باعتباري فنانة عربية، وهو صورة مشـرّفة لمصر والوطن العربي، ودائماً هو مناسبة لمتابعة ومشاهدة أفلام مهمة جداً من العالم كله، وأحرص على مشاهدة الأفلام العربية وتحديداً تلك التي تشارك في مسابقات المهرجان، خاصة ما يأتي من بلدي تونس، والمهرجان يتيح لي دائماً فرصة لقاء نجوم وزملاء لا أراهم كثيراً بسبب انشغالي بالعمل وسفري كثيراً.
مهرجان القاهرة صورة مشـرّفة لمصر والوطن العربي
كيف استقبلتِ قرارات رئيس المهرجان حسين فهمي في ما يخص ملابس النجمات؟
هو فنان كبير ولديه وجهة نظر محترمة، ويهمه مضمون المهرجان، وألاّ يكون الحديث عن ملابس الفنانات وليس عن الأفلام والفعاليات، لذا وجدت كل النجمات في صورة رائعة وجميلة، وليس هناك أي تعارض.
بمناسبة المهرجان، هل أخذتِ حظكِ في المرحلة الماضية في السينما تحديداً؟
آخر أفلامي كان بعنوان «تماسيح النيل» مع خالد الصاوي، وقبله كان فيلم «باركود 615» مع محمد عز وراندا البحيري، وكما أشرت فإن معظم تجاربي في السينما كانت خفيفة، وأنا سعيدة بها، لكنها لا تحقق طموحاتي لأنني أحلم بسينما أقوى وأهم.
قدمتِ في مسلسل «أعمل أيه؟» شخصية امرأة عملية جداً، ماذا جذبك فيها؟
كونها امرأة عملية جداً وبلا مشاعر، وكل حياتها للعمل وليس في حياتها حب أو مشاعر، هذا كان تحدياً واضحاً في الشخصية أحببته جداً، والمؤلف محمد الحناوي كتب الشخصية بعمق ومشاهدها كانت رائعة، وفيها جدية، وقد أحببت العمل مع نجومه ومخرجه المميز أحمد عبد الحميد الذي قدّمه بشكل رائع.
كيف استقبل الجمهور تلك التركيبة، هل وصلكِ صدى العمل؟
الجمهور رأى فيها شكلاً جديداً من الأدوار لم أقدّمه من قبل، فهي سيدة أعمال «شيك»، لكنها لا تستغل جمالها وهي جادة جداً وليس لها جانب شخصي مثل سابق أدواري، وحوار الشخصية رائع وثري وجذاب، وقد أحببت تفاعل الجمهور مع العمل ككل، وحماسهم له؛ لأنه عمل اجتماعي خفيف وممتع.
ما تقييمكِ لحضورك في مسلسل «غرفة 207؟»
شاركتُ ضيفة في إحدى حلقات المسلسل بشخصية رئيسية ومختلفة هي مفاجأة بكل تأكيد، وقد أحببت التجربة مع فريق المسلسل الرئيسي، وأهم ما حمّسني للعمل أنه تم توظيفي في شخصية جديدة غير مكرّرة وغير نمطية.
تم اختياركِ ضمن فريق مسلسل «ألف ليلة وليلة»، هل أحزنك تأجيله لعام 2024 بدلاً من رمضان المقبل؟
مثل تلك الأعمال تحتاج إلى وقت أطول لتقدّم بشكل مميز، وفيها تحديات كثيرة في ما يخص الديكورات والملابس والتجهيزات المختلفة، وبقدر حماسي للعمل حيث رشّحتُ لدور مهم ومؤثر خلاله مع النجم ياسر جلال، بقدر تفهّمي لتأجيله حتى يتم الاستعداد له بشكل جيد ومدروس.
معظم الأعمال الكوميدية تكتب للبطل الرجل
ما حكايتك مع الكوميديا تحديداً، وهل تنوين التركيز عليها في الفترة المقبلة؟
بالفعل أحب الكوميديا، ومن أحلامي تقديم عمل كوميدي مكتوب بشكل قوّي لامرأة؛ لأن معظم الأعمال الكوميدية تكتب للبطل الرجل، ولي بالفعل تجارب مهمة في المسرح مع محمد سعد ومحمد هنيدي وفي التلفزيون أيضاً، ومعظم تجاربي السينمائية كانت من النوعية الكوميدية الخفيفة، وعلى الرغم من سعادتي بها، فإنها لم تستغل قدراتي ولم أقدّم فيها ما يشبعني كممثلة.
هل تنحازين لدراما الحكايات القصيرة ودراما المنصات الرقمية؟
هي أعمال فرضت حضورها بقوة في الفترة الأخيرة؛ لأنها بعيدة عن النمطية والمطّ والتطويل الذي قد يصيب الجمهور بالملل، وهي أيضاً تعتمد على بطولات جماعية وتنحاز للمضمون، وهناك اهتمام إنتاجي بها يُخرجها بشكل مميز، وأتوقع أن تسيطر في المستقبل القريب.
هل لديكِ تجارب محدّدة ترينها كانت طريقك إلى قلوب الجماهير المصرية والعربية؟
أحب كل أعمالي وأنا ممتنّة لكل مخرج قدمني في دور ما، وكل فنان ممثل وقفت أمامه؛ لأن كل تجربة مهما كانت أفادتني وأكسبتني خبرة ما. وقد وصلت إلى درجة من النضج الفني بسبب تعدّد تجاربي ومساعدة كل من عملت معهم، لكنني الآن في مرحلة أطمع فيها بتقديم أدوار وشخصيات أقوى وأعمق، ولابد أن الجمهور يتذكّرني في أعمال مميزة غير ما ذكرته، مثل مسرحية «وش السعد»، وبرنامج «شكشك شو»، وهناك مسلسلات مهمة في رصيدي، منها «ساحرة الجنوب» و«الطبال»، ولي تجارب أخرى مميزة ومؤثرة حققت لي حضوراً قوياً في الدراما التلفزيونية وأوصلتني إلى الجمهور المصري والعربي.
لست أسيرة جمالي ولن أقع فريسته
هل حصركِ الجمال في أدوار محدّدة ونمطية؟
السؤال عن جمال الممثلة شائك؛ لأنه بكل تأكيد نعمة في بدايات كل وجه جديد، لكنه قد يحصرها في قالب أدوار محدّدة مع الوقت، وأحياناً الجمال قد يظلم الموهبة ولا يجعل أحداً يلتفت إلى أدائها. ومنذ بداياتي كنت أعي خطورة ذلك، ولا أحب أن أكون أسيرة أدوار يفرضها علـيّ شكلي، ودائماً أهتم بتنمية موهبتي وأقرأ كثيراً وأشاهد وأحلّل، وأفضل الأدوار الصعبة وأحلم بأعمال تراجيدية قوية في المرحلة المقبلة.
هل حياتكِ الخاصة لها نصيب من اهتماماتك؟
تركيزي كله على عملي، أبحث فيه عن القيمة والحضور والتأثير، لكنني لا أبحث عن الحب؛ لأنه قدر ونصيب، ويمكن جداً أن أضحّي من أجل رجل يحتويني وأحبّه وأطمئن إلى حياتي معه، فأنا لا أغلق قلبي أمام الحب، ويمكن أن أقع فيه عندما يأتي الإنسان المناسب الذي يخطفني.
تصوير: مؤمن عبد الرحمن
تنسيق: أمير عادل
