14 يناير 2021

إماراتيات يقررن الاستغناء عن مظاهر الأعراس المبالغ فيها

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

إماراتيات يقررن الاستغناء عن مظاهر الأعراس المبالغ فيها

الاحتفال بالزفاف وإقامة الأعراس من أهم الأمور التي تشغل الشباب المقبل على الزواج، سواء من ناحية التنظيم أم من ناحية التكاليف التي قد تعرقل مشروع الزواج إذا فاقت إمكاناتهم، ولكن، بعد فرض العديد من الإجراءات الاحترازية على التجمعات، أصبحت فكرة الزواج من دون إقامة عرس واجباً مجتمعياً التزم به الجميع، الأمر الذي كشف عن وعي شباب الإمارات، ونظرتهم العملية تجاه مستقبلهم، فأقبل كثيرون منهم، بدعم من الشخصيات الرسمية والمؤسسات الوطنية في الدولة، على المشاركة في أعراس جماعية تجنبهم تراكم الديون. فهل زاد إقبال الشباب على الاحتفال بالزواج في أجواء عائلية بعيداً عن صخب الأعراس المكلفة؟وهل للفتاة الإماراتية دور في التخفيف من الأعباء على الراغبين في الزواج من الشباب؟

جانب من العرس الجماعي دانات دبي - كل الأسرة
جانب من العرس الجماعي دانات دبي

«تعد ثقافة الأعراس الجماعية نهجاً وطنياً مستداماً، ولا تزال تحظى بقيمة مجتمعية كبيرة لدى جميع أبناء الإمارات، فقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب دعم فكرة الأعراس الجماعية بين شباب وبنات الوطن، من خلال تنظيم حفلات زواج جماعية، للتخفيف عن كاهل الشباب الذين يشقون طريقهم، فالاهتمام بالأسرة ضرورة وطنية يجب الأخذ بها لإعداد جيل واعد يتحمّل مسؤولية البناء والإسهام الإيجابي في مسيرة الوطن». بهذه الكلمات شجعت حرم سموّ الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، الشيخة روضة بنت أحمد بن جمعة آل مكتوم، الشباب الإماراتي على الاستقرار المبكر، من خلال رعايتها للعُرس الجماعي الذي أقيم لـ150 عروساً من موظفات حكومة دبي.

الاستغناء عن فكرة إقامة الأعراس المكلفة لم يقلل من شعورهن بالفرح

ونظراً للإجراءات الاحترازية المعمول بها في الدولة، استبدلت بحفل العُرس الجماعي «دانات دبي» الخامس، مراسم توزيع مكرمة سموّ الشيخة روضة بنت أحمد بن جمعة آل مكتوم، في قاعة عود ميثاء بنادي زعبيل للسيدات، وذلك في ظل إجراءات وقائية وتدابير احترازية لمواجهة تداعيات جائحة «كوفيد-19»، التي التزمت بها الفتيات اللاتي شملتهنّ المكرمة، إيماناً منهنّ بأهمية تكاتف جميع أفراد المجتمع لتجاوز هذه المرحلة بسلام. وعلى صعيد آخر، أكدت الفتيات على أن الاحتفال الهادئ بين أفراد العائلة وبتكاليف بسيطة، هو ما يفكر فيه شباب اليوم، فقد تغيرت نظرتهن للحياة بعدما لاحظن أن الاستغناء عن فكرة إقامة الأعراس المكلفة لم يقلل من شعورهن بالفرح، ولفتن كذلك إلى أهمية التكاتف والتعاون بين الزوجين في تحمل بعض الأعباء المادية؛ كي لا تنغص الديون المادية حياتهما الزوجية الجديدة.

خطاب من الشيخة روضة بنت أحمد آل مكتوم مع المكرمة - كل الأسرة
خطاب من الشيخة روضة بنت أحمد آل مكتوم مع المكرمة

الاحتفالات العائلية أكثر أماناً وخصوصية

تحدثت ريم عبدالله، موظفة في موانئ دبي العالمية، عن ضرورة النظر للأمام أثناء التخطيط للزواج، «حلم الفستان الأبيض، وأن تكون العروس أميرة تمشي وسط احتفال ضخم، يشغل بال كل فتاة منذ الصغر، ولكنني، اكتشفت مؤخراً أن الاحتفال البسيط وسط أفراد العائلة يجعلني أشعر بأمان أكثر، خصوصاً مع عدم القدرة على التحكم بالهواتف الذكية للحضور، والتقاطهم لصور لا أرغب في نشرها، هذا بالإضافة إلى التوفير المادي الكبير، فنحن نرى اليوم حرص القيادة على توفير حياة كريمة لنا، وخير دليل مكرمة الشيخة روضة آل مكتوم، التي تدل على عطاء وروح وطنية ماضية بكل ثبات لإسعاد بنات الوطن، على الرغم من الظرف الاستثنائي الذي تمر فيه البلاد والعالم، فلا يجوز بعد كل هذا أن نصرف الأموال منذ بداية حياتنا من أجل مظاهر يمكن الاستغناء عنها».

دورنا كشباب أن نكون عوناً لبعضنا، حتى لا تتأثر حياتنا في المستقبل بسبب الديون ونقص المصاريف

أما مريم أنور مال الله، موظفة في بلدية دبي، فقد أشارت في بداية حديثها إلى دور العرس الجماعي في خلق استقرار اجتماعي وحياة كريمة للجميع، وتقدمت بالشكر الجزيل للشيخة روضة على دعمها للموظفات والتخفيف من تكاليف الزواج الباهظة، «لا يمكن للشباب اليوم البدء بتأسيس حياة جديدة من دون مساعدة الكبار، ودورنا نحن كشباب هو الاقتداء بقيادتنا، من خلال تغيير الفكر السائد تجاه العرس وتجهيزات الزواج بشكل عام، وأن نكون عوناً لبعضنا، فأنا مثلاً غير مترددة في إقامة عرس عائلي منظم، وأن أتعاون مع الزوج في دفع التكاليف؛ حتى لا تتأثر حياتنا في المستقبل بسبب الديون ونقص المصاريف، وهذا الرأي ليس رأيي فقط، فكثير من الموظفات الإماراتيات يتحملن بعض تكاليف تجهيزات الزواج، فالشاب لن يستطيع القيام بكل ذلك بمفرده». 

قررت شراء ما يلزمني فقط من ملابس وحلي، وفي المستقبل سوف أشتري ما ينقصني

كذلك، أشارت نورة درويش الفلاسي إلى بعض الأمور التي يمكن الاستغناء عنها خلال تجهيزات الزواج، «من المقرر أن أقيم عرسي الشهر المقبل، وكنت حزينة في البداية بسبب إلغاء الأعراس بسبب فيروس «كورونا»، لكنني اقتنعت أن السعادة لا تشترط أجواء معينة كي نشعر بها، بل على العكس في بعض الأحيان تتسبب المظاهر المبالغ فيها في إفساد فرحتنا؛ بسبب تدخل الناس والتعليقات السلبية من البعض، لذلك أفكر اليوم في كيفية الاستفادة من الإمكانات المتوفرة لنا كي نبدأ حياة هادئة ومستقرة، فقد قررت شراء ما يلزمني فقط من ملابس وحلي، وفي المستقبل سوف أشتري ما ينقصني بالتدريج وعند شعوري بالحاجة لذلك».

 

مقالات ذات صلة