8 نوفمبر 2022

المخرج الأمريكي أوليفر ستون: العالم سينتهي بعد 30 سنة

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

المخرج  الأمريكي أوليفر ستون: العالم سينتهي بعد 30 سنة
المخرج المعروف أوليفر ستون

من ينتظر من المخرج المعروف أوليفر ستون أفلاماً روائية قوية وكبيرة ومن بطولة نجوم مشهورين، عليه أن ينتظر قليلاً أكثر.

مخرج الفيلمين البيوغرافيين «جون أف. كندي» (أو JFK) (1991) و«نيكسون» (1995) لم يقف وراء مشروع روائي منذ حين ليس بالقريب.

صحيح أنه اتفق مؤخراً مع الممثل بينيثيو دل تورو على بطولة فيلم بعنوان «أكاذيب بيضاء» إلا أن الفيلم ما زال قيد التحضير من دون تحديد موعد للبدء بتصويره. أفلامه الروائية السابقة لم تكن فاشلة، ما يزيد من حالة التعجب حول لغز توقفه عن تحقيقها.

من كواليس فيلم JFK
من كواليس فيلم JFK

كما يعلم معظمنا، كان انطلق في ثمانينات القرن الماضي محققاً أفلاماً مثل Platoon الذي تعرّض للحرب الفيتنامية، ثم مال إلى نقد السياسة الاقتصادية في Wall Street سنة 1987، ولم تمر سوى فترة وجيزة قبل أن ينجز «وُلد في الرابع من يوليو» (Born on the Fourth of July (1989 الذي تطرّق فيه إلى الحرب الفيتنامية مرّة ثانية وعلى نحو لا يخفي تساؤلاته النقدية حولها.

فيلم Born on the Fourth of July
فيلم Born on the Fourth of July

كان لهذه الأفلام نجاحات إعلامية ومادية كبيرة، لكن ستون أخذ يجد صعوبة في تحقيق ما يريد في هذا المجال. مال إلى التاريخ في «ألكسندر» (2004) لكن أعماله أخذت تصب في نتائج أقل نجاحاً في الأعوام التالية، حتى عندما حقق فيلمه W عن جورج دبليو بوش في سنة 2008 لم يترك الأثر ذاته الذي كان تركه عندما أنجز JFK.

فيلم W


يعود ستون اليوم بفيلم تسجيلي آخر عنوانه «نووي» يتحدث فيه عن مخاطر البيئة الحالية والمقبلة وكيف يمكن للطاقة النووية أن تلعب دوراً إيجابياً في تحسين أوضاع البيئة والحياة على الأرض.

حول هذا الفيلم دار هذا الحديث:

قبل الحديث عن فيلمك الجديد ««نووي» (Nuclear)، أريد سؤالك عن سبب اهتمامك المتزايد بالأفلام التسجيلية في السنوات الأخيرة.

السينما التسجيلية بالنسبة لي أمر لابد منه لأن الفيلم في هذا النطاق لا يتضمن عناصر الدراما، بل يوفر الرسالة التي يريد إيصالها على نحو مباشر وحقيقي. طبعاً هذا بالنسبة للفيلم الجيد لأنه، وكما لابد أنك تعلم، هناك أفلام تسجيلية كثيرة إما تفشل في إيصال رسالتها وإما لا تملك رسالة في الأساس. هذا لا يعني أن الأفلام الدرامية لا يمكن لها أن تكون صادقة، على العكس، لكن أيضاً من منظور جدية تعاملها مع الواقع.

أي من الأفلام الروائية الهادفة لفت انتباهك مؤخراً؟

شاهدت Don‪’t Look Up وهو فيلم جيد رغم أنه في النهاية لا يترك التأثير الذي أوعز به. كنت مع (مخرج الفيلم) آدم مكاي وفاجأني باعتقاده بأن الحياة على الأرض ستنتهي في العام 2016 رمقني بنظرة غاضبة عندما لم أشاركه في هذا الرأي

 

أمضيت وقتاً عصيباً في محاولة إقناع شركات هوليوود بتبني سيناريوهات أفلام روائية عرضتها، لهذا ركزت على الأفلام التسجيلية

أعود للسؤال حول زيادة توجهك صوب الأفلام التسجيلية، هل هذا عائد لأن هوليوود لديها منهج عمل لا توافق عليه؟

بالتأكيد هو سبب رئيسي في هذا الانقطاع. بعد Savages قبل عشر سنوات أمضيت وقتاً عصيباً في محاولة إقناع شركات هوليوود بتبني سيناريوهات أفلام روائية عرضتها. وأمضت هي أوقاتاً عصيبة في محاولة إقناعي بإخراج أفلام لا أرغب بها. لذلك الانقطاع عن الفيلم الروائي أو مرور فترة طويلة بين الفيلم والآخر أتاح لي التركيز أكثر على الأفلام التسجيلية.

كيف استمددت كل هذا القدر من المعلومات لهذا الفيلم؟ طبعاً يتطلّب الفيلم التسجيلي العديد من المعلومات لكن الحاصل هنا هو أنها ترد كما لو كانت مستقاة من مصدر واحد.

هي بالفعل كذلك. لفت اهتمامي كتاب صدر قبل حين بالعنوان ذاته الذي اخترته للفيلم وضعه جوشوا غولدستين بعنوان «مستقبل لامع» (Bright Future). قرأته لأني مهتم بمثل هذه القضايا واتصلت بالمؤلف واتفقنا على كتابة الفيلم معاً. لذلك تجد ما تصفه بالمصدر الواحد. هناك مصادر أخرى اعتمدنا عليها لكن الغاية كانت تأليف فيلم ينضح بالمعلومات الأكيدة ويفتح الطريق أمام معاينة مفاهيم وسياسات الدول ومستقبل الحياة ذاتها.

فيلم «نووي» (Nuclear)
فيلم «نووي» (Nuclear)

هل كان هذا الموضوع مصدر قلق بالنسبة لك؟

بطبيعة الحال. شاهدت أعمال آل غور التي حققها حول موضوع البيئة. هو لم يذكر كل شيء لكن ما شاهدته أفزعني. أحببت الفيلم وأحببت رسالته وقلت لنفسي دعني أجرب تحقيق فيلم يكشف المزيد عن هذا الموضوع. أنا لست عالماً لكننا جميعاً نشترك في حياة واحدة.

إنه موضوع مخيف بالفعل، أقصد نهاية الأرض بعد نحو 30 سنة. هل هذا أمر محتّم في اعتقادك؟

أولاً طبعاً هو مخيف ليس لنا فقط بل للجيل الناشئ والقادم بلا ريب. وثانياً هو أمر محتّم بالتأكيد. وكالة IPCC التابعة للأمم المتحدة لا تثير الاحتمالات بل تتوصّل إلى النتائج. في الفيلم أقول «لم يعد لدينا الوقت لكي نخاف». نحن بالفعل في صميم المشكلة.

 

مقالات ذات صلة