8 مايو 2022

كل الأسرة تلتقي خنساء البلوكي مديرة التوعية في هيئة البيئة في أبوظبي

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كل الأسرة تلتقي خنساء البلوكي مديرة التوعية في هيئة البيئة في أبوظبي

لم يمنعها تخصصها في العلوم الاجتماعية من تحقيق طموحها في العمل بمجال البيئة والتوعية، بل سخرته لفهم طبيعة البشر وتحفيز سلوكهم الإيجابي تجاه قضايا البيئة.

هي خنساء البلوكي، مديرة إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي، وفي حوارنا معها نسلط الضوء على ملامح شخصيتها وخططها وطموحاتها:

خنساء البلوكي
خنساء البلوكي

كان تخصصك الأكاديمي بعيداً عن مجال البيئة إلا أن طموحك العملي ارتبط بها، فما العامل المشترك بين المجالين؟

العلوم الاجتماعية تهتم بدراسة سلوكيات البشر، والحفاظ على البيئة يستلزم وعيهم بقيمتها ودورها الأساسي في أن يعيشوا مستقرين على وجه الأرض، فهي بمثابة حضن الأم الذي يمدنا بمقومات الحياة، وتخصصي ساعدني كثيراً في فهم سلوكيات أفراد المجتمع وكيفية التواصل معهم بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة مستوى الوعي البيئي وتحفيز السلوك الإيجابي تجاهها.

خلال مسيرتك الممتدة لأكثر من 15 عاماً في هيئة البيئة - أبوظبي، ما أهم الملفات التي عملت عليها في بداية التحاقك بالهيئة؟

لدينا كثير من الأهداف الاستراتيجية والتي تسعى الهيئة لتحقيقها، منها حماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئية في إمارة أبوظبي وتعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة، وتحسين جودة الهواء ومياه البحر، وإدارة مصادر المياه الجوفية، والمحافظة على التنوع البيولوجي وإدارة موارده المختلفة، وضمان استمرار إدراج القضايا البيئية ضمن أهم الأولويات في الأجندة الوطنية، التي تصب جميعها في خدمة البيئة بإمارة أبوظبي.

وعن أهم الملفات التي توليتها في بداية عملي بالهيئة كان عن التغير المناخي وأتذكر تلك الحملة التي أطلقناها وكانت تحت شعار «أطفئ، أغلق»، وشارك فيها ملايين من الجمهور الذين أدركوا قيمة مساهمتهم في تقليل استخدام الماء والكهرباء وإيقاف الهدر في هذه الموارد الحيوية والتقليل من الانبعاثات الكربونية والحد من التغير المناخي، كما كنت جزءاً من مشروع تأسيس شبكة المؤسسات الخضراء والحمد لله لدينا اليوم أكثر من 85 شركة ومؤسسة حكومية ملتزمة بقضايا البيئة تحرص على تحسين أدائها البيئي من خلال تقييم بصمتها البيئية وتحقيق أفضل الممارسات للوصول إلى الاستدامة البيئية.

العيش في جو صحي خال من الملوثات له ثمن لابد أن ندفعه كي نعيش حياة مستقرة خالية من الأمراض

وما أهم الملفات البيئية التي تعملين عليها خلال الفترة الحالية؟

لدينا ملف غاية في الأهمية ونوليه اهتماماً كبيراً، وهو التشجيع على الممارسات الصديقة للبيئة التي تسهم في التقليل من الزيادة المطردة لنسبة كمية النفايات التي ينتجها كل فرد، واستبدال المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة بتلك التي يعاد استخدامها مرة أخرى، في محاولة لتقليص حجم النفايات المضرة بالبيئة. كما أن التنوع البيولوجي يعد هو الآخر من أهم الملفات لما تزخر به إمارة أبوظبي من تنوع فريد، فلدينا أنواع مهددة بالانقراض نحرص على الحفاظ عليها من خلال توافر بيئة آمنة ومناسبة لها. وتدير هيئة البيئة – أبوظبي شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تضم 19 محمية طبيعية برية وبحرية حاضنة لتلك الأنواع، وأفتخر وفريق عملي بالمساهمة في إطلاق 3 محميات طبيعية تم فتحها أمام الجمهور كونهم شركاء معنا في حماية البيئة، فالملفات لدينا كثيرة وكلها مهمة ولكن ما يربطها ببعضها ويسهم في جعل عملنا فيها ممتعاً هو أن الجمهور المستهدف واحد.

خنساء البلوكي أثناء افتتاح مبادرة الجامعات المستدامة 2019
خنساء البلوكي أثناء افتتاح مبادرة الجامعات المستدامة 2019

كم يبلغ عدد أقسام إدارة التوعية البيئية وأهم البرامج التي تعمل عليها؟

لدينا 3 أقسام هدفها توعية أفراد المجتمع، وخاصة الشباب بأهمية الحفاظ على البيئة، فالعيش في جو صحي خال من الملوثات له ثمن لابد أن ندفعه كي نعيش حياة مستقرة خالية من الأمراض، فلدينا مجالس شبابية تعد تلك الفئة للدخول في سوق العمل وهم لديهم وعي بالممارسات البيئية كي يطبقوها في بيئة العمل وهو ما يضمن انتشار ذلك كأسلوب حياة، كما لدينا مبادرة المدارس المستدامة، ومبادرة الجامعات المستدامة تتيح للشباب استكشاف البيئة والتعرف إلى أساليب يمكنهم من خلالها تقليل بصماتهم البيئية، كما تغرس فيهم الإحساس بالمشاركة والمسؤولية تجاه المستقبل.

بمشاركة ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان...هيئة البيئة - أبوظبي تطلق 150 سلحفاة بحرية إلى موائلها


اهتمت الإمارات منذ تأسيسها بالحفاظ على الطبيعة ووضع السياسات لتحسين القطاع البيئي بشتى مجالاته، فكيف كانت اللبنة التي أسست لذلك؟

وضع تلك اللبنة القائد والمؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي لقب برجل البيئة الأول وبطل الأرض، إذ خلد لأجيال متعاقبة أسساً للاستدامة ومبادرات بيئية خلاقة محلياً وعالمياً، وزرع في نفوسنا كأبناء زايد، مفاهيم الحفاظ على البيئة والعمل على زيادة الرقعة الخضراء بكل الجهود والإمكانات المتاحة، وبالفعل اتسعت مساحات الغابات والمزارع والحدائق في الدولة، رغم كل المصاعب والتحديات بسبب طبيعتها الصحراوية.

الممارسات السلبية هي أكثر عدو للبيئة والتخلص منها هو الملاذ الوحيد، فعندما ننظر إلى التحديات البيئية التي تواجهنا نجد غالباً أن النشاط البشري هو لب المشكلة

هل توجد تجربة بيئية ناجحة في دولة ما، وتأملين تعميمها على أرض الواقع داخل الإمارات؟

خلال 20 عاماً مضت وضعنا فيها سياسات واستراتيجيات بيئية كثيرة، لا ننكر ما تعلمناه من الآخرين خلال تلك السنوات، إلى أن وصلت بنا الحال لأن تصبح الإمارات نموذجاً يحتذى به يتعلم منه الآخرون، فلدينا برامج متقدمة في مجال الحفاظ على البيئة ونستضيف على أرضنا مؤتمرات كبيرة مثل المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية الذي سيعقد في عام 2024، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا لدينا ما نقدمه للدول الأخرى كي تستفيد من خبراتنا في هذا المجال.

خنساء البلوكي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية- 2021
خنساء البلوكي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية - 2021

تعد حماية البيئة التزاماً وطنياً وليس اختياراً، برأيك ما أكثر عدو للبيئة؟

الممارسات السلبية هي أكثر عدو للبيئة والتخلص منها هو الملاذ الوحيد، فعندما ننظر إلى التحديات البيئية التي تواجهنا نجد غالباً أن النشاط البشري هو لب المشكلة، ومع ذلك يمكن أن يكون هذا النشاط في قلب الحل. ومن خلال زيادة الوعي وتغيير السلوك وتشجيع الالتزام تجاه البيئة يمكننا معالجة التحديات البيئية التي تواجهنا.

مئوية أبوظبي البيئية 2071


من خلال الاحتكاك بالناس، ما أكثر ما يزعجك من سلوكيات تصدر منهم؟

أكثر ما يؤلمني هو جلوس أحدهم للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تتميز بها دولتنا ثم يترك القمامة خلفه ولا يهتم بوضعها في مكانها الذي خصص لها، فالبيئة جميلة ونظيفة بالفطرة ونحن من نشوهها.

حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التكريم، فما هي أقربها إلى قلبك؟

ما يهمني أنها ليست جوائز شخصية، بل هي مرتبطة بالبرامج البيئية التي نطلقها وننال بسببها تلك التكريمات وهو ما يجعلها وساماً على صدورنا جميعاً، وإن كان أقرب تلك الجوائز بالنسبة لي، جائزة الدانة للتميز الداخلي وفزت بالمركز الأول عن فئة الموظف المتميز في مجال الإشراف الإداري.

في ظل كثرة المهام، كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

مخطئ من يوهب وقته لعمله فقط، بل يجب أن يكون هناك توازن بين العمل والحياة الخاصة، وهو ما أحاول أن أقوم به، فلدي بنتان مريم وشما (8 و4 سنوات)، أخصص وقتاً لهما كي أشاركهما الاهتمامات المختلفة وأحرص على أن أعد لهما برامج تعلمهما كيفية الحفاظ على البيئة وغيرها من الأنشطة التي نتقاسمها سوياً خلال اليوم.

 

مقالات ذات صلة