27 يونيو 2021

فاطمة الحنطوبي: أكبر تحد يواجهه القطاع البيئي هو ارتفاع درجات الحرارة والجفاف

محررة في مجلة كل الأسرة

فاطمة الحنطوبي: أكبر تحد يواجهه القطاع البيئي هو ارتفاع درجات الحرارة والجفاف
تصوير: السيد رمضان

مسيرة طويلة قاربت 20 عاماً امتزجت فيها الخبرات بالمهارات، فمن مفتش بيئي إلى مسؤول محميات طبيعية وخبير في المجال البيئي، لتحمل على عاتقها مهمة التصدي للتعدي الجائر على البيئات المحلية من قبل الإنسان، والعمل على حمايتها وما يسكنها من كائنات حية وحيوانات وطيور نادرة ووقف تعرضها للانقراض، الذي بات أحد التحديات التي يواجهها المهتمون بشؤون البيئة.

هي المهندسة فاطمة راشد الحنطوبي، رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية في دبا الفجيرة، التقيناها لنتعرف إلى طبيعة عملها، وكان الحوار التالي:

فاطمة الحنطوبي: أكبر تحد يواجهه القطاع البيئي هو ارتفاع درجات الحرارة والجفاف
تصوير: السيد رمضان

أولت الإمارات أهمية كبيرة للسياسات البيئية في محاولة للحد من التغيرات المناخية، فما أكثر عدو للبيئة من وجهة نظرك؟

أكبر عدو للبيئة هو السلوك العشوائي للقطاع الصناعي، والذي يسهم في تلوث الحياة بشكل كبير بسبب ما يخلفه من نفايات تكمن خطورتها عند اختلاطها بالمياه الجارية ومن ثم تلويث المياه الجوفية، كما أن المواد العضوية في النفايات عند تحللها يتخلف عنها مواد سامة تؤدي إلى تلوث التربة السطحية مما يجعلها غير صالحة للزراعة.

ما أكثر الأشياء التي تخل بالتوازن البيئي؟

حدوث خلل في النظام البيئي يعود لاستنزاف الموارد الطبيعية بأنواعها، وهو ما لا يلتفت إليه الإنسان الذي سخر الله تعالى له الأرض بمخلوقاتها ليستنفع بها ولكن وفق ضوابط، فقال تعالى (كل شيء خلقناه بقدر)، أي أنه متاح لك يا ابن آدم ولكن بقدر، لذا لابد أن يكون سلوكنا معتمداً على استخدام هذه الموارد بإدارة تضمن استدامتها حتى لا نخل بالبيئة ومواردها المحدودة، ونتعدى على حق الأجيال القادمة في الحياة.

تتخذ الإمارات من التنمية المستدامة نهج حياة

في ظل أهداف الدولة لتطبيق التنمية المستدامة، ما أكبر تحد تواجهه في المجال البيئي؟

تتخذ الإمارات من التنمية المستدامة نهج حياة، كونها الخلاص نحو تحقيق استقرار الإنسان ورفاهيته، ويعتبر أكبر تحد يواجهه القطاع البيئي هو ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، لما لذلك من تأثير في تحقيق الأمن الغذائي الذي تسعى الدولة لتوفيره لكل من يقطن على أرضها الطيبة، إلا أن بفضل الجهود المبذولة نسعى إلى تذليل تلك العقبات وتسخير بيئتنا لما يخدم استقرارنا.

أثناء جلسة لمراجعة وتقييم التنوع البيولوجي في إمارة الفجيرة
أثناء جلسة لمراجعة وتقييم التنوع البيولوجي في إمارة الفجيرة

أفرز فيروس «كورونا» زيادة الطلب على المياه وهو ما أدى إلى الإجهاد المائي، ما الخطط البديلة التي اتخذتموها لمواجهة تلك الأزمة؟

جاءت مواجهة الأزمة بضغوط فرضت على المورد المائي، وهو ما أثبتته الإحصائيات على مستوى الوطن العربي والتي أشارت إلى أن هناك زيادة في الطلب على المياه بسبب غسل اليدين في المنازل بنسبة 9 إلى 12 لتراً للفرد وهو ما يمثل زيادة تصل إلى 5%، أي ما يعادل 4-5 مليون متر مكعب في اليوم للمنطقة العربية، وهذا يكلفها من 150 إلى 250 مليون دولار شهرياً لتلبية الاحتياج الإضافي، لتكون الحلول المقترحة هي التوجه الفعلي لإعادة تدوير المياه في المجال الزراعي كونها أكثر القطاعات استهلاكاً للمياه.

تعد المحميات الطبيعية ركيزة أساسية للحفاظ على النظم البيئية، ما المعوقات التي تواجهونها كي تستطيعوا حمايتها من الملوثات؟

ما نسعى له اليوم هو إشراك المجتمع والقطاعات الأخرى في حماية البيئة، فلن نتمكن من حمايتها بسياسات واشتراطات، بل يحتاج الأمر إلى تفعيل المسؤولية المجتمعية ونكثف جهود جميع القطاعات كي نحقق الأمن البيئي واستدامة الموارد الطبيعية.

تشارك وفداً من المؤتمر العربي السادس للأمن الغذائي للاطلاع على مشروعات الفجيرة للأحياء المائية
تشارك وفداً من المؤتمر العربي السادس للأمن الغذائي للاطلاع على مشروعات الفجيرة للأحياء المائية

هل يوجد إقبال من قبل الجمهور على زيارة المحميات ومعرفة أسرارها؟

نعم، فالمحميات بجانب دورها الاقتصادي وقدرتها على تحقيق التوازن البيئي وحماية الأنواع النادرة، تعد أيضاً متنفساً طبيعياً ووجهة سياحية يقصدها كثير من الناس ممن يحبون الاطلاع على حياة الكائنات والحيوانات النادرة، كما أنها ملجأ للباحثين عن الهدوء النفسي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

بوجود المحميات تكثر المخيمات والاستمتاع بفكرة العودة إلى الطبيعة، هل ترصدون عدم وعي لدى الناس بمسألة حماية البيئة أم يسهمون في الحفاظ عليها؟

البعض يسهم في حماية البيئة والآخر مازال الوعي لديه يعاني خللاً، ولكن الغالبية العظمى اليوم من الشباب لديهم رؤى وفكر بأهمية البيئة ومواردها، وهو ما يجعلنا نستشعر خيراً في زيادة الوعي البيئي في المستقبل.

الطهر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض، وتقوم الحكومة بجهود حثيثة لحمايته

ما الكائنات المهددة بالانقراض وتحرصون على تقديم الرعاية لها؟

يعد الطهر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض، وتقوم الحكومة بجهود حثيثة لحمايته وتوفير البيئة المهيأة، وتربيته وفق دراسات واختبارات بيولوجية دقيقة.

التحضير لمؤتمر البيئة البحرية الدولي في مدينة دبا الفجيرة
التحضير لمؤتمر البيئة البحرية الدولي في مدينة دبا الفجيرة

نفذت بلدية دبا الفجيرة مشروع حصر وتوثيق الأشجار المعمرة، ما أهم أنواعها والهدف من المشروع؟

السمر، والغاف، والسدر، وجاءت فكرة حماية موروثنا من تلك الأشجار المحلية المعمرة بعد أن وجدنا من منظورنا البيئي أنها تعد بيئة متكاملة، من حيث تثبيت التربة وتوفير الملاذ الآمن للكائنات الحية، وكذلك مصدراً لتلطيف الجو من الرطوبة ودرجات الحرارة، والحقيقة أنه مشروع مهم يضمن الحفاظ على البيئة واستقرارها.

هل هناك تجربة بيئية ناجحة في دولة متقدمة وتأملين أن تريها على أرض الواقع داخل الدولة؟

الحمد لله الإمارات من الدول المتقدمة في مجال الاهتمام بالبيئة، وهذا ما لمسناه من خلال عملنا ونرى استباقية لديها في تبني الأفكار الجديدة التي تخدم وتحمي البيئة.

هل يوجد لديكم فكرة أو اقتراح تودون تنفيذه يصب في خدمة البيئة؟

نسعى إلى تنفيذ مبادرة قائمة على فكرة خفض نسبة النفايات وتطبيق ما يسمى «بنك استبدال النفايات»، كأن يكون هناك واحد في كل مدينة يستبدل مالاً أو نقاطاً بالنفايات، على أن تتعاون معنا بعض المؤسسات الأخرى.

بعيداً عن مجال العمل، كيف ترصدين دور المرأة الإماراتية في المشاركة المجتمعية، وهل استطاعت أن تحقق ما كانت تصبو إليه؟

استطاعت الإماراتية تحقيق كل ما كانت تحلم به، فبعد أن توافرت لها الفرص وتم تسخير الإمكانات من أجل أن تحقق ما تتمناه، أثبتت جدارتها وأحقيتها في الامتيازات التي حصلت عليها، فكم يسعدني أن أراها وهي تشق الصفوف وتحفر مكانتها بين عالم الرجال لتثبت أحقيتها فيما وصلت إليه.

اقرأ أيضًا: إطلاق 30 سلحفاة بحرية نادرة في موطنها الطبيعي