أمينة السويدي.. أول امرأة تنضم إلى اللجنة الأولمبية في الإمارات
عشقها للعلم والمعرفة وإحساسها بمتعة العطاء، أثريا تجربتها التربوية، وأكسباها قدرات وخبرات حياتية أهلتها للانطلاق في العمل الأسري والاجتماعي من خلال محطات كثيرة ومتباينة قادتها لتكون ربان سفينة تنمية قدرات ومهارات الأطفال على متن جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة بمنصب المدير التنفيذي.. هي أمينة الدبوس السويدي التي بدأت مسيرتها الإبداعية في تدريس مادة التاريخ، لتنتقل للعمل كمنسقة ثقافية في جمعية النهضة النسائية في دبي خدمةً للأسرة والمرأة والطفل، تعددت إنجازاتها في مجال الرياضة النسائية، حيث شغلت منصب نائب رئيس لجنة الإمارات للرياضة النسوية، وكانت المرأة الوحيدة التي حظيت بعضوية اللجنة الأولمبية الوطنية في الإمارات.
كيف تسترجع أمينة الدبوس تجربتها في مجال التدريس؟
بعد تخرجي في جامعة الإمارات كلية الآداب عملت بمهنة التدريس رغبة في تقديم خدمة مجتمعية بتعليم الكادر النسائي ومشاركة مني في دعم وتعزيز العمل المعرفي والعلمي والأكاديمي بالدولة ويقيناً مني بأن العطاء العلمي في مجال التدريس كنز ثمين، بالفعل كانت فترة عملي في تدريس مادة التاريخ والتراث ثرية وغنية بالتجارب التربوية والأكاديمية في الحقل التعليمي، شعرت فيها بمتعة العطاء وأنا أدرس وأرشد الطالبات، في المقابل أكسبتني التجربة العديد من القدرات الحياتية والخبرات أهمها صياغة الأهداف من بسيط يقاس إلى هدف عام أسمى ثم التخطيط للعمل وتنفيذه بشكل احترافي.
حدثينا عن أهم محطاتك السابقة في جمعية النهضة النسائية وأهم ما حققته من نجاحات أهلتكِ لمهام عملكِ الحالي كمدير تنفيذي لجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد لإبداعات الطفولة
امتداداً لرغبتي في الانضمام في البرامج والنشاطات المجتمعية والإدارية انطلقت في العمل الأسري والاجتماعي من خلال جمعية النهضة النسائية بدبي، التي يمكنني أن أشبهها بخلية نحل نشطة للعطاء الاجتماعي خدمةً للأسرة والمرأة والطفولة، كمنسقة ثقافية لتطوير قدراتي وتقديم خدمات مساندة وداعمة للأسرة في آن معاً، بعد هذه التجربة الثرية منحت شرف العمل كمدير تنفيذي لجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم لإبداعات الطفولة، حيث كل من الجمعية والجائزة عطاء في مضمار الطفولة والأمومة والمرأة.
هل لنشأة أمينة الدبوس أثر في اتجاهها للعمل في الميدان المجتمعي؟
ولادتي في كنف أسرة إماراتية عربية خليجية مطوقة بقيم الإسلام، معززة لأهمية التواصل الذي تجسد في اتحاد إماراتنا الشامخ، كنا وما زلنا بنات زايد الخير طيب الله ثراه، ولاؤنا للقيادة الرشيدة وانتماؤنا لتراب الوطن.
خلال حفل توزيع جائزة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة
ما الذي تركز عليه الجائزة؟ وما الأهداف التي تعمل على تحقيقها ؟
نركز في الجائزة على تقديم رسالة نبيلة وشاملة للنهوض بطفولة خلاقة بتبني قضايا اجتماعية وإنسانية في مجالات إبداعات الطفولة وتقديم خدمات إرشادية مهمة للأمهات والآباء وأولياء الأمور بهدف توفير المناخ الإبداعي من أجل طفولة آمنة وسليمة بتوجيه الجهود لتلبية ملكات الإبداع لدى الأطفال والارتقاء بمستوى إبداعاتهم وإيجاد المناخ المحفز وتشجيع المنافسة البناءة في كافة المجالات والأنشطة والاهتمام بمستوى الخدمات التي تقدمها المؤسسات المختلفة تعزيزاً لمسيرة الطفولة والارتقاء بإبداعاتهم وهواياتهم وتحقيق أحلامهم، ومواكبةً لمستجدات العصر كان لابد من الاهتمام بالإبداع البرمجي الإلكتروني والدراسات والبحوث الدينية والسيرة النبوية الشريفة.
بدأت الجائزة محلياً وتوسعت خليجياً في عامها الخامس، هل هناك مساعٍ لتتسع عربياً؟
أملاً في رعاية طفولة مبدعة في مجتمعنا وحرصاً على توجيه الجهود لتنمية ملكات الإبداع عند أبنائنا، أطلقت جمعية النهضة النسائية بدبي وبرعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم جائزة (لطيفة بنت محمد) لإبداعات الطفولة عام 1998، واهتماماً وتحقيقاً لتطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على زيادة قنوات التعاون الخليجي مع الأشقاء وبتوجيهات من حرم سموه، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيسة جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة، على أهمية التنسيق الخليجي خدمة للطفولة والنهوض بها إلى آفاق أرحب وتوحيد الجهود الحضارية في هذا المجال، واهتمام سمو الشيخة لطيفة سفيرة أطفال العالم، تم شمولية أطفال مجلس التعاون الخليجي العربية بالجائزة في موسمها السابع عام 2004-2005 لتضم الأطفال من أصحاب القدرات الخاصة (من سن 8 سنوات إلى 18 سنة) كما تشمل المؤسسات التي ترعى الطفولة في مختلف المجالات.
تهتمون في الجائزة على تعزيز الخدمات المقدمة للأطفال من كافة النواحي النفسية والتربوية والاجتماعية والسلوكية، كيف تتلمسين الأثر المستدام لتلك الخدمات في واقع الأطفال؟
عبر محاور الجائزة المختلفة ومن خلال المؤتمرات و الملتقيات و الفعاليات تمكنا من تقديم خدمات متكاملة للطفل عززت من الجوانب الإبداعية والتربوية والنفسية لديه، كما أن علاقة الجائزة بالمؤسسات المدرسية والتربوية ساهم مساهمة كاملة في إثراء هذه الجوانب عبر العديد من الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل والمسابقات التي أعدتها وقدمتها الجائزة في مجموعة من المدارس للاهتمام بالمجالات السلوكية والنفسية.
مشارك يلقي كلمة في مجال الخطابة ضمن مسابقة جائزة لطيفة لإبداعات الطفولة في دبي.
لإيمانك بأهمية دور الأطفال كقادة للمستقبل تطمحين لإنشاء مركز لحماية الطفل ينطلق من الإمارات، أين وصلت في ذلك؟
سعينا في الجائزة ومنذ تأسيسها للسمو والارتقاء بالطفولة، وبالفعل أعددنا مشروعاً متكاملاً لإنشاء مراكز متخصصة كحضانة لإبداعات الأطفال وصقل مهاراتهم وإنشاء مشروع مركز حماية الطفولة هو لا يزال قيد الدراسة، لكن إطلاق جائزة مجلس القيادات الإبداعية الشابة قبل أكثر من 5 سنوات كرافد للجائزة ضم بين دفتيه كوكبة ونخبة من الشباب والفتيات لصقل خبراتهم وتقوية مهاراتهم الإبداعية وحقق العديد من المكاسب، لكن تبقى الطموحات دائماً فوق السحاب.
نعرف أن الجائزة واكبت جائحة «كورونا» ببرامج ودورات، ما كانت طبيعة تلك المبادرات؟
جاء تعاملنا في الجائزة مع الأزمة منسجماً ومطبقاً لأنظمة وقوانين وتشريعات دولة الإمارات في هذا المجال، وبالفعل تم الانتهاء من كافة الترتيبات والتجهيزات الخاصة باختتام الموسم 22، كما أطلقنا حزمة من المفاهيم والإرشادات لغرس الثقافة البيئية الوقائية لدى الأطفال وتزويدهم بالمهارات الوقائية للتصدي لـ«كوفيد-19» إضافة إلى إقامة كافة الفعاليات عن بعد عبر برنامج زووم انسجاماً من أنظمة و تعليمات الدولة في هذا الصدد.
دعم الدولة في مجال التعليم والرعاية والعمل وتنمية المهارات والقدرات جعل من خدمة الوطن واجباً مقدساً
بعد 24 عاماً من العمل في مجال خدمة الطفولة تعددت فيها الإنجازات، هل تشعرين أنك أديت رسالتكِ في مجال دعم الطفولة؟
دعم الدولة في مجال التعليم والرعاية والعمل وتنمية المهارات والقدرات جعل من خدمة الوطن واجباً مقدساً سعيت له كما جميع أبنائه بإنجاز 24 عاماً من الإبداع والعمل بالإعداد لاختتام 22 موسماً من الجائزة وإقامة مؤتمرات الطفولة الخليجية والندوات والمحاضرات والدورات التدريبية و الفعاليات والإشراف الكامل على مجلس القيادات الإبداعية الشابة والابتكار إلى جانب الإشراف والمتابعة لإصدارات الجائزة منها زايد وعد وعهد، ومحمد بن راشد فارس العرب، والطفولة في الإمارات زادت من سعادتي.
أول امرأة تنضم إلى اللجنة الأولمبية الوطنية، ماذا تخبرينا عن تلك التجربة؟
تقلدت عضوية الكثير من الجهات منها عضوية اللجنة الأولمبية الوطنية وعضوية لجنة إعداد الخطط الاستراتيجية بجمعية النهضة النسائية دبي وعضوية لجنة الإمارات للرياضية النسائية ورئاسة اللجنة الفنية للمسابقات والمنتخبات بالدولة، قدمت فيها تجارب رائدة وتعلمت منها الكثير كما أسهمت في دعم وتعزيز العمل الاجتماعي والرياضي بالإمارات خدمة للقطاعات النسائية والأسرية وإبراز أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة باعتبارها غذاء روحياً للجسم واستثماراً إيجابياً للوقت والذات، والاستفادة من التجارب الأخرى وإثراء التجربة الخاصة في الحقل الرياضي والاجتماعي، ووضع الخطط الاستراتيجية للمبادرات والأفكار والمشروعات.
لا شك أن الحياة الوظيفية تترك أثرها بصورة أو بأخرى في الحياة الشخصية للأفراد، كيف استطعت الموازنة بين الحياة العملية والأسرية؟
على الرغم من مهامي كأم وزوجة وربة منزل، أقوم بممارسة العمل الوظيفي الرسمي بكل دقة لأن الأسرة رسالة والعمل الوظيفي أمانة وطنية يجب أن نؤديها بتجرد وشفافية مطلقة، فالنجاح في المواءمة بينهما علاقة متلازمة ومنسجمة تعتمد على برمجة الوقت بدقة متناهية مع إعطاء الأسرة حقها الكامل غير منقوص وعدم الخلط والتداخل بين توقيت المهام الوظيفية والأسرية فيأخذ كل ذي حقٍ حقه كاملاً بالقدر لأتمكن من إيفاء الاثنين حقوقهما دون نقصان.
كيف ترى أمينة الدبوس مستقبل المرأة الإماراتية؟
وفرت القيادة الرعاية الكريمة للأسرة الإماراتية ومكنت المرأة من أداء رسالتها كاملة، وتحية إجلال وتقدير لأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام التي ساندت المرأة الإماراتية في مختلف مراحل أداء رسالتها الإنسانية لتصل للقمة متمكنة من ذاتها ونفسها من على أرض صلبة لتضحى نموذجاً لنساء العالم.
ما أحلام وتطلعات أمينة الدبوس؟
أتمنى أن يمدني الله بالصحة والعمر لأتمكن من خدمة إماراتنا الحبيبة وقيادتنا بأن نكون روح المكان.