02 يونيو 2020

ﻛﯿﻒ ﻧﻬيئ أوﻻدﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻮروﻧﺎ؟

معالجة ومستشارة نفسية للأزواج

ﻛﯿﻒ ﻧﻬﯿﺊ أوﻻدﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻮروﻧﺎ؟

في الحالات الاستثنائية من الحياة يتعثر البعض في إيجاد الشروحات أو بعض التفسيرات لما يحصل، وتحديداً عندما يكون الأمر معقداً أو يفوق القدرة على الاستيعاب أو التقبل. فعلى الرغم من أن البعض يتأقلم بسهولة ويخلق نظام تكيف، فإن البعض الآخر قد يجد صعوبة بتقبل المواقف فيعاني الكثير من المشكلات مثل القلق، واضطراب ما بعد الصدمة والهلع وغيرها من الأسباب الكفيلة بتعطيل حياة الأشخاص على مستويات عدة. لكن عندما يتعلق الأمر بالأوبئة وعلاقة الأولاد بها، فهنا يختلف الوضع وتختلف الديناميكية وسبل الاستجابة، لذلك لا بد من خلق الأجواء المناسبة داخل المنزل لتهيئة الأولاد لمرحلة الانتهاء من “كورونا”.

الأهل مسؤولون عن الصحة النفسية والجسدية للأبناء

الأهل مسؤولون عن الصحة النفسية والجسدية للأبناء

علاقة الأولاد بمثل هذه الأنواع من الأمراض والتعاطي معها وحصولهم على المعلومة، متعلق بشكل كبير بالأهل. لذا يمكن اختصار هذه الفكرة بكون الأبناء وتحديداً الصغار منهم يتبنون مواقف أهلهم. فإن عاش الأهل المرض مثل «كورونا» على أنه حالة مرضية خطيرة ومدمرة وسوف تصيبهم على الأكيد، فإن هذا الأمر يضع الأبناء أمام شعور بعدم الأمان والراحة، وبالتالي يعيشون حالة من الهلع أمام أمر مجهول كل ما يعرفونه عنه أنه خطير وذلك نتيجة نظرة الأهل له، لأن الأبناء يتبنون مواقف الأهل المرضية والصحية. فالأهل مسؤولون عن الصحة النفسية والجسدية للأبناء من خلال خلق نظام متكامل لملء البرنامج اليومي بشكل متوازن ومتنوع يكون مثمراً على جميع الأصعدة ومن تعليم الأبناء على الخلق والابتكار. وليتمكن الأبناء من الالتزام بالأنظمة التي يخلقها الأهل لصالحهم، من الضروري أن تبنى على علاقة ثقة معهم، ليتمكن الأبناء بسهولة من الالتزام بالرياضة والدرس وأوقات الفراغ وغيرها. 

تقديم معلومات للأطفال تكون مناسبة لأعمارهم

تقديم معلومات للأطفال تكون مناسبة لأعمارهم

من الضروري أن يشرح الأهل للأبناء ما يحصل من حولهم وإعطائهم معلومات واضحة ومباشرة بحسب العمر الذي يسمح فيه إدراك الولد بالاستيعاب وفهم المسؤولية المولجة إليه. وعندما نتحدث عن «كورونا» يجب ألا يبقى الولد مسمراً إلى جانب الأهل أمام التلفاز لانتظار المعلومات الكثيرة التي ترد حول الموضوع والتي قد لا يفهمها الأبناء فتقلقهم. ومنع الأولاد من مواصلة حضور التلفاز والبحث عن المعلومات المتعلقة بـ «كورونا» لوحدهم، بل إعطاؤهم الكمية المناسبة من المعلومات في الوقت المناسب. 


التخطيط لمرحلة ما بعد «كورونا»

التخطيط لمرحلة ما بعد «كورونا»

من الضروري أيضاً أن يتبنى الأهل فكرة أن هذه المرحلة، أي مرحلة الحجر المنزلي، هي ليست عطلة طويلة إنما مرحلة غير اعتيادية استجدت على الحياة العامة وشلتها بكل قطاعاتها، وأنه على الأشخاص ألا يستسلموا لليأس والفراغ، إنما التحضير والتخطيط لمرحلة ما بعد «كورونا». و يجب على الأهل عدم فرض وسائل التسلية لأبنائهم، إنما إعطاؤهم الفرصة لخلق احتمالات مناسبة لملء الفراغ، ولكن مسؤولية الأهل أن يحرصوا على أن تكون ألعاب أولادهم متنوعة، وغير مضرة بهم، مثل عدم اللعب بالألعاب الإلكترونية لساعات، عدم اللعب العنيف مع الآخرين، إضافة إلى عدم البقاء جالسين طوال اليوم دون القيام بأي نشاط فكري أو جسدي. 


السيطرة على الانفعالات 

السيطرة على الانفعالات

نحن في مرحلة استثنائية من الحياة اليومية التي لا أحد يملك المعرفة المطلقة حول فترة ديمومتها. وفي الوقت عينه نحن نعرف أن الأمور ليست بأفضلها بالنسبة للأهل الذين قد يعانون الكثير من الضغط نتيجة ما يعيشون في هذه المرحلة، من ضائقة مادية، وتوقف جزئي أو نهائي عن العمل، بالإضافة إلى الهموم الحياتية وعدم التمكن من التواصل والخروج من المنزل. ما يضعهم في موقع حساس في التعامل مع الأبناء قد يجعلهم عصبيين، انفعاليين وغيرها.

لكن في الوقت عينه فإن الأبناء في هذه المرحلة يمكن أيضاً أن يتبنوا موقف أهلهم، وانفعالهم وربما خوفهم. فيتحول المنزل إلى جحيم من التواصل. فكلما تمكن الأهل من السيطرة على انفعالاتهم في هذه المرحلة كلما استطاعوا خلق التوازن المناسب لأبنائهم كي لا يجدوا الكثير من الصعوبة معهم عند عودتهم إلى الحياة العملية والمدرسية. 

وعلى الأبناء الاستمرار بالالتزام بساعات النوم ولو أن الأهل أرادوا أن يتهاونوا معهم قليلاً لكن عليهم الالتزام بكل الأمور المتعلقة بالقواعد المنزلية. ونعيد التذكير أن الأهل لا يحتاجوا لإمكانات مادية كبيرة كي يخلقوا مساحات من التسلية والمشاريع المفيدة لأبنائهم. كل عائلة بحسب إمكاناتها يمكن أن تخلق من يومياتها أياماً متوازنة وصحية. 

اقرأ أيضًا:
5 أفكار لتجنب الخلافات الأسرية خلال أزمة كورونا
احذروا هذه الأخطاء عند الخلاف مع الأبناء 
هل تؤثر قلة النوم في الحياة الزوجية؟