18 أكتوبر 2020

في بيتنا «TikTok»! هل أطفالنا في خطر؟

محرر إلكتروني في مجلة كل الأسرة

في بيتنا «TikTok»! هل أطفالنا في خطر؟

اجتاح العالم بسرعة رهيبة وحقق انتشاراً استثنائياً في مدة قصيرة، مع كثير من الجدل يرافقه يومياً، فما قصة هذا التطبيق؟ وما أضراره؟ وكيف يمكننا التعامل معه؟

التطبيق الأسرع انتشارًا في العالم

via GIPHY

هو تطبيق المقاطع المصورة القصيرة الأكثر نمواً في العالم، تم إطلاقه من قبل شركة «بايت دانس» الصينية في شهر سبتمبر لعام 2017، من قبل مؤسسها رجل الأعمال الصيني الشاب «تشانغ يي مين» ،  وبعد الإعلان عنه بشهرين، أنفقت الشركة مليار دولار أمريكي للاستحواذ على تطبيق «ميوزك لي» ، ذائع الصيت بين المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف الوصول لقاعدة المستخدمين من المراهقين والاستفادة منهم.

وخلال ثلاثة أعوام فقط وصل عدد مرات تحميل «تيك توك» على الهواتف الذكية إلى المليارين ، منها 315 مليون مرة خلال الربع الأول من عام 2020، وارتفعت قيمته السوقية لتصل إلى ما يقارب 100 مليار دولار.

ولعل السبب في هذا الانتشار الرهيب يكمن في احتواء التطبيق على العديد من الأدوات التي جعلته محط إقبال الأطفال والمراهقين بالتحديد ، فالفلاتر والمقاطع الصوتية تغري هذه الفئة العمرية بتقديم محتوى طريف يعبر عنهم، والاستمتاع بشهرة افتراضية، يمكن أن تتحول يوماً ما إلى حقيقية .

وبالفعل ، حقق العديد من المراهقين على التطبيق شهرة استثنائية، أبرزهم «تشارلي داميليو» التي تبلغ من العمر 16 عاماً فقط ووصل عدد متابعيها على التطبيق إلى 88 مليون متابع !!

اهتمام افتقده بعض المراهقين في منازلهم ومجتمعاتهم، نجحت الشركة الصينية بملئه، فالإحصاءات تشير إلى أن 66% من مستخدمي التطبيق تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً.

تشارلي داميليو

لماذا تُحجب فيديوهات الفقراء؟!

وعلى الرغم من كل هذا النجاح ، إلا أن التطبيق ومنذ بدايته دائماً ما كان محط جدل كبير، وارتبط اسمه بالعديد من القضايا عربياً ودولياً، منها ما نشر في مارس الماضي ، في موقع «The intercept» ، من وثائق تظهر تعليمات بحجب فيديوهات الفقراء والبدناء وذوي الإعاقة من أجل جلب مستخدمين جدد، وبرر المتحدث باسم شركة «تيك توك» جوش جارتنر ذلك بمحاولة لمكافحة التنمر!

كما تشير أحدث التقارير إلى أن الشركة تقوم بمراقبة بعض مستخدميها، ما جعل الولايات المتحدة تحذر من استخدامه، ومنع الجيش الأمريكي موظفيه وجنوده من استخدام التطبيق بدعوى أنه يمثل خطراً على الأمن القومي.
وفي فبراير، تم فرض غرامة قدرها 5.7 مليون دولار على التطبيق بسبب مزاعم أنها جمعت بيانات شخصية بشكل غير قانوني من أطفال دون سن 13 عاما.

وعلى الصعيد العربي خلال الأشهر الماضية، قامت الشرطة المصرية بضبط وإحضار عدد من الفتيات الشهيرات على تيك توك، على صدى تسجيلات قاموا فيها بتشجيع الفتيات على التواصل مع الرجال عبر مكالمات الفيديو مقابل المال، وتم الحكم على خمس منهن بالحبس سنتين وغرامة 300 ألف جنيه لإدانتهن بالتعدي على القيم والمبادئ الأسرية.

وهنا نسأل:
هل من الممكن بعد كل ذلك أن يكون التطبيق آمناً على الأطفال؟
 
- الترويج لمحتوى إباحي

بعيداً عن المخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات عبر التطبيق، فإن التطبيق ، الذي يتركز أغلب جمهوره بين الأطفال والمراهقين، يقوم بنقلك إلى مقاطع من اختياره بعد انتهاء المقطع الذي تشاهده تلقائياً، والتي غالباً ما تحوي محتويات إباحية تقوم بترويجها فتيات ملثمات، وفيديوهات أخرى تحوي مقاطع رقص خلاعية لقاصرات!
وهنا تكمن المشكلة، فالتطبيق يقترح عليك مقاطع لحسابات لا تتابعها، دون أدنى اعتبار للفئة العمرية ودون رقابة على محتوى هذه المقاطع.

المدير التنفيذي لتطبيق Tiktok في الولايات المتحدة ترد على الاتهامات الموجهة للتطبيق 

-  التشجيع على الانتحار

ولم تقتصر مخاطر التطبيق على ذلك فحسب، فقد تم رصد عدد من حالات انتحار الأطفال في مصر والهند ودول أخرى بسبب "تحدي المشنقة" الذي انتشر على التطبيق، وقد ناقشت قناة الحدث التابعة لشبكة قنوات MBC، قضية انتحار طفل مصري يبلغ من العمر 10 سنوات بعد تنفيذه لتحدي المشنقة في غرفته.

- تحديات خطرة

وتنتشر على التطبيق كذلك العديد من التحديات الخطرة والمروعة، مثل "تحدي المشنقة" السالف ذكره، و "تحدي وضع العملات المعدنية في قابس الكهرباء" ، و"تحدي كيكي" الذي تسبب بعدد من الحوادث المروعة، وغيرها الكثير.

 

via GIPHY

الأسرة هي حائط الصد الأكبر أمام تطبيقات وسائل التواصل أياً كان اسمها

في معرض لقائنا مع العميد جمال سالم الجلاف ، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، سألناه عن كيفية تعامل الأهل مع انتشار هذه التطبيقات بين الأبناء، وانتشار محتويات مخالفة للقانون في المقاطع التي تعرضها ، فأكد لنا أن الأسرة هي حائط الصد الأكبر أمام تطبيقات وسائل التواصل أياً كان اسمها، وأن مخاطرها لا تقتصر على تطبيق بعينه.

ويرى العميد جمال الجلاف، أن الأسرة يجب أن تكون قريبة من أطفالها، وتضع لهم محاذير تتناسب وفئتهم العمرية، وإرشادهم بعدم التحدث مع الغرباء، وتعليمهم المخاطر الوارد التعرض لها على هذه التطبيقات مثل التحرش وغيرها .

وفي حال التعرض لمحتوى يخالف القانون على هذه التطبيقات من حسابات أو جهات معينة، ينصح العميد جمال الجلاف بالإبلاغ فورًا عن هذا المحتوى عبر منصة وتطبيق eCrime المعني بتلقي البلاغات للجرائم الإلكترونية، لأن المجتمع هو ركيزة للأمن ويلعب دوراً مهماً في إرساء الأمن والحفاظ على فضاء إلكتروني صحي وهادئ.