هناك خبران، مفرح ومحزن.
وأبدأ بالخبر السعيد الذي قرأته هذا الصباح، وهو عثور مجموعة من العلماء الأستراليين على علاج لمرض قاتل يصيب الأطفال، هو سرطان الدماغ المسمى «الورم الدبقي الجسري». يقولون إنه نوع غير قابل للشفاء. ولم تكن له علاجات فعالة. ووفق المنظور الطبي، فإن معظم الأطفال الذين يجري تشخيصهم بهذا الورم يفارقون الحياة خلال عام واحد من الإصابة.
وها هم العلماء قد توصلوا إلى مزيج دوائي ثوري محتمل، تمت تجربته بنجاح على الحيوانات ثم على المرضى، حيث تم تجهيز نماذج ثلاثية الأبعاد للورم. وكانت النتيجة طيبة، فالدواء فعال في القضاء على الخلايا السرطانية للأطفال.
هنا لابد من التذكير بأن العقاقير الجديدة لا تنزل إلى الأسواق بين ليلة وضحاها. هناك دائماً فترات اختبار وانتظار لتصاريح من منظمة الصحة العالمية. لكن المهم أن هذه التجارب الجديدة فتحت الباب لعلاج أنواع أخرى من الأورام الخبيثة تصيب البالغين، أي الكبار.
أقرأ الخبر وأدعو دعوات طيبات لكل مجتهد على هذه الأرض، يساهم في خفض منسوب الأوجاع وآلام الثكل، سواء كان في أستراليا أو في بلاد أقرب إلينا.
ثم أنتقل إلى الخبر المحزن، وهو تلك العادة التي تدفع بعض المؤسسات الطبية إلى بث إعلانات لطلب التبرعات. كنت أشاهدها على بعض القنوات المصرية ثم وصلت إلى قنوات التلفزيون الفرنسي.
«تبرعوا لمستشفى سرطان الأطفال». حسناً، هي دعوة مفهومة وضرورية. إن هذا النوع من المشافي يحتاج أموالاً طائلة لشراء أجهزة معقدة ومتطورة للفحص، ولتوفير العقاقير المناسبة للعلاج.
لكن هل من الضروري أن يعرض المعلنون علينا مشاهد للأطفال المرضى وهم يعانون آثار الداء والعلاج الكيمياوي؟ هل يتوجب أن ترى بعينيك دمعة المريض وشقاءه لكي تهب لمساعدته؟ ليس هناك ما هو أقسى على النفس من رؤية طفل يتعذب.
هو مجرد رأي شخصي، وقد تكون للقائمين على تلك المستشفيات وجهة نظر مختلفة. وأعود فأكرر أن التكافل هو قانون أهل الخير، ولعل هؤلاء تكفيهم الإشارة، بدون صور مؤلمة. ولا أظن أن الآباء الطيبين المستورين يرتاحون لعرض أطفالهم وقد سلبهم المرض نضارتهم وفرحة طفولتهم.
اقرأ أيضًا: إنعام كجه جي تكتب: طفل مولود من أصابع البيانو