16 مارس 2022

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

محررة في مجلة كل الأسرة

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

لا تنتظر أمهاتنا منا هدايا ثمينة، الأمهات كتلة مشاعر تمشي على الأرض يحطن أبناءهنّ بالرعاية وحضنهنّ يزيل الهموم والأحزان.

تنتظر أمهاتنا الأثمن والأجمل: الاهتمام والرعاية وكلمات طيبة ترفد يومهنّ بنسائم الحب والتقدير.

فالهدايا العينية قد تكون رسالة تقدير للأم في يومها وللاحتفاء بها، ولكن الهدية الرمزية كرسالة تتضمن عواطفنا أو عبارة تقديرنا لها أو حتى أغنية تترك أثرها الأعمق على الأم.
في رسالته لوالدته، يقول الشاعر محمود درويش لأمه: تحيّة.. وقبلة وليس عندي ما أقول بعد من أين أبتدي؟.. وأين أنتهي؟ ودورة الزمان دون حد وكل ما في غربتي زوادة، فيها رغيف يابس، ووجد ودفتر يحمل عني بعض ما حملت».

فالأم تبقى الملاذ والحضن في أحلك الظروف وهدايانا لها تكون بأن نوفي لتلك الأيدي التي تعبت وكلّت لإسعادنا ولتلك العيون التي هي مصدر أماننا وللثغر الذي يعيد أهازيج الحياة على مسامعنا.

فما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ، وما هي الرسالة التي تواكب هذا اليوم؟

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

أكثر هدية يمكن أن أقدمها لوالديّ هي دعوة من الله أن يمنحهما الصحة والستر ويبقيا في حياتنا مدى العمر

لا تساوي هدايا العالم دعوة بطول العمر لوالدين وبرد الجميل لهما في مفترقات الحياة الصعبة والحلوة على السواء. يجد الدكتور خالد ميلاد أن «أكثر هدية يمكن أن أقدمها لوالديّ هي دعوة من الله أن يمنحهما الصحة والستر ويبقيا في حياتنا مدى العمر وهما كنز لا يدرك قيمته إلا من فقده»، معتبراً أن «الهدية الرمزية أكثر حضوراً وقيمة في قلب الأم من الهدية العينية».

يوضح ميلاد «هذه الفلسفة تقوم على أن الأم تعتبر الأبناء هم الهدية الأجمل في حياتها وتختصر كل هدايا الأرض، وحضور الأم في حياة الأبناء أيضاً هو الهدية الأعظم»، ويستدرك «ورغم أن وجودنا في حياة أمهاتنا ووجودهنّ في حياتنا هما الهدية الأثمن، أعتبر أن الهدية المادية جزء لا يتجزأ من التعبير عن أصدق المشاعر لـ«ست الحبايب»، وهي عادة نشأنا عليها وسلوك يوجهنا نحو رد الجميل على تعبها وجهدها معنا ودعواتها لنا التي ترافقنا أينما حللنا».

«ربنا يحبب فيك خلقه» هي الكلمة الأجمل التي يسمعها ميلاد من والدته «هذه الدعوة الأجمل التي أسمعها من والدتي»، متمنياً من الله «أن يمنحها الصحة والعافية». يختم «أقول لها أحبك يا أمي وأعترف أن الغربة عامل أشعرني بقدر الحب داخلي لوالدتي. لقد أوحشتني حيث الترقب والقلق هما سيدا الموقف خلال تواصلنا معاً عن بعد».

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

والدتي تحب الذهب ولكن وجودنا مجتمعين مع بعضنا البعض في هذا اليوم هو الهدية الأجمل بالنسبة لها

تكاد الدمعة تفر من عينيّ حمدة الشواب عند الحديث عن يوم الأم والهدية الرمزية التي تقدمها لها، تبين «بصراحة، والدتي تحب الذهب ولكن وجودنا مجتمعين مع بعضنا البعض في هذا اليوم هو الهدية الأجمل بالنسبة لها ولو اقتصر الأمر على كيكة ووردة».

تقرن محبة والدتها للذهب بكون «الذهب هدية مميزة بالنسبة لها وتفضلها على شراء الماركات التي ربما تضاهيه سعراً».

بيد أن وجود الأبناء حولها هو الهدية الأكثر تعبيراً «قد يكون اهتمامي بها هو الهدية الأكبر إذ أتصل بها على الدوام خلال عملي وأطمئن إليها وحتى أنني اعتدت على تحيتها وتقبيلها قبل الخروج من المنزل وكذلك عند العودة من العمل».

كثيراً ما يسعد الاهتمام الأمهات أكثر من هدية عينية فارغة من المشاعر والاهتمام «اجتماع أخواتي وأزواجهن والأحفاد هو أكثر ما يفرح والدتي». وتعود لتدمع عند توجيه رسالة لوالدتها «الأهم أن تكون موجودة وأن تكون بخير وأقول لها إن وجودها في المنزل هو مصدر راحة وأمان للجميع».

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

لا ترتبط الهدايا بيوم الأم بقدر ما أن هذا اليوم هو يوم مميز للاحتفاء بالأم وتضحياتها

يؤكد ياسر الزرز أنّ «رضا الوالدة عني هو الهدية الرمزية الأجمل. ما يمكن أن أقدمه هو الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة. كابن، أستطيع أن ألبي كل ما تحتاجه وما ترغب فيه قبل أن تسألني وأعرف قراءة أفكارها وأعطيها ما تريده مني ولو كان شيئاً رمزياً أو كلمة طيبة أو جبر خاطر، وهو أهم ما أقدمه».

يشعر الزرز أن الهدية الرمزية هي لفتة تقدير للأم التي لا تنتظر من ابنها شيئاً مادياً، وفق تأكيده «فالأولوية لدى الأم أن يقف ابنها معنوياً إلى جانبها أكثر من تركيزها على البعد المادي. قد يكون السياق المادي متوافراً ولكن الجانب المعنوي هو المرتكز في التعامل مع الأم وهو المطلوب في سياق الواجب الذي نؤديه تجاه أمهاتنا».

يستيقظ ياسر يومياً على إرسال رسالة الصباح لوالدته «أرسل لها تحية الصباح عبر رسالة نصية ونظراً لاختلاف التوقيت بين الإمارات وبلدي الأم، أنتظرها أن تستيقظ لأهاتفها وأسمع صوتها لأستكمل يومي بهدوء رغم كل انشغالاتي».

الهدايا العينية تدخل في سياق التقدير المعنوي، ولكن بالنسبة لياسر لا تتعلٌّق بيوم الأم تحديدا «لا ترتبط الهدايا بيوم الأم بقدر ما أن هذا اليوم هو يوم مميز للاحتفاء بالأم وتضحياتها. أدعو الله أن يحفظ كل أمهات العالم».

في يوم الأم، ثمة رسالة خاصة يرسلها ياسر لوالدته «أذكرها دوماً بالكلمات التي كانت ترددها لي أثناء طفولتي، ثمة عبارة لا تغادرني كانت تقولها لي «أنت أغراضي (أي أشيائي) ومنذ كبرت وأنا أذكرها بهذه العبارة وأؤكد لها أني ما زلت أغراضها ولم أتغير. فالغربة أشعرتني بقيمة والدتي أكثر ويوم الأم أجمل هذا العام مع قدومها إلى الإمارات للاحتفال معها».

ما الهدية الرمزية التي نقدمها لأمهاتنا في يومهنّ؟

الهدية الرمزية لوالدتي هي أكثر تعبيراً. فهي لا تولي اهتماماً بالأشياء المادية بقدر ما تسعدها عبارات الحب

الورد هو الهدية الأجمل بالنسبة لوالدة أسماء حسن الحسني «والدتي تعشق الورود وهو مصدر سعادة لها. بيد أن ما يمكن تقديمه لوالدتي رمزياً ويسعدها أكثر هو نجاحي في دراستي وفي الحياة المهنية».

تضيف «ما يسعد والدتي وتعتبره هدية تحفزها معنوياً وتدعمها هو أن أنجز في حياتي. فأنا أدرس حالياً في جامعة الإمارات، وعند عودتي تبادر الوالدة بسؤالي عن إنجازاتي وما فعلته على مدى الأسبوع كون تقدمي في دراستي هو مصدر سعادة لها وهدية تتفوق على كل الهدايا المادية».

في يوم الأم، لا بد أن يكون للتعبير عن المشاعر بصمته الخاصة «أرسل لها رسالة عاطفية أو حتى أغنية وأحتفل بها سواء بهدية أو كعكة». وتوجز أسماء «الهدية الرمزية لوالدتي هي أكثر تعبيراً. فهي لا تولي اهتماماً بالأشياء المادية بقدر ما تسعدها عبارات الحب أو مشاركتها في مشوار أو مجرد الاهتمام»، موجهة رسالة مباشرة لها «الله يسعدك ويحفظك ونصل إلى مراحل من النجاح تفخرين بها».