27 يوليو 2022

د. هدى محيو تكتب: الأب وابنته.. علاقة ثقة

أستاذة وباحثة جامعية

أستاذة وباحثة جامعية

د. هدى محيو تكتب: الأب وابنته.. علاقة ثقة

منذ سنوات عدة، قال رانغا يوغيشوار، عالم الفيزياء ومقدِّم البرامج العلمية الذي يعيش في ألمانيا، إن ما يأتي على رأس أولوياته هو أن يعلِّم بناته الثلاثة ألا يشعرن بالخوف.

واليوم تعمل بناته في هندسة الميكانيك وهندسة الكمبيوتر والعلوم العصبية.

تأثير الأب في الخيارات المهنية التي يقوم بها أولاده أمر معروف، لكن هذا التأثير كبير جداً بالنسبة إلى البنات إلى حد يفوق فيه تأثيره في الشبان، وهنا المفاجأة.

لن تتوجه البنت بالضرورة نحو المهنة نفسها التي يمارسها والدها، لكن الصورة التي يعكسها لها عن نفسها عبر تصرفاته معها هي التي ستؤثر في خياراتها.

وقد أثبتت الدراسات التي تواصلت على امتداد سنوات طويلة أن علاقة الثقة التي تبنيها الفتاة مع والدها تعبّد لها في ما بعد طريق النجاح المهني، إذ إن للأب أثراً كبيراً في طموحات بناته وثقتهن بقدراتهن.

مع دخول المرأة معترك العمل، بدأ دور الآباء في كنف الأسرة يتنامى ولم يعد محصوراً في تأمين الناحية الاقتصادية ما حدا بالدراسات النفسية والاجتماعية إلى استكشاف آثار هذه التبدلات، بعد أن كان دور الأب مهملاً مع تركيز شديد على علاقة الأم بطفلها سواء أكان ولداً أو بنتاً.

واليوم بتنا نرى آباءً كثيرين يرغبون في المشاركة في تربية أولادهم واللعب معهم واتخاذ القرارات بشأن حياتهم بالمشاركة مع زوجاتهم.

وبعد أن كان الولد أساساً يسترعي انتباه الوالد في العلاقات التقليدية، صارت الفتاة المستفيدة الأولى من هذه التحولات، وبالأخص في فترة البلوغ التي تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الفتاة.

فالأب الذي يولي اهتمامه وتقديره لابنته يشكل رافعة فعالة ومطمئنة بالنسبة إليها تثبت لديها ثقتها بنفسها خاصة حينما يمنحها ثقته ويؤكد لها أنها قادرة على مواجهة تحديات حياتها.

بيد أنه ثمة عامل أساسي، في ما عدا تعديل توزيع الأدوار بين الأب والأم، سيحدو بالأب إلى التدخل بشكل إيجابي في تربية بناته وهو نوعية العلاقة التي يقيمها مع الأم.

فقد تبيّن أن سعادة الآباء في علاقتهم الزوجية تلعب دوراً حاسماً في انخراطهم في مسائل التربية، علماً أن هذه السعادة الزوجية تعتمد بدورها على انسجام جيد بين حاجات الزوجين والقيم التي يحملانها في ما يختص بتوزيع الأدوار والمهام وطريقة التربية والتعبير العاطفي إزاء الطرف الآخر وإزاء الأطفال.

وهذا يعني العودة إلى بيت القصيد وهو إيجاد التوازن والوفاق الجيد بين الزوجين الذي يؤمن كل الظروف الملائمة لتربية الأطفال، سواء أكانوا بناتاً أم أولاداً.

 

مقالات ذات صلة