مجلة كل الأسرة
21 سبتمبر 2022

تحديات قاتلة على «تيك توك» تهدد حياة طفلك!

محررة ومترجمة متعاونة

تحديات قاتلة على «تيك توك» تهدد حياة طفلك!

بعد أن هزت العالم صور الطفل البريطاني ارتشي، وانشغال وسائل الإعلام في الكثير من دول العالم بقصته والنزاع القضائي الطويل الذي خاضه والداه، ها هي تتكرر مأساته مع أطفال آخرين كادوا يفقدون حياتهم بسبب «تحدي التعتيم» على «تيك توك»، لتفتح سلسلة جديدة من النقاش المحتدم بخصوص التحديات على هذه المنصة التي من المفترض أن تكون ترفيهية ولكنها تحولت عند البعض إلى شيء آخر... إلى كل أم وأب، اقرآ وراقبا واحذرا.

في آخر حلقة من سلسلة الحوادث التي يتعرض لها الأطفال بسبب خوضهم «تحديات تيك توك»، أعلنت أم من اسكتلندا عن وفاة ابنها البالغ من العمر 14 عاماً فقط بسبب «تحدي التعتيم» الذي يطلب من مشاهديه حبس الأنفاس حتى فقدان الوعي. وعثرت الأم على فلذة كبدها وهو غائب عن الوعي في غرفة نومه، وتقول إن أصدقاءه كانوا يشاهدونه عبر تطبيق «فيس تايم» أثناء وقوع هذه المأساة لأنه كان يشاركهم هذا التحدي.

الطفل الضحية ليون براون مع والدته
الطفل الضحية ليون براون مع والدته

وفي حادثة أخرى، اكتشفت أم وجود دائرتين باللون الوردي الغامق على يدي ابنتها ذات العشر سنوات، اعتقدت في البداية أنها ربما استخدمت قلم التلوين لفعل ذلك، ولكن تبين بعد التدقيق أنهما رقعتا جلد محروق وأن ابنتها ليس لديها حتى تطبيق «توك توك» ولكنها سمعت عن التحدي من رفاقها بالمدرسة فأرادت المشاركة بهذا التحدي الذي يتطلب رش مزيل عرق بكثافة ومن مسافة قريبة جداً علـى الجلد لخلق الشعور بالتجمد. عندما اصطحبتها أمها إلى الطوارئ قالت الممرضة هناك إنها تعمل منذ 20 عاماً ولم تر مثل هذا الأمر أبداً، وتبين أن ثلاثة أو أربعة أشخاص فعلوا ذلك مؤخراً.

تحدي
تحدي" الحروق" على تطبيق «توك توك»

والمثال الأكثر رعباً وانتشاراً بطبيعة الحال هو ما حصل للطفل البريطاني ارتشي، 12 عاماً، الذي أعلن عن وفاته دماغياً بعد انهياره في منزله. صرحت والدته قائلة أنها تعتقد أن ذلك نتيجة قيامه بالمشاركة في «تحدي التعتيم»، رغم عدم وجود دلائل حينها أنه فعل ذلك. وفي الولايات المتحدة الأمريكية قبل شهرين، رفعت عائلة دعوى ضد موقع «تيك توك» بعد أن توفيت طفلتان، 8 و 9 سنوات، نتيجة اختناقهما بسبب محاولتهما المشاركة في نفس التحدي الذي انتشر على مواقع التواصل العام الماضي و ويقال إنه أدى أيضاً إلى وفاة خمسة أطفال أعمارهم بين 10 و14 عاماً في إيطاليا، أستراليا وأمريكا.

الطفل البريطاني ارتشي، 12 عاماً
الطفل البريطاني ارتشي، 12 عاماً

وهناك «تحديات» أخرى بمثل هذه الخطورة يتم تداولها، مثل «تحدي مقبس الكهرباء» حيث يتم شاحن الكهرباء جزئياً من المقبس ووضع عملة معدنية صغيرة على الجزء المكشوف فتتولد عاصفة من الشرارات الكهربائية. أما «تحدي الملح والثلج» فيصب المشارك فيه الملح على جلده ثم يغطيه بالثلج فيؤدي ذلك إلى حروق من الدرجة الثانية وقضمة صقيع.

بينما «تحدي جوزة الطيب» فيطلب أكل نبات جوزة الطيب الأرضي بكميات كبيرة فيؤدي ذلك إلى آثار جانبية خطيرة مثل زيادة نبضات القلب، صعوبات في التنفس، وفي بعض الحالات نوبات صرع. وكذلك «تحدي البنداريل»، ويتمثل في بلع كمية من هذا الدواء المضاد للهستامين أكثر بالعديد من المرات من الجرعة الصحيحة، فيسبب ذلك نوبات صرع وتوقف القلب.

وفي فبراير من عام 2020 هرع والدا سارة، 15 عاماً، بها إلى المستشفى بعد أن أقنع أحدهم ابنتهما بالمشاركة في «تحدي كسر الجمجمة».. نعم أمر مجنون تماماً كما يبدو عليه الاسم. يتمثل هذا التحدي في قيام شخصين بضرب ساق شخص ثالث أثناء قفزه في الهواء فيتسبب ذلك بفقدانه التوازن فيسقط على ظهره أو رأسه فتتكسر عظامه. وعندما اتصل مدرب سارة بوالدتها اعتقدت أنها إصابة رياضية، ولكنها عندما وصلت قيل لها إنه حادث ناجم عن «تحدي تيك توك». وفيما بعد، نشرت شقيقة سارة فيديو التحدي على «فيسبوك» وكتبت قائلة «رجاء، رجاء، إذا لديكم أولاد يشاهدون تيك توك، لا تدعوهم يتورطون في هذا»، وحصل الفيديو على آلاف المشاركات.

سارة بلات بعد قيامها بتحدي
سارة بلات بعد قيامها بتحدي « كسر الجمجمة».

بعد عامين عادت سارة إلى فريق الهواكي في المدرسة ولكن مع مشكلة صحية. إذ عقب الحادث بأشهر قليلة كان يغمى على سارة بدون أي سبب واضح، وتبين لاحقا أنها تعاني متلازمة عدم انتظام دقات القلب الموضعي الانتصابي، الذي يعني أن نبضات قلبها تتزايد بشكل غير طبيعي عند جلوسها أو قيامها، وتحدث هذه الحالة بسبب صدمة من النوع الذي تلقته سارة.

لماذا لم تتوقف هذه التحديات حتى الآن؟

مع الأسف، يمكن لأي كان يتجول في الإنترنت أن تقع عينه على الكثير من مثل هذه التحديات الخطرة والقاتلة، صحيح أنها ربما مرفقة بتحذيرات ولكن إذا ما واجه الصغار والمراهقون إغراءات المشاركة فيها، خاصة مع قلة التوعية، فلا عودة عن آثارها السلبية بعدها. ومن المعروف أن التحديات دائمة التغير، وهذا يمثل صعوبة أمام السلطات لإيقافها، وما يفاقم الأمر كذلك أن خوارزمية المنصات تتيح للموقع الإلكتروني إيصال محتويات مصممة خصيصاً للشخص بحسب تصفحه السابق للإنترنت، أي بسرعة بالغة سيعرف الموقع ماذا يريد الشخص أن يشاهد، فتمده بالمزيد منها. وهذا يفسر لماذا مثل هذه التحديات تنتشر بسرعة كبيرة، فالجميع يتحدث عنها ويتشاركون محتوياتها في رسائل خاصة أو عبر تطبيقات أخرى.

كيف نحمي الأبناء من هذه التحديات؟

  • اشرح لأولادك تفاصيل ما تعتبره محتوى غير مناسب بالنسبة لهم وشجعهم على كبس زر «غير مهتم» في الفيديوهات التي لا ينبغي مشاهدتها.
  • تفعيل خاصية «تحديد المحتوى» للحيلولة دون ظهور المحتويات غير المناسبة.
  • تفعيل خاصية «إدارة وقت الشاشة» من أجل تحديد الوقت الذي يمضيه الأولاد في المشاهدة.
  • تابع حساباتهم لتتمكن من رؤية الفيديوهات التي يحملوها على منصة المشاهدة.
  • ساعدهم في التحكم بخاصية التعليقات العامة في فيديوهاتهم، إذ هناك خيار لتحديد التعليقات جميعها، وكذلك تحديد التعليقات لتكون للأصدقاء فقط، أو استخدام فلتر التعليقات.

اقرأ أيضا: في بيتنا «TikTok»! هل أطفالنا في خطر؟