03 يونيو 2024

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

محررة في مجلة كل الأسرة

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

«المراحل الأولى للطفولة تشكل الأساس المتين، تربوياً وعلمياً، لمستقبل الطفل في التعليم»، هذه المقولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي أشار فيها إلى أهمية مشروع تطوير الحضانات ومتابعة مستوياتها، ورفدها بالكوادر المتخصصة، من المعلمين والتربويين، والوصول لمختلف مناطق الإمارة.

جاء ذلك خلال الجزء الثاني من خطة مشروع تطوير الـ66 حضانة التي أمر سموه بإنشائها عام 2012، لاستيعاب الأطفال من أبناء المواطنات العاملات في المدارس، والمؤسسات الحكومية.

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

توضح مريم جابر الشامسي، مدير إدارة الطفولة المبكرة في أكاديمية الشارقة للتعليم «يشكل التطور اللافت في مجال رعاية الأطفال بالحضانات بمهنية وحرفية عالية، برهاناً على التزام حكومة الشارقة بتوفير أفضل الخدمات للمواطنين من خلال توفير بيئة آمنة وصحية، تهتم بتنظيم الأنشطة الترفيهية والتعليمية للأطفال، بما يحقق تطوير مهاراتهم وتعزيزها».

عن أهمية الاعتمادات الجديدة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تكشف الشامسي «خطة إنشاء 8 حضانات جديدة، 3 في الشارقة، و2 في كلباء، وواحدة في دبا الحصن، وتوسع دور الحضانة في المنطقة الوسطى، وبناء مطابخ مركزية لإعداد وجبات غذائية للأطفال، دليل كبير على الاهتمام الذي يوليه سموه بتنشئة الأجيال الجديدة، وتربيتهم، وتوفير الرعاية والأمان والطمأنينة لهم، بما يسهم في بناء شخصيات قوية تحقق تطلعات الوطن في المستقبل».

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

وعن طبيعة الخدمات التي توفرها الحضانات، توضح الشامسي «تحرص حضانات الشارقة، وبتوجيهات من القيادة على تقديم أعلى مستويات الرعاية والتعليم التي تهتم بتنمية مهارات الأطفال، عبر برامج متنوعة تشمل الأنشطة الترفيهية، والتعليمية، التي تثري لغتهم، وتعزز من مستوى التواصل لديهم، مع التركيز على الجوانب النمائية، بما يضمن نمواً صحياً لهم، من خلال توفير غرف للرضاعة الطبيعية، وتشجيع الأمهّات على الاستمرار في إرضاعهم طبيعياً».

وتشير الشامسي إلى أن «توفير الكوادر المتخصصة لرعاية الأطفال من أبناء المواطنات، ووجود رعاية طبية وتمريضية مستمرة، والكثير من الخدمات المساندة، دليل كبير، وعلامة فارقة تشير إلى رؤية حكيمة تهدف إلى تطوير القطاع التعليمي، وتعزيز فرص نمو الطفل في بيئة آمنة ومحفزة».

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

وتكشف الشامسي عن مبادرة المطابخ التابعة للحضانات «تعتبر التغذية الجيدة في مرحلة الطفولة أمراً حاسماً في تأسيس صحة الطفل، العقلية والبدنية، في مراحل الحياة اللاحقة، لذلك تشكل الوجبات التي يقدمها الأهل للأطفال من العقبات والمشكلات التي تحتاج منا إلى المزيد من الجهد لمراقبتها، من حيث الصلاحية، ومناسبتها لصحة الطفل، وتزويده بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسمه لينمو بشكل سليم، لذلك يسهم توفير وجبات صحية ومغذية معدّة بعناية، في توفير الجهد المبذول من قبلنا، والراحة لولي الأمر الذي يُعد إعداد طعام صحي بالنسبة إليه تحدياً كبير، بخاصة للأمهات العاملات، فهي تحتاج إلى تخطيط والتزام كبير للتمكن من إعداد وجبة متوازنة ومتنوعة تتوفر فيها جميع العناصر الغذائية الضرورية».

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

حول إقبال الأسر على الحضانات، تكشف الشامسي «الاهتمام الكبير الذي نالته الحضانات وتحسين الخدمات التي توفرها، بدءاً من توفير رعاية آمنة للطفل والتعليم المبكر، وصولاً إلى توفير وجبات صحية مع كلفتها البسيطة، لعب دوراً كبيراً في إقبال الأسر عليها، كما لا يمكن إغفال إسهامها في تعزيز الاقتصاد، وتمكين المرأة، من خلال توفير فرص العمل، إضافة إلى توفيرها الرعاية اللازمة للأطفال والراحة، النفسية لأولياء الأمور».

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

وبشأن مدى إسهام القرار في تخفيف العبء عن الأمهّات والعاملات منهن خصوصاً، تبيّن أمل الزيودي، أخصائية النفسية بإدارة التنمية الأسرية وفروعها في الشارقة، «تجد الأم نفسها في حيرة وقلق، في التوفيق بين تربية طفلها ومنحه الاهتمام الكافي، وبين العمل، سواء في المنزل، أو الوظيفة، وهو بالتأكيد ليس بالأمر السهل، لكن قرار وجود حضانات تقدم خدمات بهذه المواصفات، وبكوادر مختصة في التربية والتعليم المبكر بأساليب ممتعة وشيقة منحها الراحة والاطمئنان لوجود طفلها في بيئة مختصة ومناسبة».

مشروع توسعة حضانات الشارقة.. استثمار في صحة وأمان الجيل الجديد

وتشرح الزيودي «لا تقتصر أهمية وجود هذه الحضانات على توفير الوقت والجهد والمال على الأم، بل يخفف عنها أيضاً الضغوط النفسية، ويسهم بفعالية في تطوير المهارات الاجتماعية والعقلية للطفل والتي تنعكس إيجاباً على تحسين العلاقات الأسرية، فهي تدرّبه على كيفية التفاعل مع أقرانه الكبار، وتعزز استقلاليته، وتعلّمه قيمة المشاركة»، وتوضح أبعاد توفير الغذاء في الحضانات «ترسخ مبادرة توفير الغذاء في أذهان الأطفال عادات تسهم في إقامة علاقة إيجابية وصحية مع الأكل، تدوم معه طوال الحياة، من خلال الاعتياد على تناول الأطعمة المفيدة والمختلفة في سن مبكرة».