تبعثر الانتباه وعدم التركيز من أكبر التحديات التي تواجه الإنسان على مختلف الأصعدة الحياتية. لذا سنقدم من خلال هذا الموضوع 7 نصائح بخصوص تدابير واستراتيجيات بمقدورها المساعدة على تركيز الانتباه عند إنجاز المهام المختلفة.
إبقاء الرؤية والأهداف المبتغى الوصول إليها حية في الذهن
الخطوة الأولى والمهمة هنا هي معرفة ما تبتغي إنجازه وفق رؤية واضحة، ولماذا تحتاج إلى التركيز لبلوغ هدفك. ذلك من شأنه مساعدة الإنسان على المثابرة على سبيل بلوغ مراميه مهما تكن المشاق والصعوبات، سيما وأنه يشكل امتحاناً حقيقياً على اختبار قدرة الشخص على التركيز في وقت يكون هو فيه في أمَس الحاجة إليها.
إنجاز المهام اليومية
ينبغي على الإنسان التخطيط لإنجاز المهمتين المعنيتين أو الثلاث مهمات المعنية في أبكر وقت من اليوم، ومن ثم السعي لإنجازها فور الاستيقاظ من النوم، وذلك لأن تأجيل أداء تلك المهام إلى وقت لاحق من اليوم قد يكون بمثابة دعوة للتشتت الذهني كي يستولي على النفس وبالتالي يضعف أو يوهن الإرادة الذاتية ومن ثم يصعب إنجاز المهام اليومية، حتى ولو كانت بسيطة.
رسم صورة ذهنية متخيلة للفرد
قد توحي النصائح السابقة بأن استخدام تقنيات التخيل والتصور المسبق قد تؤثر في بعض الأحيان سلباً أكثر من إيجاباً في التركيز اللازم لأداء المهام وتحقيق الأهداف. لكن يجب أن ننبه هنا إلى أن هنالك طريقة سليمة لاستخدام تلك التقنيات تتلخص في تصور وتخيل الإنسان لنفسه وهو يعمل بالفعل وليس كأنما هو قد سبق له بالفعل بلوغ المستقبل الذي سينجز فيه أهدافه. ومن أمثلة ذلك أن أبطال منافسات رياضة الجري، مثلاً، يستخدمون تلك التقنية بفاعلية كبيرة وذلك عبر تصور أحدهم لنفسه في البدء فائزاً فعلياً بالسباق وتصوره من بعد ذلك بصورة عكسية لكل خطوة من خطوات أدائه لذلك السباق حتى لحظة بدايته له. والطريقة الأسرع هنا بالنسبة لأي شخص لتطبيق التقنية المعنية هي تخيله لنفسه مسبقاً وهو يؤدي جزءاً صغيراً من المهمة التي ينوي أداءها. وذلك يعني أن ما يحتاج الإنسان عمله في هذا السياق هو تطبيق التقنية المعنية على كل شيء يحتاج إلى التركيز على أدائه والبدء في ذلك بتخيل أو تصور أصغر حركة كبداية لذلك الأداء.
السيطرة على التشتت النفسي والذهني
ينبغي على الشخص، في هذا السياق، إيجاد سبل لتهيئة ذهنه للعمل، كما وطرق بسيطة لصرفه عن الشرود نحو خواطر وأفكار جانبية ليست لها صلة بالمهمة الآنية التي يبتغي أداؤها.
ومن الوسائل البسيطة الجيدة لتهيئة الذهن للعمل التالي:
تخصيص مكان معين للعمل وذلك لأن الإنسان حين يتعود على العمل دوماً في مكان معين، سيقوم ذهنه بربط ذلك المكان بأفكار ذات صلة بالعمل.
عند أخذ فترات راحة من المنصوح به مغادرة ذلك المكان المخصص للعمل إلى مكان غيره حتى يدرك العقل الباطني أنه قد أضحى «مسموحاً» له حينذاك بترك خواطره وأفكاره تتداعى بحرية.
تحديد مواعيد نهائية لإنجاز مهمات معينة لمنع الذهن من التشتت عن طريق تأجيل وتسويف القيام بالمهمات.
وفي نهاية الأمر يظل أمر إسكات الأفكار والخواطر غير المرغوب في تدخلها في لحظات العمل رهيناً بالتركيز ليس على ما يحدث في داخل النفس والذهن وإنما على الإنجاز الفعلي لشيء ما أو آخر. وعند القيام بذلك سيرى الشخص أن كل أفكاره ستتركز حول إنهاء المهمة المحددة التي يشتغل هو عليها في ذلك الوقت المعين.
تجنب أو إزالة الملهيات الخارجية
هذه نصيحة واضحة وبسيطة وبديهية. وهي تعني ببساطة الابتعاد، أثناء أداء مهمة ما أو أخرى، عن كل ما قد يصرف الإنسان عن أدائها أو يلهيه عنها كجهاز التلفاز أو الأطفال أو شبكة الإنترنت، بمغرياتها المختلفة.
تحسين الانضباط الذاتي
هنالك تمرينان معينان على تركيز الانتباه الذهني للإنسان، وبالتالي تحسين قدرته على الضبط الذاتي لنفسه. أولهما يتمثل في تدريب النفس على ممارسة التأمل التي هي في أساسها ممارسة تدريب على التركيز. ومن شأن ممارسة التأمل تلك بناء قدرة الإنسان على التركيز، عونه على التحرر من الضغوط العصبية وتمكينه من السيطرة بصورة أفضل على انفلات انفعالاته.
أما التمرين الثاني فيتمثل فيما يعرف باسم طريقة «بومودورو». ووفق طريقة بومودورو تلك يتم تقسيم أداء المهام المختلفة إلى سلسلة فترات عمل مركزة يشار إليها باسم «الوثبات التركيزية» تعقب كل منها فترة راحة جيدة. ومثل الوثبات الحقيقية يتمكن الإنسان، مع موالاة التدرب ومضي الزمان، من أداء تلك الوثبات التركيزية بصورة أفضل.
التركيز على إنجاز مهمتين أو ثلاث يومياً
للحد من تشتت الذهن اليومي يجب على الشخص هنا تكليف نفسه بإنجاز مهمتين أو ثلاث فقط في اليوم. ذلك هو كل ما يحتاجه الإنسان من خطوات يومية تساعده على بلوغ أهدافه المختلفة. إن التمهل في إنجاز الأشياء أفضل كثيراً من الميل إلى اليأس المبكر من إنجازها جميعها بسبب تكليف النفس بإنجاز مهام أكثر بكثير من طاقتها في وقت لا يزال مبكراً أو غير مناسب بعد لإنجازها.
اقرأ أيضًا:
هل تؤثر قلة النوم في الحياة الزوجية؟
المرأة تثور على برودة مكاتب العمل