هل يعرف الناس أن لغرفة النساء الوحيدات رائحة خاصة لا تميزها سوى النساء؟
من طرح هذا السؤال امرأة وليس رجلاً، وفي الإجابة عنه رأت المرأة أن لغرفة النساء، الوحيدات منهن تحديداً، رائحة أنثوية خالصة احتفظت بنقائها الحزين، فلا تشوبها نفحة من رائحة الرجال القوية.
والمرأة التي طرحت السؤال هي الكاتبة العراقية لطفية الدليمي، على لسان إحدى بطلات روايتها القصيرة «عالم النساء الوحيدات»، التي كانت تقول ما معناه: عندما أدخل غرفتي تهاجمني الرائحة وتستقر قبلي، فأدخل في البكاء.
كانت المرأة تعاني من حزن، أو حتى كآبة، لذلك وجدت نفسها تبكي حين شمت رائحة غرفتها.
كان يمكن لهذه الرائحة ألا تكون باعثة على البكاء. ربما وجدت نساء أخريات فيها ما يبعث على البهجة والسعادة، كون الرائحة التي تعم الغرفة هي رائحتهن وحدهن، أو الرائحة التي أضفين عليها طابعهن من خلال نوع العطر الذي يستخدمنه.
والتجربة تقول إن أثر رائحة عطر ما يختلف على الجسد، بين شخص وآخر، سواء كان رجلاً أو امرأة، فالرائحة المنبعثة منه بعد أن يرش عليه العطر، ليست رائحة هذا العطر وحده، وإنما هي مزيج من رائحة العطر ورائحة جسد من رشه على نفسه.
حديثنا هنا عن رائحة الغرف لا عن رائحة الأجساد.
أحد المواقع الإلكترونية يقدم ما يصفه بـ«أفكار لروائح جميلة في الغرفة»، من ضمنها توزيع الشموع في الغرفة، لأنها تكسب البيت وغرفه رائحة جذابة، ناصحاً باختيار الشموع حسب الرائحة المرغوبة، ثم وضعها في الأماكن غير المتوقعة لوجودها، كالخزائن على سبيل المثال، ولكن دون أن يتم إشعالها، فرائحتها ستنتشر بمكان وضعها، كما ستؤثر في القطع الموجودة بذلك الموقع وتكسبها من رائحتها الجميلة، وبهذا سوف تساعد على التخلص من رائحة غرفة النوم غير المرغوبة وستنتشر مكانها الرائحة الزكية.
من الأفكار أيضاً وضع أعواد التعطير التي تنشر، بدورها، روائح جميلة في الأرجاء، وبعضها يمكن تحضيره ذاتياً دون حاجة لشرائها، ومن الاقتراحات تجهيز جرة زجاجية أو مزهرية ذات فتحة ضيقة، ووضع مزيج يشمل زيت اللوز الحلو أو القرطم، ونقاطاً من الزيت العطري المفضل، كالخزامى أو الياسمين، ثم توضع فيها بعض أعواد الخيزران أو الأسياخ وترتب، بعد ذلك تترك المزهرية على المنضدة.
لو بقينا في أجواء رواية لطفية الدليمي، ألا يصح لنا السؤال: هل ستفلح رائحة العطر الطيب المحيط في امتصاص حال الحزن التي تجثم على الروح؟