14 نوفمبر 2020

عيسى الطنيجي يكتب: السفر الافتراضي

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي.

عيسى الطنيجي يكتب: السفر الافتراضي

يعيش عشاق السفر منذ عدة شهور في حالة نفسية يرثى لها بعد افتقادهم للتنقل والترحال بين مدن العالم بسبب جائحة «كوفيد-19»، وأصبحوا يضربون كفاً بكف بانتظار انفراج الأزمة وعودة حياة السفر إلى سابق عهدها! أعرف الكثير من الأصدقاء ممن ينتظرون انفراج الأزمة بفارغ الصبر، وكلما نشر خبر عن دولة خففت إجراءات الدخول أو سمحت بزيارتها وفق شروط معينة تجدهم يدققون في التفاصيل سطراً سطراً وحرفاً حرفاً لعلهم يجدون شمعة أمل في هذا الليل المظلم !.

الرغبة العارمة في السفر أصبحت ظاهرة عالمية، الأمر الذي دعا بعض شركات الطيران إلى ابتكار طرق جديدة لتخفيف حدة هذا الشعور الصعب وفي الوقت نفسه التخفيف من الخسائر التي تكبدتها بسبب توقف حركة الطيران العالمية، حيث قامت شركة «تايغر اير» بتنظيم رحلة على متنها 120 راكباً قطعت خلالها 1300 ميل وشاهد الركاب معالم جزيرة «جوجو» الكورية قبل أن تعود مرة أخرى من حيث أقلعت! في مبادرة مبتكرة أخرى، قامت شركة الطيران الفنلندية بمشروع تجاري يتمثل في بيع وجبات درجة رجال الأعمال في محال البقالة بمدينة فانتا، وهدف المبادرة إلى إشباع شهية الفنلنديين الذين افتقدوا السفر على متن الطائرات، إضافة إلى إعادة تشغيل بعض «الطباخين» الذين تم تسريحهم في وقت سابق بسبب جائحة «كورونا» وتأثيراتها الاقتصادية.

أما اليابانيون «ملوك الابتكار» فقد نجحوا في تجربة رحلة سفر «افتراضية» لمجموعة من الركاب الذين ربطوا أحزمة السفر وجلسوا على مقاعد الدرجة الأولى وسافروا في رحلة متكاملة إلى باريس من دون أن تقلع بهم الطائرة وبأقل التكاليف ! يقول الياباني تاكاشي ساكانو في أولى رحلاته الافتراضية «القيام برحلة حقيقية أمر مزعج في تحضيراته وباهظ التكلفة ويستهلك الوقت. لذلك أعتقد أن من الجيد أن نتمكن من الاستمتاع بكل ذلك دون إزعاج»، مضيفاً أنه يود أن «يسافر افتراضياً في المرة القادمة إلى روما»!!.

مبادرات السفر الافتراضي جميلة ولن تتوقف طالما استمرت الجائحة في تأثيراتها السلبية في العالم، وشخصياً أفضل السفر التقليدي البعيد عن الإجراءات المعقدة في المطارات، وإجراء الفحوص المتكررة، أو الحجر الإلزامي، وغيرها من الأمور التي تقلل من متعة السفر، بل تحوله إلى ما يشبه «السياحة العلاجية» !!.

 

مقالات ذات صلة