03 أغسطس 2022

إيجابيات وسلبيات الـ "Gap year" أو الاستراحة عاماً قبل الجامعة

محررة في مجلة كل الأسرة

إيجابيات وسلبيات الـ

شاعت في الآونة الأخيرة فكرة «gap year»، أو سنة الاستراحة بين خريجي المرحلة الثانوية، بمعنى ألا يلتحق طالب الثانوية العامة بالجامعة مباشرة، وإنما يترك لنفسه مساحة عامة يقوم فيها بتطوير نفسه في بعض المهارات الحياتية والعملية قبل اختيار التخصص الجامعي، والانشغال بالدراسة مرة أخرى، فمنهم من يفكر أن يستغل هذه المدة في أعمال تطوعية ومجتمعية، ليضيفها إلى سيرته الذاتية في حال التقدم للحصول على منح دراسية في الخارج والتي تستغرق أشهراً طويلة لاستكمال الشروط المطلوبة ، ومنهم من يرغب في استغلال سنة الاستراحة في أمور أخرى.

لكن السبب الأساسي الذي ظهرت من أجله فكرة الاستراحة لمدة فصل دراسي أو عام على الأقل، هو الرغبة في السفر والتعرف إلى ثقافات دول أخرى ربما يقرر الطالب استكمال دراسته الجامعية فيها، أو لتجربة أعمال مهنية من أجل اكتشاف العمل الأقرب لشخصيته.

فهل أصبحت فترة الاستراحة من الدراسة قبل بداية رحلة التخصص الجامعي مهمة بالفعل لدى الطلبة؟
وفي حال قرر هؤلاء اجتياز هذه التجربة، فماذا سيفعلون خلالها؟ وما إيجابيات وسلبيات فترة الـ «Gap year» كما يطلق عليها الطلبة؟

إيجابيات وسلبيات الـ

"أتمنى أن أؤجل الالتحاق بالجامعة لمدة عام كي أحصل على فرصة للتدريب الذي تعطل كثيراً بسبب الدراسة"

على الرغم من اقتناع عمرو شريف بفكرة سنة للاستراحة، لكنه يخشى افتقاد صحبة أصدقاء وزملاء الدراسة، «أمارس رياضة كرة السلة، وقد تلقيت عرضاً رائعاً من أحد النوادي الأجنبية لرياضة السلة، وأتمنى أن أؤجل الالتحاق بالجامعة لمدة عام كي أحصل على فرصة للتدريب الذي تعطل كثيراً بسبب الدراسة، وأعطي لنفسي الفرصة لتطوير هوايتي من خلال العرض الذي تلقيته للتدريب في الخارج، ولكنني في الوقت ذاته متردد، فقد يرفض أهلي الفكرة، كما أنني لا أريد أن يسبقني زملائي دراسياً، فأصبح غير قادر على الانسجام معهم كما نحن الآن».

نتردد في اختيار التخصص بسبب اختلاف وجهات النظر، وتطور الحياة السريع، لذلك نحتاج إلى فترة صمت نكتشف فيها ذاتنا

الاستراحة الدراسية بالنسبة لإسلام جمال مهمة للغاية، ولكن ليست لمدة عام، «أحياناً لا نعرف ماذا نريد، نتردد في الاختيار بسبب اختلاف وجهات النظر، وتطور الحياة السريع، لذلك نحتاج إلى فترة صمت نبقى فيها مع الذات لاكتشاف دواخلنا، فكل شيء يحدث بسرعة من دون أي مبرر، نركض بلا هدف، ونكتشف مواهبنا خلال ممارستنا لأعمال أخرى لا نحبها، حينها لن نتمكن من العودة إلى الوراء، لذلك أرى أن فترة الراحة ليست للنوم والاستمتاع، وإنما لمعرفة ماذا نريد، وما الذي يمكننا فعله، وما العمل الذي يوظف إمكاناتنا بشكل صحيح».

بعض الجامعات تتأخر في قبول الطلبة المتقدمين للالتحاق بها، وهذه الفترة كفيلة لأن يخوض فيها الطالب تجارب عديدة، ويتابع المواقع التعليمية والعملية

لدى ياسر محمد وجهة نظر مقلقة نحو التأخر عن الالتحاق بالجامعة، «غالباً لا تكون فترة الـ «Gap Year» اختيارية، فهنالك بعض الجامعات تتأخر في قبول الطلبة المتقدمين للالتحاق بها، وهذه الفترة كفيلة لأن يخوض فيها الطالب تجارب عديدة، ويتابع المواقع التعليمية والعملية، من أجل تعلم لغات أجنبية جديدة، وهي فرصة جيدة في جميع الأحوال، ولكن إذا لم تكن هناك ظروف أو ضرورة للاستراحة الدراسية فإن الاحتمالات السلبية واردة، خصوصاً أن الدراسة لا تتعارض مع تعلم مهارات أخرى سواء من خلال التطوع أو التدريب، بل تكون حافزاً للاستمرار خصوصاً أن الأمر سيكون تحت إشراف أساتذة الجامعة».

إيجابيات وسلبيات الـ

أمضينا فترة طويلةً من التركيز على التعليم الرّسمي لدرجة أننا نتخرج ونحن منهكون للغاية، وهناك طلبة لا يمكنهم الإجابة عن نوع التخصص الجامعي الذي يرغبون به

يقول أحمد عبدالفتاح «عند حلول الوقت الذي نتخرج فيه من المدرسة الثانوية، نكون قد أمضينا فترة طويلةً من التركيز على التعليم الرّسمي لدرجة أننا نتخرج ونحن منهكون للغاية، كما أن تلك المرحلة لا تدع لنا فرصة للتفكير فيما نريد، فهناك طلبة لا يمكنهم الإجابة عن نوع التخصص الجامعي الذي يرغبون به، ومع ذلك، نتوجه مباشرةً من المدرسة الثانوية إلى الجامعة من دون رغبة أو تركيز، لذلك بدأ الكثير منا الالتفات لفكرة الاستمتاع لمدة سنة فراغ والاستراحة من جهد الدراسة من أجل إعادة تكوين أنفسنا، مع الاستمرار في التركيز على تعلم مهارات جديدة، ولكن هناك تحدياً كبيراً في إقناع أولياء أمورنا، فهذه الثقافة جديدة على مسامعهم، ولكن لابد وأن يأتي يوم ويقتنعون بها».

أفكر في التدريب في بعض الوظائف التي أريد دراسة تخصصاتها جامعياً، لأرى مستقبلي العملي قبل الدراسة

أما نور خالد فقد فكرت في الأمر بالفعل، فهي تريد السفر لأكثر من دولة، «أفكر منذ مدة في الأشياء التي يمكن أن أقوم بها في حال قررت خوض تجربة سنة الاستراحة من الدراسة، خصوصاً أنني في حاجة لمعرفة أساليب الدراسة في الخارج وطرق التقدم للجامعات الأجنبية، كما أفكر في التدريب في بعض الوظائف التي أريد دراسة تخصصاتها جامعياً، لأرى مستقبلي العملي قبل الدراسة، كي أعلم إذا كان سيتناسب مع قدرتي على تحمل هذا النوع من العمل أم لا».