سخّرت مدربة الذكاء الذاتي والتربوي الشابة، آمنة الشطي، علمها وتجاربها لمساعدة الشباب على الارتقاء بمهاراتهم ومواهبهم، وعلى توظيفها بما يتناسب مع التسارع الذي يشهده العالم في طرح الأفكار واستقاء المعلومات، وما يصحبه من تحديات أمام الشباب في تنفيذ خططهم ومشاريعهم الحالية والمستقبلية.
حاورنا المدربة آمنة الشطي، التي تحمل شهادة الدكتوراه في الموهبة والإبداع، والماجستير في علم النفس الإبداعي للموهوبين والمبدعين، وشهادات أخرى تتعلق بالتنمية والإدارة الذاتية:
ما أسباب اختيارك لمجال الاستشارات الذاتية؟
كانت لدي تساؤلات تتعلق بفهم الشخصية وقياس قدراتها بشكل صحيح، كي نتمكن من التعامل مع أفراد المجتمع في حياتينا اليومية، ولقد طورت ذلك الاهتمام بالدراسة، كي أستطيع إرشاد الشباب المهتمين بالأدوات الفاعلة بغية تحقيق اتصال بذاتهم واع وعال، وتوطيد العلاقات الأسرية بأساليب ذكية وواقعية يسهل تطبيقها لخلق مجتمع أكثر استقراراً، وذلك من خلال حضور الدورات التدريبية الجماعية المختلفة والاستشارات الفردية، لبناء علاقات قوية في محيط العمل والحياة العامة، بطرق مرنة وبسيطة.
ما التحديات التي يواجهها الشباب لتطوير أنفسهم؟
تتسارع المعطيات والمعلومات يوماً بعد يوم، ولا يملك الجميع القدرة على تلقيها نظراً لضيق الوقت وتزاحم مصادرها، الأمر الذي يخلق حالة من التشويش لدى الشباب حول مدى أهميتها، ومعرفة ما يناسبهم منها، لذا هم يواجهون تحدياً في مرحلة اكتشاف الذات ومعرفة أفضل الطرق لتطويرها، وفي كيفية استثمار هذا الكم من المعلومات بدلاً من تجميعها، للوصول لمرحلة أعلى من التطور الذاتي بطريقة يمكن أن يخدموا فيها أنفسهم والآخرين ومجتمعاتهم.
ما هو جميل في العلوم الإنسانية أن فيها المناسب وغير المناسب، ودورنا أن نختار
ما مدى سهولة تطبيق النصائح النظرية في الحياة؟
عندما نقرر تعليم شخص مهارات معينة، لابد أن نعرف أولاً ما نحتاجه لأنفسنا، فطبيعة حياة بعض الشباب لا تحتم عليهم غالباً تطبيق نصائح معينة في حياتهم، لذلك ما هو جميل في العلوم الإنسانية أن فيها المناسب وغير المناسب، ودورنا أن نختار، فدوري يكمن في أن أساعدهم لتطبيق العلوم التي تلقيتها نظرياً في أبسط صورة، وبطريقة تدريجية يسيرة، بحسب ظروف حياة كل منهم، من خلال نظاميْ تدريب؛ نظام جمعي في الدورات، يمكن فيه للمتلقي أن يأخذ المعلومة ويفصلها بطريقة تتناسب مع طبيعة شخصيته وظروفه وحياته، ونظام ذاتي استشاري يكون مخصصاً لشخص لديه ظروف معينة.
هل تلعب الـ«سوشيال ميديا» دوراً سلبياً في التحديات التي يواجهها الشباب في بناء شخصيتهم؟
الخوف ليس من الوسيلة التي يتفاعل معها الشباب، بل في كيفية التعامل مع هذه المخاوف، فقديماً كان الناس يخشون من الراديو، ثم من التلفاز، وهذا الخوف تكرر مع ظهور أي وسيلة اتصال جديدة، فلكل وسيلة سلاح ذو حدين، حتى الكتب التي نشجع الناس على قرأتها فيها ما يدمر وما يعمر. لذلك، الخوف من تأثير الـ«سوشيال ميديا» غير مبرر، وذلك بسبب تسليط الضوء على الجوانب السلبية من ورائها، والأفضل أن يحول الشاب هذه النظرة السلبية لإيجابية، فعلى سبيل المثال كيف يمكن تحويل نظرة حقد البعض تجاه المشاهير الذين يحصدون الأموال من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إلى بحث في كيفية الوصول لهذه المرحلة من النجاح حسب ما لديهم من قدرات وإمكانات.
كيف يقيس الشاب حجم استفادته من المدرب الذاتي؟
أولاً: يجب أن يدرك الشاب أنه في حاجة لدورات تدريبية عامة أو ذاتية، وأن تكون لديه رغبة داخلية في التغيير، وهنا يأتي دور المختص في أن يتمكن من اكتشاف المفاتيح المهمة لديه، لأن لكل شخصية مفاتيح مختلفة.
ثانياً: ألا تكون آلية التطوير أو اكتشاف الذات في شكل محاضرة فيها معلومات معينة يطلب من الشاب تطبيقها، ولكن أن يأتي الأمر على شكل مشاركة بين الشاب والمختص، بحيث يضع أفكاره وتجاربه ومحاولاته السابقة، مقابل أفكار المختص وخبراته.
ما هي أفضل مرحلة عمرية يبدأ فيها الإنسان الخضوع لجلسات التطوير الذاتي؟
يقع الأمر على عاتق الآباء والأمهات في المرحلة المبكرة من العمر، وبالتالي لابد أن يخضع أولياء الأمور لجلسات تدريب ذاتي حتى يتمكنوا من نقل المعارف لأبنائهم، كما يمكن أن توفر المدارس هذا الأمر خصوصاً أن الطلبة يقضون فيها الوقت الأطول من يومهم.
* تصوير: السيد رمضان