الشعور بالذنب هو أحد أكثر المشاعر تكبيلاً للروح، خاصة إذا كنت ممن ابتلاهم القدر بامتلاك روح حساسة في هذا الزمن، فأولئك يشعرون بالذنب أكثر من غيرهم.. يشعرون بالذنب إذا وضعوا حدوداً للتعامل مع البشر، ويشعرون بالذنب إذا اغتنموا بعض الوقت للترفيه عن أنفسهم، ويشعرون بالذنب إذا حدث أي مكروه لأحبائهم - حتى وإن لم يكن لهم فيه يد.
فهل أنت من هؤلاء؟ إذا أجبت بنعم، تابع القراءة لتتعرف إلى بعض الطرق التي قد تساعدك على التخفيف من هذا الشعور المؤلم للنفس.
اعترف بالذنب لنفسك أولاً
إذا شعرت بالذنب بسبب تصرف معين أو فعل ما قمت به تجاه شخص آخر، فإن أول خطوة عليك القيام بها هي الاعتراف بالذنب بينك وبين نفسك. لا تتجاهل أبداً شعورك بالذنب أو تحاول دفنه عميقاً، حتى وإن بدا هذا الحل سهلاً. تأكد أن هذا الشعور سيعاود الظهور مجدداً وسوف يطاردك، لهذا فإن الأفضل أن تتقبل شعورك بالذنب مهماً كان مريراً، وأن تحاول التعامل بنضج مع هذا الشعور من خلال التفكير في سبب تصرفك على هذا النحو وفهم دوافعك، حتى تستطيع التعامل برد فعل مختلف في المرة القادمة التي تتعرض فيها لموقف مماثل.
حاول التعرف إلى مصدر هذا الشعور
قبل أن تتمكن من التغلب على الشعور بالذنب بنجاح، عليك أولاً أن تعرف مصدره، وهل هو شعور طبيعي أم غير مبرر؟ فمثلاً، من الطبيعي أن تشعر بالذنب عند ارتكابك خطأ ما بحق شخص، لكن الشعور بالذنب لوقوع أحداث لم يكن لك دخل فيها أو علاقة بها ليس أمراً طبيعياً. لذا، إذا كان شعورك بالذنب هو نتيجة لقيامك بخطأ ما، فمن المهم الاعتراف به ومحاولة تصحيحه. أما إذا كان الأمر غير ذلك، فعليك أن تتوقف عن لوم نفسك دون داعٍ على أشياء لا يمكنك التحكم فيها.
تعلم من أخطائك وتعاطف مع ذاتك
بالتأكيد لن يمكنك إصلاح كل موقف سيئ تتعرض له أو يتعرض له أحد بسببك، وقد تكلفك بعض الأخطاء الكثير، مثل خسارة علاقتك بشخص مقرب منك، في هذه الحالة ننصحك بتقبل ما حدث وترك الأمر للوقت ومعاودة الاعتذار بعد فترة من الشخص الذي أخطأت في حقه، وإن لم يقبل اعتذارك فعليك ترك الماضي وراءك والمضي قدماً في حياتك حيث إن النظر إلى الوراء واجترار الذكريات الأليمة لن يصلح ما حدث.
وأخيراً، عليك أن تعلم أن الوقوع في الخطأ لا يجعل منك شخصاً سيئاً، فالجميع يخطئ من وقت لآخر. لهذا حاول أن تظهر بعض التعاطف تجاه نفسك كما تفعل مع الآخرين، ولا تجلد ذاتك أو تنتقدها بشكل قاسٍ، لأن ذلك لن يحسن الأمور؛ بل بالعكس سيزيد حالتك النفسية سوءاً.