تمتلئ إيطاليا بعدد لا يحصى من الشواطئ الخلابة والمناطق السياحية الفريدة، إلا أن ساحل أمالفي بجنوب إيطاليا، بإطلالاته المذهلة على البحر التيراني وخليج ساليرنو، يعتبر من أروع المناطق الساحلية في إيطاليا وواحداً من أفضل الوجهات التي تعد زائريها بعطلة مثالية.
وفي الواقع، فإن جمال ساحل أمالفي الأخاذ سيبهركم وسيفوق جميع توقعاتكم.. لهذا دعونا نعرفكم إلى أفضل الأماكن التي لا ينبغي أن تفوتوا زيارتها، بالإضافة إلى مجموعة من أروع الرحلات النهارية التي يمكنكم القيام بها.
أطلق عليه اسم «الساحل ذو الجمال الإلهي»
بفضل الجمال الطبيعي النادر والمناظر الطبيعية الخلابة لساحل أمالفي، فلطالما عرف عنه أنه من أكثر الوجهات جذباً لأثرى أثرياء العالم. وبفضل جماله المذهل لقب «بالساحل ذي الجمال الإلهي» أو Divina costiera، وقد سميت المنطقة على اسم مدينة أمالفي، التي كانت على مدار تاريخها الطويل نقطة جذب للأوروبيين من الطبقة العليا منذ القرن 18، ووجهة شهيرة تحتل رأس قائمة الجولات السياحية في الجنوب الإيطالي. واليوم، يجذب ساحل أمالفي السياح الدوليين من جميع الدول والطبقات الاجتماعية، كما تم إدراجه كموقع للتراث العالمي في اليونسكو منذ عام 1997.
جولة في «مغارة كابري الزرقاء» بالقارب
يعتبر «الكهف الأزرق» أو«المغارة الزرقاء» هو المكان الأكثر شهرة وجذباً في جزيرة كابري الواقعة قبالة ساحل أمالفي، لهذا ننصحكم ببدء هذه الجولة البحرية في الصباح الباكر لتجنب الازدحام والانتظار طويلاً في القارب عند مدخل الكهف. وبعد انتهائكم من مشاهدة الكهف من الداخل، يمكنكم الاستمتاع بجولة بحرية حول الجزيرة والتوقف للسباحة والاستكشاف.
يعود تاريخ تلك المغارة إلى العصر الروماني حينما استخدمها الإمبراطور «تيبيريوس» كمسبح شخصي له. وكان «تيبيريوس» قد انتقل من العاصمة الرومانية إلى جزيرة كابري عام 27 بعد الميلاد، ووقع في حب تلك المغارة حتى أنه أمر بتزيينها بالعديد من التماثيل الرخامية وبناء عدة أماكن للاستراحة من السباحة حول جدران الكهف. ويرجع السبب في اللون الأزرق المتلألئ للمياه داخل الكهف إلى ضوء الشمس الذي يتسلل إلى المغارة من خلال فتحة طبيعية موجودة تحت الماء.
اكتشاف جزيرة كابري والتجول فيها
تستغرق الرحلة البحرية من أمالفي إلى كابري نحو الساعة، ستشاهد خلالها إطلالات ومناظر طبيعية ليس لها مثيل، وكذلك قصور الأغنياء التي ترصع كل من ساحل أمالفي وساحل جزيرة كابري. وعند وصولك إلى الجزيرة، ننصحك بالتجول فيها سيراً على الأقدام لاكتشاف شوارعها وطرقاتها الجميلة المرصوفة بالحجارة. بعد ذلك يمكنك الصعود بالتليفريك إلى قمة جبل «سولارو»، وهي أعلى نقطة في كابري، للاستمتاع بمشاهدة الجزيرة بأكملها من أعلى. عليكم أيضاً زيارة حدائق «أوغسطس» رائعة الجمال والتي توفر لكم عدة مناطق لمشاهدة جمال الجزيرة والساحل. ولا تفوتوا زيارة فيلا «سان ميشيل»، التي كانت السكن الخاص بطبيب سويدي جاء إلى كابري في أواخر القرن التاسع عشر، وببساطة لم يستطع مغادرتها، وقد تحولت اليوم إلى متحف يضم العديد من التحف والقطع الأثرية.
زيارة مدينة أمالفي وقريتي بوزيتانو ورافيللو
يمكنك اكتشاف جمال مدن وقرى ساحل أمالفي المذهل في يوم واحد من خلال إحدى الرحلات اليومية التي تنظمها شركات السياحة وتنطلق لزيارة عدة أماكن مختلفة على طول الطرق الساحلية المذهلة.
خلال هذه الرحلة التي لن تنساها، ننصحك بالتوقف لزيارة القرى الثلاث الأكثر شعبية وجمالاً في المنطقة، وهي «بوسيتانو» و«أمالفي» و«رافيللو». خذ وقتك بالتجول في كل مدينة واكتشاف شوارعها الضيقة والتسوق وشراء بعض المشغولات اليدوية الفريدة.
وتعتبر «بوسيتانو» وجهة سياحية خلابة ذات واجهة شاطئية رائعة الجمال وشوارع عتيقة وطرقات ضيقة شديدة الانحدار تصطف على جانبيها المتاجر الصغيرة والمقاهي. بعد أن تنتهي من التنزه في المكان، يمكنك الاسترخاء بينما تتناول عشاء رومانسياً تحت أشجار الليمون التي تشتهر بها المنطقة مع إطلالات رائعة على المياه. تلك هي أجواء السحر الفريدة التي جعلت «بوسيتانو» واحدة من أفضل الوجهات السياحية في جميع أنحاء إيطاليا.
«شرفة أمالفي» كنز الثقافة
أما قرية رافيللو"، فهي واحدة من أكثر القرى هدوءاً على طول ساحل أمالفي، أطلق عليها الإيطاليون لقب «شرفة ساحل أمالفي»، لأنها تقع على حافة صخرية هائلة الحجم على ارتفاع 350 متراً فوق البحر الأبيض المتوسط، ولهذا تحظى بإطلالات ليس لها مثيل على ساحل أمالفي بأكمله، كما يعتبرها الكثيرون كنزاً دفيناً للفن والثقافة. وعلى عكس غالبية المدن المطلة على الساحل، فقرية «رافيللو» لا تقع مباشرة على البحر، وإنما تبعد قليلاً عن شاطئ البحر المزدحم، ولهذا فهي أقل ازدحاماً من «بوسيتانو» أو «أمالفي»، خاصة في المساء عندما يغادر معظم السياح ومتنزهو النهار وتكون الشوارع خالية لمحبي الهدوء والاستجمام.
ولطالما عرفت «رافيللو» أيضاً، باسم «مدينة الموسيقى»، لأنها كانت ملاذاً مفضلاً للفنانين والمثقفين الذين يبحثون عن الإلهام بعيداً عن صخب الساحل، لهذا لا تفوتوا زيارتها.