يعّد شهر العسل مرحلة مهمة لاكتشاف الطرف الآخر والتواصل معه.. فكيف نخطط لهذا الشهر وكيف نملك قلب شريك حياتنا في شهر العسل؟ وما السلوكيات لإرساء دعائم الاستقرار الزوجي بعيداً عن التوتر؟
تزودنا شيخة بن حريز الفلاسي، مستشارة أسرية وتربوية ومدربة تحرير مشاعر وصدمات، بأبرز قواعد التخطيط لشهر عسل ناجح حافل بمشاعر الحب والتفاهم، وتوجهنا إلى تفادي المطبات التي تعكّر البدايات.
تؤكد الفلاسي، أن شهر العسل يعّد بمثابة الراحة التي تشتد الحاجة إليها بعد أشهر من الإعداد للزفاف، وهو بالنسبة لكثير من الأزواج رحلة العمر.. أول رحلة لكما معاً ومهمة التخطيط له قد تكون مجهدة.
شهر عسل بعيداً عن التوتر
تبيّن لنا الفلاسي قواعد لقضاء شهر عسل بلا توتر:
- البدء في التخطيط في وقت مبكّر للحصول على أفضل الأسعار ولتجنب أي مشكلات في الحجز أو السفر، مع مرونة في الاختيارات وإيجاد بدائل.
- العمل معاً لكي لا تكون الرحلة «مفصلّة» تبعاً لرغبات أحد الطرفين أكثر من الثاني.
- طلب نصيحة الأصدقاء الذين عاشوا التجربة، مع مراعاة ما يناسبكما.
- عدم البحث على الإنترنت فقط؛ بل الاعتماد على وكيل سفر.
كيف تملك قلب وعقل شريكك في شهر العسل؟
في شهر العسل، يمكنك تملك قلب وعقل شريكك «إذا عقدت النية والعزم على إسعاد شريك حياتك وعلى فعل وقول كل ما يسعده والابتعاد عمّا يزعجه ويكدّر صفو حياتكما معاً»..
وهنا لا بد من:
- ظهور الوجه الحقيقي للزوجين وعدم اللجوء إلى الأقنعة.
- أن تكون فترة شهر العسل فترة إشباع عاطفي وروحي أكثر من أنها إشباع جنسي لأن العاطفة هي مفتاح الزوجة ولابد من احتوائها والاهتمام الزائد بها ومنحها الأمان.
- اكتشاف بعضكما بعضاً عن طريق الفسح والتنزه لكون الخروج يحدث حالة من البهجة والسعادة، ولكي لا يتسرب الملل إلى العلاقة من أول أسبوع.
- الابتعاد عن التوتر والمشاحنات، تلك الفترة تظل خالدة في الذاكرة إلى آخر العمر وتبنى عليها باقي أيام الزواج، فاجعلوها مميزة ولا تُنسى.
- تعلم فن التغافل والتغاضي والتجاوز وعدم تعكير صفو العلاقة على أتفه الأشياء.
- عدم ذكر أي مواقف سلبية من يوم الزفاف والعيش في الماضي ومحاولة الاستمتاع بكل اللحظات.
- تخصيص هذا الوقت لشريكك فقط وعدم الانشغال عنه.
العلاقة الحميمة في شهر العسل
العلاقة الحميمة هي أحد أنواع التواصل في شهر العسل لإرساء علاقة رومانسية مستدامة، تقول الفلاسي «العلاقة الحميمة هي من أهم الوسائل لتقوية دعائم الحب بين الزوجين وما سيحدث في تلك الفترة المسماة بشهر العسل سيستمر إلى الأبد. فلابد من البدء بالعاطفة والتهيؤ بشكل كافٍ وإعطاء الوقت لاستكشاف بعضكما بعضاً عن طريق سؤال الشريك عن تفضيلاته الحميمية، مع عدم توقع الكثير لأن الواقع مختلف ولكل تجربته الخاصة والمختلفة».
اعتزال الـ«سوشيال ميديا» والتنزه معاً
وفي هذا السياق، تنصح المستشارة الأسرية بالسفر بشدّة وبمشاركة بعض الأنشطة معاً:
- السفر يولّد أجواء من السعادة ويحسّن الحالة النفسية والمزاجية للزوجين ويساعد على إرساء ذكريات جميلة.
- التنوع وكثرة الفسح مطلوب في هذه الفترة حتى لا يشعر الطرفان بالملل من بعضهما.
- هذه الفترة مخصصة لشريك الحياة فاستغلها بالتعرف إليه جيداً وعلى شخصيته الحقيقية وأعطه كل وقتك ولا تنشغل عنه بالـ«سوشيال ميديا».
استثمار فوائد شهر العسل
كيف يمكن استثمار فوائد شهر العسل لإرساء دعائم الاستقرار للحياة الزوجية وعيش شهر عسل مستمر رغم بعض الاختلافات أو الخلافات ؟
تركز الفلاسي على نقاط، أبرزها:
- تخصيص وقت لشريك الحياة: يتحدث كل طرف عن همومه والمشكلات اليومية في الدوام واستذكار أيام الخطوبة والذكريات السعيدة.
- تقديم الدعم المطلق والحب غير المشروط: من شأنه تقوية العلاقة وجعلها علاقة صداقة أيضاً وليس أجمل من أن يكون الزوجان صديقين.
- تطوير بعضهما: يجب أن يعمل الطرفان على دعم وتطوير بعضهما وهذه أحد مرتكزات العلاقة الصحية، مما يساعد على نجاح بعضهما معاً وعلى تقوية العلاقة الزوجية.
نصائح خاصة للمرأة وللرجل في شهر العسل
من المهم أن يتصرف الزوجان بحقيقتهما في شهر العسل، تقول مدربة تحرير المشاعر والصدمات «لا بد من إزالة الأقنعة. فالعديد من الأزواج يرتدون قناعاً مزيفاً ينتهي بانتهاء أول شهر من الزواج. فلا بد من إزالة الأقنعة والتعامل بعفوية وتلقائية».
وبما أن المرأة هي دعامة الاستقرار الزوجي، فيتوجب عليها:
- معرفة شخصية الزوج: من أهم النقاط لاستقرار الحياة الزوجية، لأن الرجل دائماً لا يكشف شخصيته ويريد أن تكتشف زوجته بمفردها، ما الذي يسعده وما الذي يتعسه، وبالتالي مفتاح الزوج يكون دائماً في إعطائه مساحته الشخصية وعدم التضييق عليه واحترام الزوجة له.
أما الرجل، فالمطلوب منه:
- الاهتمام بأحاسيس ومشاعر زوجته، والتي سوف تكون بطبيعة الحال شريكة حياته وأماً لأبنائه.
- إغداق الحب على زوجته كونه أكثر ما تتنظره الزوجة من زوجها.
- الاحترام المتبادل وإشعارها بقيمتها ومعرفة مفاتيح زوجته والتحدث معها بصراحة عن توقعاتها ورغباتها.
- تقديم الهدايا والورود وكل ما من شأنه إشعارها بالسعادة والفرح.