18 سبتمبر 2021

لا تستسلموا للملل الزوجي.. 4 نصائح لاستعادة الرومانسية

محررة متعاونة

لا تستسلموا للملل الزوجي.. 4 نصائح لاستعادة الرومانسية

خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون أن الرومانسية عندما تغيب تبدأ المشاكل الزوجية، فتظهر واحدة تلو الأخرى وربما قد تؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية، ويقولون إن الرومانسية من الأمور التي لها مفعول السحر على العلاقة بين الزوجين لأنها تمس المشاعر والوجدان وترتبط بالحب بين الزوجين ووجودها في العلاقة الزوجية يجددها ويزيد من احتمالات النجاح ويبعد عنها الفشل.

طرحت «كل الأسرة» هذا الموضوع على أساتذة الطب النفسي وخبراء العلاقات الزوجية والأسرية وسألتهم: كيف يمكن للزوجين تعزيز الرومانسية بينهما؟

1- الاهتمام بالعلاقة الحميمية وعدم التعامل معها أنها تأدية واجب


"Gone with the Wind"

بداية تؤكد الدكتورة نوران فؤاد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية والزوجية، أن من أكثر الشكاوى التي تواجه الزوجين بعد مرور فترة وجيزة من الزواج هي غياب الرومانسية بالتدريج خاصة من قبل الزوج، مما يضع الزوجة في معاناة جدية بخلاف المسؤوليات الملقاة عليها فتجد نفسها تتعامل مع زوج لا يعبر عن مشاعره ويتجاهل كل لمساتها الرومانسية وترى أنه لا وقت لها وسط مشاغل الحياة وهمومها.

وتقول «شعور الزوج بأن كلمات الحب واللفتات البسيطة كلمسة اليد هي «شغل مراهقين» هو شعور خاطئ بل هو بداية برود وجفاف العلاقة بين الزوجين، ودائماً ما أحذر الأزواج والزوجات الجدد من عدم إغفال وتناسي سحر هذه الكلمات واللمسات فهي التي تقوي الترابط بينهما وتجعل كلاهما يحفظ للآخر رصيداً يظهر عند الخلافات والمشاكل مما يساعد على تجاوز هذه الأزمات وبالتأكيد سيجعل كل زوج مكتفياً بشريك حياته ولا يشعر بأن هناك جانباً يحتاج للتعويض».

لكن استشارية العلاقات الزوجية ترى أن الزوجة التي تشكو من غياب الرومانسية لدى زوجها عليها أن تبادر هي وتحاول مراراً وتكراراً لإنجاح الزواج واستعادة الرومانسية الغائبة، وتنصحها «لا تجعلي الحياة تلهيكما عن العلاقة بينكما، وإذا وجدت لسبب ما أبواب زوجك مغلقة بسبب المسؤوليات وضغوط الحياة أو أي سبب لا تيأسي فتكرار الطرق على الباب سيفتحه وعندما يفتح الباب ستكون السعادة لكما أنتما الاثنان وليس لأحدكما دون الآخر».

وتشير الدكتورة نوران فؤاد إلى أن إصلاح العلاقة بين الزوجين يبدأ من إصلاح العلاقة الحميمية وعدم التعامل معها سواء من قبل الزوج أو الزوجة على أنها تأدية واجب ومهمة يتم تنفيذها فقط بدون أي لمسات رومانسية، إذ هنا تكون بداية المشكلة لأن هذه التصرفات تتسبب في عدم الشعور بالرضا كما يصل إحساس تأدية الواجب للشريك فيجرحه ويؤدي لحالة من الحزن ثم الجفاء لديه.

2- تبادل الرسائل الغرامية


"The Lake house "

ويتفق معها الدكتور عبد المجيد عويس، استشاري العلاقات الزوجية والأسرية وتعديل السلوك بالقاهرة، في أن اللفتات الرومانسية من الأساليب الرائعة التي تقوي أواصر العلاقة الزوجية لكن استمرار الرومانسية من أهم ما يجدد الحب بين الزوجين، وكما يقول المثل العالمي «الألفة القوية بين الزوجين مثل النافذة التي يدخل منها هواء منعش في جو حار» وبدون الألفة يكون كل شيء مملاً في الحياة الزوجية.

ويرى الدكتور عبد المجيد عويس أن هذه الشكوى بالفعل تخص النساء أكثر لأن الرجال منهم من تأخذه هموم وضغوط الحياة بعيداً عن جو الرومانسية ومنهم من يعتبر أن الرومانسية من وظائف النساء رغم أن الزوج هو الأقدر على القيام بوصل رابط الألفة لأن الرجل هو الذي يستطيع أن يوجدها حين تحتاجها المرأة، أما المرأة فتكون أحياناً كالطفل بانتظار مفاجأة سارة من زوجها، فلا تبخل عليها بوقتك وكلماتك الرقيقة وكثير من الزوجات يشتكين من أن أزواجهن لا يملكون وقتاً كافياً لقضائه معهن ويشعرن بالوحدة بالرغم من كونهن زوجات لهن شركاء في الحياة.

ويلفت استشاري العلاقات الزوجية إلى أهمية الرسائل الغرامية في العلاقة الزوجية، ويبين «تخيلوا رد فعل الزوج أو الزوجة عند تلقي رسالة غرامية على هاتفه المحمول في منتصف يوم عمل مرهق ومتعب.. هذا الأمر له مفعول السحر على القلب والمشاعر خاصة تلك الرسائل التي تأتي مفاجئة دون توقعها وتكون بمثابة وسيلة سهلة وسريعة للتواصل مع الآخر أثناء الانشغال والانخراط في أنشطة أخرى، كما أنها تستخدم كأداة للحفاظ على متانة العلاقة الزوجية سواء بالبقاء على اتصال أو في التعبير عن المشاعر».

3- الاهتمام بتبادل عبارات الغزل والكلام المعسول

via GIPHY

ومن جانبه يؤكد الدكتور علاء رجب، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية والخبير النفسي بالقاهرة، أن الرومانسية ليست مضيعة للوقت وليست شيئاً كمالياً يمكن الاستغناء عنه في الحياة الزوجية لأن إظهار بعض الرومانسية له أثر كبير في إثراء الحب بينهما، «يجب على الزوجين الاهتمام بالرومانسية لمواجهة الملل الذي قد يصيب العلاقة الزوجية. والزوجة عليها مسؤولية كبيرة في الحفاظ على الرومانسية مع زوجها بأن تجعل أوقاتها مع زوجها كلها حب وانسجام وهدوء واستقرار ولا تصدر له المشاكل والأزمات بمجرد دخوله إلى البيت وألا تعكر عليه لحظات الصفاء سواء بمناقشة القضايا الخلافية أو ابتزازه للحصول منه على شيء تريده».

ويضيف «الرومانسية حالة جميلة تفتقدها أغلب الزيجات وهو الأمر الذي يجعل الاستسلام للملل الزوجي والشعور بالرتابة أمراً وارداً. واللحظات الرومانسية هي الوقود الذي يسير به مركب الزواج لفترة إضافية ويجدد علاقة الزوجين ويعيد الترابط بينهما بعد أن تسبب مشاكل ومسؤوليات الحياة في إفساده».

ويشير استشاري العلاقات الزوجية إلى أنه بعد الزواج يفترض الكثير من الأشخاص وخصوصاً الزوجات أن الزوج هو المجبر على الحفاظ على هذه الرومانسية وأنه الذي يجب أن يبادر وأنه يجب أنه يكون قادر على الاهتمام بكل تفاصيل حياة زوجته وكل شيء يمكنه أن يجلب لها السعادة، ولكن في الحقيقة إن اعتماد الزوجة على الزوج في أن يبادر خطأ كبير وانتظار لحظات السعادة من الآخر أمر مرفوض بل يجب أن تبادر هي، ما المشكلة في ذلك؟!

ويقول «إن وضع الزوج في هذه الظروف يولد عليه الكثير من الضغط الذي يصيبه بالتوتر، فالغزل والكلام المعسول وكلمات الحب ليست مطلباً نسائياً فقط وليست حكراً على النساء فالرجال أيضاً يحبون ذلك، لذا على الزوجين الاهتمام بتبادل عبارات الغزل والكلام المعسول، وبالتالي فيفترض من كل زوج أن يعتمد على نفسه قدر الإمكان ويحاول أن يصنع السعادة لنفسه وللآخر وإن لم يستجب الآخر، عليه أن يحاول مرات عديدة».

4- استرجاع الذكريات واللحظات الحلوة

via GIPHY

أما الدكتورة أسماء مراد الفخراني، استشاري العلاقات الزوجية ومدربة الأنوثة والاتيكيت في مصر، فترى أن تبادل الهدايا بين الزوجين له أثر جميل فيهما وفي علاقتهما ببعضهما البعض وبخاصة عندما تكون مصحوبة بمفاجآت رومانسية حالمة، كما أن التعبير عن المشاعر بشكل مستمر له دور كبير في تعزيز الرومانسية بين الزوجين، فلا يوجد أجمل من تعبير الزوج أو الزوجة لبعضهما البعض عن مشاعرهما في جو رومانسي جميل بعيد عن ضجة المسؤوليات وصوت الأبناء.

وتضيف «يجب على الزوجين الحرص على استرجاع الذكريات واللحظات الحلوة فيما بينهما لأن هذا الأمر من الأفعال المهمة التي تعزز الرومانسية، ويمكن استغلال الأماكن التي جمعتهما ولهما فيها ذكريات حلوة، ففي أيام الخطبة تكون هناك مداعبات لطيفة بين الشاب والفتاة ويتبادلان معاً عبارات الشوق واللهفة والإعجاب، ولكن بمرور الزمن ومع زيادة المشاغل ومسؤوليات الحياة اليومية تقل عبارات الغزل وأساليب المداعبة بين الزوج وزوجته. وكذلك تبادل الزهور من الأمور التي تغذي الحب والرومانسية بين الزوجين ويجب أن يستغل الزوجان سحر الزهور للتعبير عن المشاعر خاصة في المناسبات الخاصة، فباقة زهور مع كلمة «أحبك» قادرة على إذابة أي خلافات وجعل المياه تعود إلى مجاريها».

وتنصح مدربة الأنوثة الزوجة بالاهتمام بمظهرها وارتداء الملابس الجميلة والرقيقة والجذابة داخل البيت وتعطير نفسها وأن تستخدم العطور والشموع لإضفاء جو من الرومانسية على العلاقة، ففي بداية العلاقة تكون الزوجة مهتمة بنفسها اهتماماً خاصاً وعندما يدخل البيت يراها في أحسن صورة، إلا أنه بمرور الزمن تقل الرغبة في إدخال البهجة على نفس الطرف الآخر، وربما يكون ذلك لكثرة المشاغل ومتطلبات الأطفال وزيادة المسؤوليات. وأحيانا يكون الابتعاد قليلاً مطلوباً لإشعال اللهفة وزيادة المحبة.

وفي المقابل، على الزوج أن يداعب زوجته ويلاعبها ويبادلها عبارات الحب والإعجاب.يبدأ الزوجان حياتهما معاً بالتفاهم والرقي في التعامل ومشاعر الرومانسية الفياضة، ويشعران في أيام الخطبة وبداية الزواج أنهما سيعيشان معاً أفضل حياة على الإطلاق وأنهما شريكان في غاية المثالية، بل ويرسم كل واحد منهما صورة كاملة الأوصاف والملامح لمستقبل حياتهما الزوجية معاً بين المشاعر الفياضة والمجاملات المتلاحقة. لكن سرعان ما يندمج الزوجان في تفاصيل الحياة اليومية ومسؤوليات ومتطلبات الأسرة والعمل ويقع الكثيرون في مشكلة حدوث فجوة ما بعد الزواج وتتوالى شكاوى الزوجات والأزواج أيضاً من غياب الرومانسية وفقدان الحب الجارف وحدوث إهمال للمشاعر والاهتمام المتبادل.

اقرأ أيضًا: من المسؤول عن "التعاسة الزوجية" الزوج أم الزوجة؟