المهندس المعماري حسن رجب: أدوات الذكاء الاصطناعي قادمة لخلق فرص واعدة و قد تهدد مسيرات الفنانين المهنية
لفت المهندس المعماري المصري حسن رجب الأنظار إليه حاصداً إعجاب مئات الآلاف من المتابعين على السوشيال ميديا، بفضل تصاميمه المبتكرة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي «Midjourney»، والتي تعكس رغبته الجامحة في اقتحام كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا التصميمية.
بدأت رحلته من مصر إلى أن استقر في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمس سنوات، عمل من خلالها بالعديد من المجالات التصميمية، منها العمارة، التصميم المتحفي، تصميم الأثاث والمنتجات، إضافة إلى التصميم الرقمي والإنشاء المعماري.. كان لنا هذا الحوار معه لنتعرف أكثر إلى شخصيته وأعماله:
ما أكثر التحديات التي واجهتك وكيف تعاملت معها في مجال عملك؟
دائماً ما يوجد تحديات خصوصاً في المجالات الإبداعية، ربما كان أصعب التحديات التي مرت بي حتى الآن انتقالي للعمل بالمجال الإنشائي باستخدام العمارة الرقمية عندما انتقلت إلى هنا. التغيير دائماً ما يكون صعباً خصوصاً عندما يكون تغييراً شاملاً من حيث المجال والمكان واللغة، وحتى الوحدات الهندسية مختلفة هنا. لكني أعتقد أن الإنسان دائماً باستطاعته التغلب على التحديات بالصبر والعمل الدؤوب.
كيف طورت نفسك في مجال المعمار والتصميم؟
أحب دائماً التطلع لما هو جديد خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والفلسفة التصميمية، في رأيي دوام الاطلاع والتعلم المستمر هما من أساسيات العصر الحالي في كل المجالات.
بين تصميم الأثاث، المنسوجات والمعارض.. أيها الأقرب إليك؟
أجد كثيراً من البهجة في تصميم الأثاث والأعمال الفنية.
علاقة الفن بالعمارة علاقة قوية و لكنها تتدهور في العصر الحال
ما العلاقة بين الفن والمعمار في رأيك؟
علاقة وطيدة حيث إن العمارة بالأثاث منتج بصري. لكن في رأيي أن تلك العلاقة في تدهور مستمر نتيجة للعديد من العوامل السياسية والاقتصادية والمجتمعية التي تحتم على المصمم التركيز على العديد من الأمور وبالتالي لا تضع الجزء الفني الأولوية التي اعتدنا عليها في الطرز المعمارية التاريخية.
نرى إبداعاتك على حسابك بالانستغرام بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، كيف بدأت وما الذي أثار اهتمامك بتلك التقنية؟
أحب أن أطلع على كل ما هو جديد في المجالات الفنية، فكنت حريصاً على تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي عندما طرحت للتجربة السنة الماضية. أعتقد أن تلك الأدوات تبلغ من القوة ما قد يلفت انتباه كل العاملين والمهتمين بالمجالات الإبداعية. شخصياً أرى تلك الأدوات سوف تشكل جزءاً أساسياً من العملية الإبداعية في السنوات القادمة.
كيف تشرح لشخص مبتدئ مهتم بالهندسية المعمارية عن «الذكاء الاصطناعي»؟
بشكل عام أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة حالياً تسمح فقط لإنتاج صور أو صور متحركة باستخدام وصف كتابي. ليست هناك حدود لإمكانية إخراج تلك الصور ولكن تلك الأدوات غير قادرة على إنتاج منتج ثلاثي الأبعاد حالياً (هناك العديد من التجارب في الجامعات في أوروبا وأمريكا لإنتاج أدوات ذكاء اصطناعي تساعد على التصميم المعماري لكن تلك الأدوات معقدة وغير متاحة للاستخدام العام).
قبل البدء في التصميم هل يكون لديك رؤية كاملة عما تريده، أم تفاجأ بالنتائج أحياناً؟
دائماً ما يكون لدي تصور عام عما أريد أن أنتجه (بصرف النظر عن الأدوات المستخدمة) لكن دائماً تلك الصورة تتضح وتختلف في خلال عملية التصميم أو الفنية. هناك المقولة الشهيرة (العملية الإبداعية دائماً ما تكون أكثر إثارة من المنتج الأخير). أرى تلك المقولة على شيء كبير من الصواب. دائماً أفقد الشغف عند الانتهاء من عمل معين ويحتم علي أن أبدأ في شيء جديد حتى أستعيده.
إلى أي درجة يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير التصميم المعماري على أرض الواقع؟
في الوقت الحالي يوجد فراغ كبير بين الذكاء الاصطناعي والعمارة. حالياً يقتصر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمارة في المراحل الأولية (التصور البصري العام) لكني أعتقد بأن ذلك سيتغير مع الوقت لكن ببطء على نقيض تطور تلك الأدوات في مجالات الفن البصري.
هل هناك سلبيات لتلك التقنية؟
هناك العديد من السلبيات في استخدام تلك الأدوات، منها انحياز تلك الأدوات لإنتاج صور ذات طبيعة معينة وعدم قدرتها على إنتاج تفاصيل من طرز معمارية غير غربية بنفس الجودة. وأيضاً صعوبة استخدام تلك الأدوات في العملية التصميمية إذا تعدى الأمر حدود إنتاج صور ثنائية الأبعاد.
الذكاء اللصطناعي قد يمثل تهديد لمسيرة الفنانين المهنية
يتخوف البعض من أنه سيأتي الوقت الذي سيحل الذكاء الاصطناعي محل المصممين والفنانين ما رأيك؟
لا أحد يستطيع الجزم بما سيحدث في المستقبل، لكن في رأيي الأمر يشبه ما حدث وقت اكتشاف التصوير في القرن التاسع عشر أو وقت الثورة الصناعية، حيث إنه دائماً توجد تخوفات مشابهة عند حدوث أي تطور تقني. أعتقد أنه سوف يتم الاعتماد على تلك الأدوات بشكل كبير في العمليات الإبداعية، مما قد يتسبب في عدم قدرة العديد من الفنانين على المواكبة وبالتالي تضع خطراً كبيراً على مسيرتهم المهنية، لكن في الوقت ذاته أرى تلك الأدوات قادرة على خلق العديد من الفرص للعديد من الناس. في المجمل أرى أن الخطر يزداد بازدياد الجهل بتطورات العصر والعزوف عن مواكبة ما هو جديد بالعالم.
من الشخصية التي تعتبرها أيقونة في عالم التصميم ولماذا؟
شخصياً أحب كثيراً أنطوني جاودي وحسن فتحي للعديد من الأسباب؛ ربما أهمها الجرأة في تبني معتقداتهما والدفع بها للواقع.
ما أهم المشاريع التي قمت أو تقوم بها حالياً وتعتبرها تحولاً في مسيرتك أو تحدياً؟
أعتبر كل المشاريع التي قمت بها تحولاً مهنياً وتحدياً كبيراً في نفس الوقت حيث إني دائماً أميل لتجربة أشياء جديدة. حالياً أنا في مرحلة الإعداد لجهتي المعمارية والفنية الخاصة. أعتقد أن ذلك سيكون أكبر تحدٍ أواجهه حتى الآن، وربما أمتعها أيضاً.
ما هي النصيحة التي توجهها لأي مصمم بشكل عام في الهندسة المعمارية؟
عدم التوقف عن التعلم واتباع شغفه الشخصي مهما كانت الظروف. والصبر طبعاً.
كيف ترى مستقبل Midjourney؟
أعتقد أننا مازلنا في بداية تبني تلك الأدوات والتكنولوجيا الجديدة، ولكني بالتأكيد متشوق لاكتشاف ما سيزيح عنه ستار المستقبل.
دائماً توجد تخوفات مشابهة عند حدوث أي تطور تقني
أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة حالياً تسمح فقط لإنتاج صور أو صور متحركة باستخدام وصف كتابي