ميناء جبيل حيث مهرجان الفلوكا
تشير تقارير حجوزات رحلات الطيران إلى بيروت وحجوزات الفنادق إلى أن صيف لبنان 2023 سيكون واعداً على المستوى السياحي، ويبدو المعنيون بالسياحة والثقافة والفن على أهبة الاستعداد التام لإرضاء أذواق المغتربين والسياح والوافدين من خلال تنظيم المهرجانات الفنية والثقافية التي تستقطب لإحيائها نجوماً من لبنان والعالم، إذ سارع القيمون على مهرجانات بيت الدين وبعلبك وجبيل والبترون وجزين والقبيات، وهي الأكثر أهمية، إلى إطلاق حملاتهم الترويجية وأجندة مواعيدهم.
مهرجانات بعلبك تضيئ صيف لبنان
وتتنوع عروض مهرجانات بعلبك الدولية هذه السنة، من الباليه والرقص المعاصر إلى العزف على التشيللو، مروراً بالموسيقى الصوفية والفلامنكو والأغنيات اللبنانية إلى جنسيات الفنانين المشاركين. ويتضمن برنامج المهرجانات خمس حفلات تقام ما بين 1 و16 يوليو المقبل في «مدينة الشمس» ومعابدها الأثرية. ففي الأول من يوليو تنظم لوحات رقص باليه ورقص معاصر مع نجم دار «لا سكالا» في ميلانو روبرتو بوليه، يرافقه راقصون وراقصات معروفون.
وفي الليلة التالية تطل فرقة الكندي الموسيقية الصوفية الحلبية التي انطلقت العام 1983، وترافق منشد الفرقة الشيخ حامد داود مجموعة موسيقيين ودراويش. وفي السابع منه تقام حفلة موسيقية بعنوان «الجذور في أيدينا» بالتشارك بين إسبانيا ولبنان، والعمل أنتج خصيصاً لمهرجانات بعلبك، ويضم راقصة فلامنكو والمغنية فابيان ضاهر وجوقة جامعة القديس يوسف، إضافة إلى موسيقيين من لبنان وإسبانيا. وفي 14 منه حفلة للمغني اللبناني ملحم زين وسيصدح في القلعة بأبرز أغنياته القديمة والجديدة.
ويختتم المهرجان بحفلة «فودو تشيللو»، حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الإفريقية إيماني يرافقها ثمانية عازفي تشيللو، وهو عرض «يجوب أوروبا ويحقق نجاحاً واسعاً»، وقالت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك، نايلة دي فريج، إن «أنشطة فنية جميلة سيشهدها هذا الصيف، من دون أن ننسى بالتأكيد المعاناة التي يمر بها بلدنا، فنحن من خلال متابعة رسالتنا نرفض الاستسلام للتشاؤم ونرغب في إنارة الضوء في النفق المظلم الذي يحيط بنا».
وشددت على أن مهرجانات بعلبك، التي أقيمت للمرة الأولى قبل أكثر من 65 عاماً، متمسكة بالحفاظ على الإرث الثقافي، «ونهدف دوماً لتسليط الضوء على بعلبك» مدينة الشمس «التي تظهر الرسومات المحفورة على جدران معابدها أن تاريخها يعود إلى أكثر من 9 آلاف عام وهي تضم قلعة بعلبك ومعابد جوبيتر وفينوس وباخوس وهي من روائع العالم القديم وأهم المعالم السياحية في لبنان».
ليلة من ليالي مهرجان بيت الدين
كما تعود مهرجانات بيت الدين الدولية إلى مسرحها الأثري العريق في قصر بيت الدين في العشرين من شهر يوليو في تظاهرة فنية ثقافية عابقة بالإبداع الفني والحضاري والثقافي بمشاركة نجوم محليين وعالميين.
ومن المقرر أن يطلق المهرجان هذه المرة المواهب اللبنانية والعربية الشابة التي تستحق أن تطل من على خشبة مسرح بيت الدين مع كل ما يمثله من رمزية تاريخية ومعنوية كبيرة.
وسيفتتح المهرجان في 20 يوليو مع الديفا فرح الديباني يرافقها المايسترو لبنان بعلبكي قائداً للأوركسترا، ببرنامج أعد خصيصاً لبيت الدين، يتضمن مجموعة من الألحان الكلاسيكية، إضافة إلى ألحان وأغاني لكبار نجوم العالم العربي من فيروز وأسمهان وداليدا.
وفي 22 يوليو لقاء عابر للثقافة بين موسيقى الفلامينكو والألحان الشرقية يضم القسم الأول منه عزفاً لفرقة شيسيللو الإسبانية والقسم الثاني مع الموسيقي وعازف الغيتار غي مانوكيان وفرقته الموسيقية. وفي 25 يوليو ليلة الجاز بامتياز، تجمع بين كبار ملحني الجاز في لبنان، القسم الأول تحييه الملحنة دونا خليفة مع مجموعتها الموسيقية، والقسم الثاني مع الملحن آرثر ساتيان وفرقته وهو أحد أهم موسيقيي الجاز وأكثرهم تأثيراً في المنطقة. وفي 27 يوليو ستطل المغنية وكاتبة الأغاني المرشحة لجائزة «غرامي»، ميساء قرعة، التي ستقدم مزيجا رائعا من موسيقى البوب والروك والموسيقى العربية والذي أعد خصيصاً لمهرجانات بيت الدين بقيادة الملحن وعازف الكمان الأردني يعرب سميرات، مع إطلالة مميزة للملحن اللبناني وعازف العود شربل روحانا.
أما في 2، 3 و5 أغسطس المقبل فستنطلق «شيكاغو بالعربي» وهي أول مسرحية موسيقية مرخصة من برودواي تقدم باللغة العربية، من تأليف وتصميم وإخراج المخرج المسرحي اللبناني الموهوب روي الخوري بمشاركة ممثلين بارزين: ميرفا قاضي، سينثيا كرم، فؤاد يمين، يمنى بو هدير، ماتيو الخضر، وإلياس كريستوفوريديس.
وقالت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط «إن أربعين عاماً مضت على إطلاق هذا المهرجان، وقد تجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات محققاً نجاحات كبيرة، واليوم نتكيف مع الأوضاع المستجدة التي فرضها الانهيار الاقتصادي في لبنان، ونعلن عن موسم 2023 كفعل إيمان، وتأكيداً على دور لبنان الثقافي والفني».
ويعتبر قصر بيت الدين من أهم آثار لبنان، وأروع وأجمل نماذج الفن المعماري العربي وقد تم بناؤه في أوائل القرن التاسع عشر، ليشكل مزيجاً رائعاً ومتناسقاً من بناء الحجر اللبناني في الخارج، ومن الفن الزخرفي الدمشقي في الداخل.
قلعة جبيل
من جهتها تتحضر بلدية جبيل لإقامة مهرجان الفلوكا في أيام 7 و8 و9 من شهر يوليو. ويمكن للزائر استكشاف معالم سياحية وأثرية ودينية متعددة في «مدينة الأبجدية» جبيل منها كنائس قديمة وجوامع أبرزها مسجد السلطان عبد المجيد، مضافاً إليها قلعة جبيل التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي وفيها معبد المسلات والمسرح الروماني والميناء وبيوت تراثية عتيقة رومانية.
مهرجان البترون
وبدورها مدينة البترون، لن تكون غائبة عن المشهد الصيفي، فمهرجانات البترون لهذا الصيف ستكون مميزة ومنوعة وستطال كافة المجالات، إذ سيقام حفلان موسيقيان تحييهما فرق موسيقية شهيرة أحدهما تحييه فرقة «أدونيس» في أول يوليو.
جورج خباز في البترون
وفي 22 و23 يوليو يقدم الفنان جورج خباز حفلاً بعنوان «جايي الأيام»، وتختتم المهرجانات بمهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية في 7 و8 و9 و10 سبتمبر.
كما سيكون اللبنانيون والمغتربون والسياح في مختلف المناطق على موعد مع مهرجانات وبرامج فنية كثيرة ومتنوعة في جزين والقبيات وبيروت تعيد البهجة إلى نفوسهم.