المهندس علي الديراني شغوف بعالم تصميم البيوت وديكوراتها لدرجة انه درس الهندسة الداخلية، ومن ثم تصميم الحدائق، والسينوغرافيا التي تعنى بديكور المسرح والسينما والفنون، لديه 32 سنة من الخبرة الميدانية مضافا اليها خبرة اكاديمية حيث انه صاحب شركة "لوكايشن اوف ديزاين" التي تعنى بالمشاريع الهندسية، ومدرّس جامعي في عدة جامعات.. في حوارنا معه ، يقول الديراني ان سر نجاحه هو عشقه لمهنته التي تطال البيوت منذ ان تكون خريطة وحبرا على ورق، حتى تصبح حقيقة على الأرض، ويسعده ان بصمته في القصور والبيوت والمطاعم والحدائق التي ينفذها وصلت الى افريقيا واميركا واستراليا ودبي وعمان.
ما هي الخطوة الاولى لإنشاء بيت جميل؟
بالنسبة لي الخطوة الاولى لإنشاء مسكن ان نعاين قطعة الارض ليتبين لنا الموقع الانسب فيها لبدء التخطيط، ثم نتخذ القرار بشأن الثقافة الهندسية التي يستهويها سكان البيت فهناك الستايل الشرقي والاوروبي والاميركي والاسباني والايطالي، وهناك البيت الارضي وبيت دولوكس من طابقين، والقصر، والفيلا، والعمارة وغيرها، ولكل منها مقترحات متعددة ورسومات متنوعة يتم الاتفاق بشأن تفاصيلها بدءا من البناء الخارجي والداخلي والحديقة وصولا الى الأثاث والمفروشات، ويفضل ان تكون ديكورات البيت مستوحاة من ذات الروحية.
ما هي الموضة الابرز اليوم في عالم الديكور؟
لا شك ان سمة عناصر التصميم العصري اليوم هي البساطة التي تتمظهر من خلال المواد الحديثة المستخدمة في البناء مثل "اريكو بوند" او "وود" او "البلك" او "الانترلوك" و"الغريس" وغيرها من بدائل الخرسانات وأخشاب السنديان ، ويمكن القول ان البساطة والرقي توأمان في التصاميم الحديثة، والاكثر رواجا هي التصاميم المودرن والالترا مودرن ، والكلاسيك والنيو كلاسيك وهي مزيج بين الاصالة والحداثة.
هل من الرائج اليوم ان يتم المزج بين اكثر من ستايل؟
بالتأكيد، وبرأيي يتحقق الابداع من خلال المزج المعرفي بين عدة اساليب تتماهى مع بعضها البعض في الديكور، وكذلك يمكن المزج بين عدة ثقافات عمرانية بطريقة ذكية، وهناك البيئة والمناخ والعادات التي تؤثر في البيوت، مثلا في القصور التي نفذتها في الخليج العربي لاحظت ميل الناس للحديقة المنظمة مع الاستغناء عن الشرفة، كذلك النوافذ ضيقة بسبب الحرارة العالية وكل بيت خليجي فيه ديوان لاستقبال الضيوف ويكون منفصلا عن باقي الغرف وعنوانه الراحة والاناقة.
وما هو الاحب لك في البيوت المستقلة ؟
احب "الانغليش ستايل" بطريقة منمنمة، استوحي منه لكن استثني الضخامة وأهذبها، وهو يعني 100 سنة للوراء و100 سنة للأمام، يعيش ويعمر ويبقى مواكبا للموضة، راقيا ومريحا ويجمع بين الفخامة والبساطة، وانصح بالاسلوب الانكليزي المعماري والديكور الداخلي العصري الذي يسمح بتنويع الاثاث في الموديلات والالوان والاقمشة الراقية.
ماذا تخبرنا عن الاثاث الديجتال؟
المفروشات الديجتال تلائم المقاهي والمطاعم والنوادي الثقافية، وكذلك يمكن اعتمادها في كافيتريا الجامعات الكبرى وهي تشمل الكراسي المضيئة والطاولات المزودة بشاشات رقمية ولا انصح بها في البيوت.
وما هو "الترند" في عالم المفروشات؟
المفروشات المطواعة هي "الترند" اليوم حيث ان القطعة الواحدة يمكن استخدامها لعدة اغراض، والكرسي يتحول الى درج مصغر، و "الصوفا بيد" الى سرير، وهناك طاولات مخفية الاجزاء وتتوسع حسب الطلب، ونحن امام قائمة طويلة من المفروشات الابداعية مستقبلا.
وما هو الديكور الابرز في الشقق السكنية؟
بسبب ضيق مساحات الشقق السكنية فالاضاءة القوية المدروسة في توزيعها اصبحت ركنا اساسيا في الديكور، وهناك المرايا التي توحي بإتساع المساحة وتكسر امتداد الجدار وتعطي لمسة جمالية، ولا شك انه يجب اعتماد الاثاث الراقي بأحجام صغيرة والوان محايدة.
وما هي الالوان التي تنصح بها عموما؟
من الرائج اعتماد الالوان الترابية المستلهمة من الطبيعة في الاثاث مثل الاخضر والازرق والبني بتدرجات الباستيل والتي اثبتت الدراسات العلمية انها مريحة للنفس والجسد، وانصح باعتماد البيج والغرايج والغراي كأساس ودمجها مع الوان الطبيعة، وفيما خص الوان الجدران والستائر والابواب فانني انصح باعتماد الوان محايدة تحقق توازنا مع الاثاث الملون، وانصح بتجنب الجدران الفاقعة الالوان في غرف النوم لانها تثير التوتر والقلق، والانسب هي الوان الابيض واللؤلؤ والكريستال في ثلاثة جدران جانبية مع تلوين جدار واحد خلف السرير لعمل لمسة خاصة.اما في غرفة الجلوس فمن المناسب ان تكون خلفية التلفاز بسيطة ولون الجدار محايد مع ديكور فاير الكتريك او مكتبة بسيطة والراحة اساس لفرش غرفة الجلوس.
اخيرا، ما هي نصيحتك للمقبلين على تأسيس منزل؟
انصح باعتماد خطة واضحة الملامح للصورة النهائية التي يريدونها، وعليهم ان يضعوا جدولا لعدم التضارب بين المهام الاساسية بحيث يتم الالتفات الى البنية التحتية اولا ثم تأتي مرحلة البياض والتشطيب والدهان الاساس والبلاط، ونصيحتي لكل الشباب المقبلين على تأسيس منزل عائلي والذين لا تكون امكانياتهم وفيرة ان يتطلعوا على المدى البعيد ولا يتهاونوا في التقسيم العمراني الداخلي الجيد للبيت حيث ان المفروشات يمكن تغييرها بسهولة اكثر من الجدران.