17 أغسطس 2023

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

محرر متعاون - مكتب القاهرة

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

تجذب محمية نبق في جنوب سيناء، في هذه الفترة من كل عام، آلافاً من السائحين الباحثين عن المتعة والهدوء في مصر، إذ تصنف باعتبارها واحدة من أهم المحميات الطبيعية في البلاد.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

تحفل محمية نبق بكل عوامل السحر والجمال، للباحثين عن الهدوء والاستجمام، بدءاً من مياهها الصافية، وما تضمه من بحيرات وخلجان تزينها أشجار المانغروف والأراك النادرة، إلى جانب ما تتميز به من هدوء طبيعي، يساعد على التأمل وممارسة العديد من الرياضات الروحية، والأخرى الخاصة بالألعاب المائية المختلفة.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

تمتد محمية نبق على مساحة تقترب من ستمئة كليو متر مربع، في المنطقة الواقعة على امتداد خليج العقبة، وصولاً إلى الجهة الشمالية لمدينة شرم الشيخ السياحية في جنوب سيناء، فتعطي المنتجع السياحي الأشهر في مصر قيمة جديدة، إذ تصنف المحمية، التي انضمت إلى قائمة المحميات الطبيعية في مصر في تسعينيات القرن الماضي، باعتبارها واحدة من أكبر وأهم هذه المحميات.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

تحيط غابات المانغروف بمحمية نبق من جميع الجهات، وتمتد إلى داخل المياه في مشهد ساحر يضفي تنوعاً فريداً على نظمها البيئية التي تجمع بين البيئة الصحراوية، بجبالها ووديانها، والبيئة المائية، الأمر الذي يجعلها ملاذاً للعديد من أنواع الحيوانات البرية وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة، بالإضافة إلى اللافقاريات.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

كما تسكن بعض قبائل البدو على حدود محمية نبق التي يحترف عدد كبير منهم مهنة الإرشاد السياحي ومعاونة الزائرين من السائحين، حيث تعد منطقة السفينة الغارقة «ماريا شرودر» واحدة من أشهر مناطق الجذب بالمحمية لهواة رياضة الغوص، وهي الرياضة التي تجذب كل عام العديد من الهواة، إذ تعد شواطئ المحمية هي الأكثر أمناً لممارسي الرياضات المائية المختلفة.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

يصنف المؤرخون المصريون المنطقة الواقعة على حدود محمية نبق، والتي يطلق عليها السكان المحليون اسم «الغرقانة» نسبة إلى السفينة الغارقة، باعتبارها إحدى أقدم قرى التجمعات البدوية في عموم سيناء، وقد عرفت المنطقة في نهايات القرن الثامن عشر، حسبما يقول نعوم بك شقير في كتابه العمدة «تاريخ سيناء الحديث وجغرافيتها» الصادر في عام 1898، بأنها كانت تعرف سابقاً باسم «قرية النبك»، نسبة إلى النباك وهي تلك التباب الرملية التي تعلوها النباتات، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم وتنتشر في المنطقة الواقعة عند نهاية وادي أم عدوي القريب، الذي يحد المحمية من ناحية الجنوب.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

ويعيش في تلك القرية البدوية الصغيرة تجمع بسيط من الأهالي، يشتغل معظمهم بمهنة الصيد، لذلك فهم دائمي التنقل بين منطقة الغرقانة وقرية خريزة التي تبعد عنها بنحو أحد عشر كيلو متراً من ناحية الغرب، إذ يفضل كثير منهم قضاء فصل الصيف في الغرقانة بسبب الطقس المعتدل، وقضاء فصل الشتاء في الخريزة، حتى يتمكن أطفالهم من تلقي تعليمهم الأساسي في مدارسها.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

تجذب منطقة البحيرة المسحورة في محمية نبق عشاق الطبيعة نظراً لنظامها البيئي الفريد، حيث تنمو على حواف البحيرة ما يقرب من 134 نوعاً من النباتات، من بينها 86 نوعاً على الأقل لا يوجد مثيل لها في العديد من الغابات المشابهة في العالم، وعلى رأسها نبات المانغروف الذي يعرف باسم نبات الشورى.

محمية نبق.. قرية الصيادين التاريخية وواحة الجمال المنسي في سيناء

ولا ينافس هذه المحمية البديعة جمالاً سوى محمية أبو جالوم القريبة، التي تتميز هي الأخرى بطوبوغرافية خاصة، حيث تقترب الجبال من الشواطئ على نحو فريد، وهو ما ساهم في وجود العديد من الكهوف، والتي تمتد لأعماق تصل إلى أكثر من مئة متر تحت الماء.

* تصوير: أحمد شاكر