شلالات وادي الريان
تضم محافظة الفيوم بمصر مجموعة من أشهر وأجمل الأماكن السياحية التي تجذب السياح والمصريين على حد سواء، مثل وادي الريان وقرية تونس السياحية وبحيرة قارون ومعبد «قصر قارون» المجاور لها، وهو معبد من العصر اليوناني الروماني لا علاقة له بقارون الذي تم ذكره في القرآن الكريم، وإنما اكتسب هذا المعبد اسمه من بحيرة قارون لاحقاً مع بداية العصر الإسلامي.
ولعل من أكثر الأماكن غرابة في الفيوم هي محمية «وادي الحيتان» التي صنفتها منظمة اليونسكو كموقع «تراث طبيعي عالمي» في عام 2005، وذلك لغرابة وتفرد الكشف الجيولوجي المذهل الذي تم في هذه المنطقة الصحراوية عام 1903 بواسطة العالم «بيد تل»، من خلال مسح جيولوجي في مصر.
اكتشفوا مع "كل الأسرة" بعض غرائب محمية «وادي الحيتان» بالفيوم:
كانت الصحراء بحراً قبل 40 مليون سنة
منطقة وادي الحيتان هي عبارة عن صحراء شاسعة، اكتشف بها علماء الجيولوجيا بقايا حفريات لحيتان كانت تعيش بهذه المنطقة قبل 40 مليون سنة! مما يعني أن هذه المنطقة كانت بحراً في الماضي البعيد. ومنذ إعلان اليونسكو لهذه المنطقة كموقع للتراث الطبيعي قبل 18 عاماً، زاد اهتمام مصر والقائمين على قطاع السياحة بمحمية وادي الحيتان حتى أصبحت من أهم مناطق الجذب السياحي في الفيوم.
بحيرة قارون
كيف تحول البحر إلى صحراء جرداء؟
وفقاً لموقع Independent Arabia، تحدث الأستاذ المساعد ومدير مركز الحفريات الفقارية بكلية العلوم في جامعة الوادي الجديد «جبيلي أبو الخير» حول هذا الموضوع قائلاً «إن الأرض تتأثر بعاملين مهمين لهما دور كبير في توزيع الكائنات الحية، وهما الحركة التكتونية مثل الزلازل وانفصال القارات ونشأة البحار، والعامل الآخر هو التغير المناخي. وفي العصر «الكريتاسي»- قبل 90 مليون سنة - تقدم البحر وغطى معظم الصحراء الغربية بمصر، ثم ظل يتراجع وصولاً إلى العصر «الأيوسيني» المتوسط - قبل 45 مليون سنة».
وأضاف أبو الخير موضحاً «كنتيجة لتراجع البحر، أصبحت منطقة الفيوم ممتدة على هيئة خلجان وهي بيئة ملائمة لظهور هائمات نباتية تمثل بداية للسلسلة الغذائية، فظهرت أسماك صغيرة ثم أسماك أكبر حتى وصلنا إلى الحيتان وأسماك القرش، وهذا ما حدث في هذه المنطقة التي تم رصد أكثر من 1000 حفرية حيتان فيها حتى الآن».
متحف جيولوجي مفتوح للمهتمين بالتاريخ الطبيعي
وفقاً للمعلومات الواردة على موقع الهيئة المصرية العامة للاستعلامات، تضم منطقة الحفريات التي تقع داخل محمية وادي الحيتان هياكل متحجرة عالية الجودة لحيتان بدائية كانت قد وصلت إلى المرحلة الأخيرة من التطور الفيزيائي، قبل أن تختفي أطرافها لكي تجعلها قادرة على العيش في المحيطات.
ونتيجة لجودة هذه الحفريات وأعدادها الكبيرة واكتمالها، سجلت منظمة اليونسكو الموقع كأول موقع تراث طبيعي مصري، وقالت عنه إنه يحتوي على أعداد كبيرة من الحفريات الفريدة لنوع منقرض من الحيتان التي عاشت في منطقة الصحراء الغربية بمصر منذ قرابة الـ 40 مليون عام، فضلا عن العديد من الأسماك الأخرى مثل أسماك القرش هائلة الحجم وأسماك عروس البحر وفصائل قديمة من الدرافيل والسلاحف والثعابين البحرية التي تعود إلى العصر الأيوسيني.
لهذه الأسباب يعتبر وادي الحيتان متحفاً مفتوحاً لا يوجد له مثيل في العالم بأكمله، حيث تمثل هذه المنطقة الصحراوية قاع أحد البحار القديمة التي امتلأت بشتى أنواع الحياة البحرية في هذه الحقبة من تاريخ كوكبنا.
حيوانات أخرى مهددة بالانقراض في وادي الحيتان
مع الأسف، هنالك العديد من الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض في وادي الحيتان والتي تعمل مصر على حمايتها ومنع صيدها مثل الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وثعلب الرمل، بالإضافة إلى بعض الطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر. كما تضم المنطقة مجموعة متنوعة من النباتات البرية النادرة مثل نبات الأتل والعاقول والغاب والبوص وأشجار المانغروف.
ولكل هذه الأسباب ننصحك بزيارة الفيوم - وتحديداً وادي الحيتان - عند زيارتك القادمة لمصر، كي تستمتع برؤية واحدة من أجمل بقاع الأرض، وتجربة التخييم في الصحراء بين التلال الرملية وتشكيلات الصخور الفريدة، ومشاهدة البحيرات والشلالات والاكتشافات الجيولوجية والبيئية الفريدة التي حتما ستبهرك.
