كي تضمن نجاح شركتك واستمرارها وسط المنافسات الكبيرة التي يشهدها سوق العمل، وبروز مهارات متعددة في بحر التغيّرات التقنية والمعرفية التي تواكب الحياة العصرية، لا بد من إحداث تغييرات تتماشى مع متطلبات الشركة الجديدة، تستغل فيها كل المهارات والكفاءات التي يملكها موظفوك، مع مراعاة الحفاظ على أولئك الذين يشكّلون ثروة معرفية، وقاعدة أساسية في الشركة، ومحاولة تنمية مهاراتهم وخبراتهم، بما يتناسب مع التغيّرات والتحديثات. وكذلك اختيار الموظفين الجدد من ذوي الكفاءات، بكل عناية ودقة. إلى جانب وضع جداول ولوائح تعنى بكل موظف، وتحديد التكليفات الموكلة إليه، كي لا يضيع في بحر من الفوضى والتشتت.
تحفيز وتشجيع الموظف
وفي ظل النقص في اليد العاملة وسط منافسة الذكاء الاصطناعي، صار من الأهمية بمكان، استثمار الموظفين، ودفعهم، وتشجيعهم، للنهوض بشركتك. ولا تنسَ أن فريق العمل لديك هو أثمن ما عندك، وهو القادر على دفع عجلة التطور، والإسهام في ثبات الشركة.
وتدلّ الدراسات على أن الموظفين الذين لديهم انتماء إلى مكان عملهم، والملتزمين بمهامهم، يساهمون بمقدار الضعف، وأكثر، في نماء الشركة. وقد تبيّن من خلال دراسات أجريت في أنحاء كندا، على سبيل المثال، أن الشركات التي لا تهتم براحة موظفيها ومشاركتهم الفاعلة، تخاطر فعلياً بفقدان الأكفاء من ذوي الخبرة والمدرّبين لديها، عدا الاستثمارات المالية التي تحتاج إليها لتعيين موظفين جدد، وتدريبهم.
بمعنى آخر، تبيّن أن الشركات التي تعزز الثقافة التنظيمية التي تركز على التحفيز وتحسين الأداء، تستطيع جذب القوى العاملة المؤهلة مع الاحتفاظ بالموظفين الذين يملكون الحماسة داخل المؤسسة.
كيف تزيد من التزام الموظفين في شركتك؟
في ما يلي عشر نصائح يقدمها الخبراء لأصحاب العمل، وعليهم مراعاتها في الإدارة اليومية لأنشطتهم كي يزيدوا من التزام موظفيهم تجاه شركاتهم:
- تقديم رؤية واضحة لأهداف الشركة وتوقعاتها وغاياتها.
- تحديد مهام كل موظف بشكل مفصل.
- التأكد من استيعاب كل موظف للمهام الموكلة إليه، ومن قدرته على المساهمة في بلوغ أهداف الشركة.
- تقديم تعليقات واضحة على نتائج الأعمال المنجزة.
- إظهار التقدير للموظفين المساهمين والفاعلين.
- تقديم مكافآت تحفيزية وتنافسية.
- عرض بعض الترقيات المتوفرة.
- تقديم فرصة للتعليم المستمر من أجل التطوير.
- إشراك الموظفين في صنع القرار.
- اقتراح مساهمات مالية لدعم الشركة.
ماذا يتمنى الموظف في أي شركة؟
يؤمن الخبراء بأن الموظف إذا كان راضياً عن بيئته المهنية فإنه، حتماً، يعمل، ويخدم العملاء وشركاء العمل بشكل أفضل، وبالتالي يكون له تأثير إيجابي كبير في إنتاجية الشركة.
وهناك ما هو أكثر من ذلك، فالموظفون في أي شركة يتمنون:
- أن تكون لديهم الثقة بالإدارة.
- المساهمة في ثقافة الشركة وقيمها.
- الحفاظ على توازن جيّد بين الحياة المهنية والحياة الشخصية.
- العمل في بيئة تسودها روح الفريق الإيجابية والجيدة، والعلاقات الودية بين الزملاء.
- المشاركة في القضايا التي تهمهم والحصول على الدعم من صاحب العمل.
أهمية الإدارة في تحفيز الموظفين
إلى جانب المبادرات المختلفة التي يمكن اتخاذها لتعزيز مشاركة الموظفين، تُعد قيادة المدير إحدى أفضل الطرق لتحفيز القدرة على العمل واستثمار الطاقات.
وكي تتأكد الشركة من أنها تعمل على خلق بيئة مواتية للتطوير، يكون لمشاركة الموظفين فيها حيّز كبير، ويجب أن يكون لدى الشركة رؤية وهيكلية لإدارة أداء الموظفين. إذ يجب ألا نغفل عن حقيقة، وهي أن الموظفين هم جوهر النجاح، كما أنهم السبب في الإخفاق في كثير من الأحيان.