6 يوليو 2024

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

محررة الموضة والجمال

محررة الموضة والجمال

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

اكتشفت مهندسة الديكور سارة الهاشمي عشقها لعالم التصميم من خلال التجارب العملية، فكل مشروع صغير كان يعتبر بالنسبة إليها فرصة لاستكشاف مزيج جديد من الألوان والمواد، وكل تحدٍّ كان يفتح أمامها أبواباً للابتكار والإبداع، بداية من المدرسة، حيث كانت تستغل كل فرصة لتنظيم الفصول وتزيينها بمناسبات مختلفة، فقد بدأت رحلتها مع التصميم الداخلي منذ الطفولة، عندما لاحظت كيف يمكن للمساحات المصممة بعناية أن تحوّل البيوت إلى ملاذات حقيقية، وتعزز الإحساس بالراحة والسعادة، ومع مرور الوقت، تطور هذه الشغف ليصبح رؤية أعمق..

من خلال هذا الحوار نتعرف اكثر إلى رؤيتها وأسلوبها في العمل:

ماذا يعني لك التصميم الداخلي وما هو نهجك الذي تتبعينه؟

أعتبر نفسي مصممة داخلية تتبنى نهجاً يجمع بين الأناقة البسيطة، والعملية الفعالة. أؤمن بأن التصميم يجب ألا يكون معقداً ليكون فعّالاً، بل ينبغي أن يخلق توازناً بين الجمالية، والوظيفية. في فلسفتي العملية، أسعى إلى تصميم مساحات تلبي الحاجات اليومية للأشخاص مع الحفاظ على طابع جمالي يعزز من روح المكان.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

ما هو أهم ما تتصف به تصاميمك؟

أحب أن أختار العناصر التي تتحدث عن نفسها بقوّة، وبساطة، مثل اختيار مواد طبيعية أو قطع فنية تضيف لمسة شخصية للمساحة. كما أهتم بتصميم مساحات تنبض بالحياة، وتسمح بالتغيّر، والتكيّف مع مرور الزمن، ما يوفر للمستخدم الحرية في استعمال مساحته بالطريقة التي تناسب نمط حياته.

فالبساطة في التصميم لا تعني الاستغناء عن الجمال، بل إيجاد طريقة للتعبير عنه من دون تكلّف. وفي النهاية أسعى لأن تكون تصاميمي ليست مساحات للعيش أو العمل فقط، بل بيئات تحفز الإبداع والراحة، وتعزز الصحة النفسية والجسدية لمن يقضي الوقت فيها. هذا النهج يمنحني القدرة على خلق تجارب فريدة ومعنوية، ترتقي بتجربة الإنسان في يومه، وحياته.

كل ثقافة تحمل في طيّاتها عناصر تصميمية فريدة قد تكون الوحي لخلق شيء مبتكر وجدّي

ما هي مصادر إلهامك التي تستوحين منها الأفكار عادة؟

مصادر إلهامي تعددية ومتجددة باستمرار، تتأثر بحبي لاستكشاف الجديد في كل مكان، وفي كل ثقافة. الطبيعة، بتنوعها الخلاب، وألوانها الساحرة، تمنحني دوماً أفكاراً لتصاميم تنبض بالحياة، والأصالة. كما أن الفنون، سواء كانت الكلاسيكية أو المعاصرة، تعزز من قدرتي على الابتكار، وتحفزني على دمج الأساليب الفنية بطرق تحاكي الجمال والتعقيد في أعمالي.

أجد في الثقافات المختلفة كنزاً لا ينضب من الأفكار؛ فكل ثقافة تحمل في طياتها عناصر تصميمية فريدة، قد تكون الوحي لخلق شيء مبتكر، وجديد. السفر هو جزء لا يتجزأ من رحلة الإبداع هذه، حيث أحرص خلاله على زيارة المعارض الفنية، الأسواق التقليدية، والمعالم الثقافية التي تشكل جسراً بين الماضي، والحاضر، كما أنني أولي اهتماماً خاصاً بزيارة أحدث الفنادق في مختلف البلدان.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

كيف تحققين التوازن بين ذوق العميل وأهمية أن يكون التصميم عملياً ومريحاً؟

لتحقيق التوازن المثالي بين التصميم الأنيق والوظيفة العملية، أتّبع نهجاً متكاملاً يركز على التخطيط الدقيق، والتفاعل العميق مع احتياجات وأذواق العملاء. بداية، أقضي وقتاً كافياً في التحدث مع العملاء لفهم ليس ما يحتاجون إليه فقط، ولكن أيضاً ما يشغفهم، وما يعني لهم الراحة والإلهام.. فالألوان والمواد التي أختارها تلعب دوراً حاسماً في إضفاء الأناقة وتعزيز الوظائف. أفضّل استخدام الألوان المحايدة المعززة بلمسات من الألوان الجريئة، أو الدافئة لخلق توازن يبعث على الراحة، ويزيد من الإنتاجية والرفاهية. كما أنني أعتمد على المواد الطبيعية التي تضفي دفئاً، وتوفر الاستدامة للمساحة.

ما هو التحدي الأهم الذي تواجهينه في عملك؟

أحد أبرز التحديات التي أواجهها في عملي كمصممة داخلية، هو العمل ضمن الميزانيات المحدودة، مع تلبية توقعات العملاء المرتفعة. هذا الأمر يتطلب مني إبداعاً مستمراً، والبحث عن حلول مبتكرة توفر التوازن المثالي بين الكلفة، والجودة. أسعى دائماً لاستكشاف الموارد والمواد البديلة التي يمكن أن تخفض التكاليف، من دون التأثير في الجودة والأناقة المطلوبة.

إضافة إلى ذلك، أجد نفسي أمام تحدي تصميم مساحات فريدة، ومخصصة، تعكس شخصيات العملاء، وتحمل بصماتهم الفردية. كل مشروع هو فرصة لخلق شيء مميز لا يشبه أي مشروع آخر، وهذا يتطلب فهماً عميقاً لرغبات العملاء، وتحليلاً دقيقاً لكيفية تفاعلهم مع محيطهم. أعمل على تطوير تصاميم تعبر عن قيم وأذواق كل عميل، مع الحفاظ على الوظيفية والأناقة.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

التطور ينال من كل مجالات الحياة، كيف تقيّمين تطوّر التصميم الداخلي؟

أتوقع أن يشهد عالم التصميم تطورات ملحوظة في الفترة القادمة، خصوصاً في مجالَي الاستدامة والتكنولوجيا. والوعي المتزايد بالبيئة وضرورة المحافظة عليها يدفع الصناعة نحو استخدام مواد صديقة للبيئة، وتقنيات تقلل من البصمة الكربونية للمشاريع. في هذا السياق، أرى أن التصميم المستدام سيصبح ليس اختياراً فقط، بل ضرورة في كل مشروع جديد.

من ناحية أخرى، التكنولوجيا ستلعب دوراً أكبر في تحسين جودة الحياة من خلال التصاميم الذكية. بالفعل، نشهد تزايد استخدام أنظمة المنزل الذكي، والأثاث المتكيف الذي يعزز من الراحة، والفعالية. أتوقع أن تصبح هذه الابتكارات أكثر انتشاراً، مع تطوير تقنيات جديدة تتيح للمصممين خلق مساحات تفاعلية تستجيب بشكل ذكي لاحتياجات المستخدمين.

الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والإبداع البشري يخلق توازناً يحقق الأفضل في كل مشروع

ما هي نقطة قوة التصميم الداخلي في مواجهه الذكاء الاصطناعي؟

لا يزال دور المصمم الداخلي أساسياً، ولا يمكن استبداله بالتكنولوجيا. الفهم العميق للجوانب النفسية والثقافية التي يمكن أن يدركها المصمم يظل مهماً في إنشاء مساحات تلمس الروح، وتلبي الاحتياجات الحقيقية للأشخاص.

الذكاء الاصطناعي يقدم الدعم والإمكانات، لكن اللمسات الإنسانية والتفاعل المباشر مع العملاء لا يمكن أن تحل محلها، في النهاية، الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والإبداع البشري يخلق توازناً يحقق الأفضل في كل مشروع، ما يعزز من قيمة العمل الذي نقدّمه، ويعمّق من تأثيره في حياة الناس.

الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من عالم التصميم الداخلي، حيث يوفر أدوات متقدمة تساعد على تحليل المساحات وتصميمها بكفاءة عالية. واستخدامه في تبسيط العمليات، وتخصيص التصاميم يسمح لنا بإنجاز المشاريع بشكل أسرع، وأكثر دقة، ويمكننا من تقديم تصاميم معدلة بشكل يناسب احتياجات كل عميل بدقة متناهية.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

ما أهم ما يتأثر به الديكور في منطقة الخليج؟

في دول الخليج، تلعب العناصر الثقافية، مثل الديوانية، أو المجلس، دوراً حيوياً في التصميم. هذه المساحات لا تعتبر أماكن للجلوس فقط، بل هي مراكز للتواصل الاجتماعي والعائلي. الطقس الحار يؤثر أيضاً في اختيار المواد والألوان، حيث أفضّل استخدام الألوان الفاتحة التي تعكس الضوء وتحافظ على برودة الأجواء داخل المساحات.

فالديكور ليس مجرد تعبير عن الذوق الشخصي، بل هو انعكاس للبيئة المحيطة التي يعيش فيها الأفراد. عندما أقوم بتصميم الديكور، أحرص دائماً على أن يكون متجذّراً في السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة، ما يضمن انسجاماً عميقاً بين المساحة الداخلية، وعالمها الخارجي.

كيف ترين أهمية الوعي بموضوع الاستدامة في عالم التصميم الداخلي؟

في عالم التصميم الداخلي، أصبح الوعي بالاستدامة ليس توجهاً مفضلاً فقط، بل ضرورة ملحّة. والحاجة إلى تصاميم تحترم البيئة وتساهم في حمايتها تزداد يوماً بعد يوم، في ظل التحديات البيئية المتنامية التي نواجهها عالمياً.

كمصممة داخلية، أركز بشكل متزايد على انتقاء المواد المستدامة وتبنّي ممارسات التصميم التي تخفف الضغط على الموارد، فالتصميم الداخلي المستدام لا يحافظ فقط على البيئة فقط، بل يعزز أيضاً الرفاهية الصحية والنفسية للمستخدمين. من خلال تقليل التلوث الداخلي، وتحسين جودة الهواء داخل المباني، ويمكن أن يؤدي استخدام المواد الطبيعية وغير السامة إلى خلق بيئة أكثر صحية، وأماناً.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

هل انت من رواد مدرسة التخصص في الستايل أم الدمج بين اكثر من ستايل؟

في عالم التصميم الداخلي، يُعد الجمع بين أكثر من ستايل فناً يتيح لي الفرصة لإنشاء مساحات تعكس، بشكل أصيل، شخصية وأسلوب العميل. بدلاً من التقيد بنمط محدد، أجد أن دمج العناصر من مختلف الأنماط يمكن أن يؤدي إلى خلق توازن جذاب وفريد، يمنح كل مساحة قصتها الخاصة.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

أي الخامات أقرب إليك وتفضلينها في التصميم الداخلي؟

الأخشاب الطبيعية، بتنوع أنواعها، وألوانها، توفر دفئاً وجمالاً لا مثيل لهما. إنها تضفي على المساحة شعوراً بالاستقرار، والأصالة، وتتميز بقدرتها على الاندماج بسلاسة مع أنماط متعددة من الديكور، من الكلاسيكي إلى الحديث. والأقمشة الناعمة، مثل الكتان والحرير والمخمل، تلعب دوراً محورياً في إضفاء الراحة والأناقة.. والزجاج، بشفافيته وانعكاساته، يضيف بُعداً من الخفة والبريق للمساحات.

أما الرخام الطبيعي، فهو يمثل الفخامة بكل معنى الكلمة. يستخدم في الأرضيات، الجدران، أو كسطوح عمل في المطابخ والحمامات. وبتنوع ألوانه وأنماطه، يمكن للرخام أن يتحول إلى قطعة فنية تضفي على المكان سمة من الأناقة الخالدة.

حدثينا عن زيارتك لمعرض سالوني بميلانو، ماذا تعني لك وكيف استفدت منها؟

مشاركتي في معرض سالوني في ميلانو كانت لحظة فارقة في مسيرتي المهنية كمصممة داخلية. هذا المعرض، الذي يعد من أهم الفعاليات العالمية في عالم التصميم، قدم لي منصة فريدة للاطلاع على أحدث الابتكارات في قطاع الأثاث، والتصميم الداخلي. لقد كانت تجربة غنية بالمعرفة والإلهام، حيث تمكنت من مشاهدة التطورات الجديدة في مواد التصميم والحلول المبتكرة التي تجمع بين الفن والتكنولوجيا.

مهندسة الديكور سارة الهاشمي: الاتصال بالطبيعة أهم صيحات 2024 والتصميم الداخلي ليس مجرد ذوق شخصي

ما هي أهم صيحات ربيع وصيف 2024؟

لربيع وصيف 2024، يشهد عالم التصميم الداخلي اندماجاً متجدداً مع الجمال الطبيعي، حيث تبرز صيحات تحتفي بمجموعة الألوان، والأشكال المستوحاة من الطبيعة. نلاحظ هذا الموسم عودة قوية للألوان الخضراء بجميع تدرّجاتها، من الفاتحة المنعشة إلى الداكنة العميقة، ما يعكس رغبة في إحياء الاتصال بالطبيعة داخل المساحات المعيشية.

والألوان النارية مثل درجات الأحمر، الماروني، والكستنائي، تأتي لتضيف دفئاً وحيوية، مكوّنة مزيجاً ديناميكياً يعزز من الإحساس بالطاقة، والحماسة. إلى جانب ذلك، يتزايد استخدام النباتات والعناصر الطبيعية في تزيين الفضاءات، ما يسهم في خلق بيئات داخلية منعشة ومريحة تساعد على الاسترخاء والشعور بالسلام.

 

مقالات ذات صلة