بدأ شغف مصمم الديكور، نبيه عفارة، بعالم التصميم الداخلي منذ الصغر، فكانت تلفته على وجه الخصوص الألوان، والأقمشة، والرسوم المنقوشة عليها، ولكنه اتجه لدراسة القانون في المرحلة الجامعية، وظل التفوق في مجال التصميم الداخلي أبرز أحلامه، وهو السبب الذي دفعه لدراسة مجال التصميم أكاديمياً عام 2014، وصولاً إلى تأسيس شركته الخاصة.. نتعرف في هذا الحوار إلى فلسفته ورؤيته لعالم التصميم بشكل أكبر وأوسع.
ما الذي يميّزك كمصمم ديكور عن غيرك على الساحة؟
أنا مصمم ديكور داخلي محترف، لديّ القدرة على فهم المكان، وما يرغب فيه العميل جيداً، عبر اتّباع سياسة تحويل احتياجاته إلى حقيقة على أرض الواقع، لأعكس صورة تمثله. وبالنسبة إلي، إرضاء العملاء وذوقهم يعنيني أكثر من زجّ رؤيتي الخاصة في مشاريعهم، فأنا أسعى دوماً لتحقيق توازن مثالي بين العناصر الوظيفية والجمالية، في أي فراغ داخلي أعمل عليه، لكن لديّ عناصر أساسية بمثابة ثوابت لا يمكن التنازل عنها مع العملاء، في المقابل هناك أشياء قابلة للنقاش، والتغيير، والابتكار.
كيف تصل إلى التصميم الذي يلبّي توقعات العميل بشكل مثالي؟
هناك خطوات رئيسية لإنشاء فضاء داخلي، جذاب وعملي، أهمها:
كيف تتعامل مع كل عميل بشخصيته المختلفة؟
أكثر التحديات التي تواجهني كمصمم ديكور، هو بالفعل تحقيق التوازن المثالي بين رغبات العميل، والمفهوم الإبداعي الذي أرغب في تحقيقه كمصمم يبحث عن التجدد دائماً، فدائماً يوجد تباين بين توقعات العميل ورؤيتي الخاصة للمشروع، فيتطلب ذلك مني حلولاً مبتكرة ومرنة تلبي احتياجات عميلي، وتحافظ في الوقت نفسه على جودة التصميم والإبداع، كما تتطلب مني أيضاً المرونة، والتواصل الجيد معه.
مصدر الإلهام الأكبر لي نابع من السفر الذي يشحن طاقتي، ويغذي بصري، ومخيلتي، لاستقبال كل جديد
وماذا تفعل لتشحذ طاقتك وتعطي أكثر في عملك؟
التصميم الداخلي يندرج ضمن إطار الفن الموجود في كل شيء من حولنا، في حال رأيناه بالطريقة الصحيحة، حيث تلهمني الموسيقى، والطعام، والأزياء، لكن مصدر الإلهام الأكبر لي نابع من السفر الذي يشحن طاقتي، ويغذي بصري، ومخيلتي، لاستقبال كل جديد. بحكم عملنا نحتاج دائماً إلى زيارة أهم المعارض في مجال التصميم الداخلي، والمفروشات، والأثاث، إضافة إلى ضرورة مواكبة الخامات والصناعات الحديثة والتطور في المجال لخلق جانب أكاديمي مستمر لنيل المعرفة.
هل تشعر بالتهديد من قوة الذكاء الاصطناعي القادمة؟
الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، ومع ذلك نحن نستخدمه كأداة لإضافة مزيد من الإبداع إلى أعمالنا، فالكثير يعتقد انه سيأخذ مكان مصممي الديكور، أو حتى شركات الديكور، ولكني أرى أن الذكاء الاصطناعي هو مجرد مساعد شخصي، وأداة جيدة أضفناها إلى خط سير العمل لدينا لتحسينه، وتسريعه، وإضافة المزيد من الإبداع إليه. فبدخول الذكاء الاصطناعي عالم التصميم والديكور أصبح لدينا القدرة على فهم ذوق العميل بشكل أفضل، ولم نعد نحتاج إلى شهور من العمل، بل بضعة أيام أصبحت تكفي.
التصميم الداخلي والاستدامة، كيف ترى أهمية كل منهما للآخر؟
كمصمّمي ديكور نعمل دائماً في إنشاء المساكن والمشاريع، نرى أن علينا دوراً كبيراً لتوعية الجمهور في مفهوم الاستدامة، من جوانب عدّة، كحماية البيئة عن طريق استخدام مواد معاد تدويرها، وصديقة للبيئة، وتوفير الموارد الطبيعية، مثل الماء والطاقة، وتحسين جودة الهواء داخل المباني. كل ذلك هدفه تحسين جودة الحياة والرفاهية العامة من خلال خلق مساحات داخلية صحية، ومريحة، وملهمة للسكان.
هل تفضل التخصص أم الدمج بين أكثر من ستايل في عالم التصميم؟
التخصص مهم بالفعل، وصنع هوية خاصة لمصمم الديكور ضرورة أيضاً للتميز، ولكني أرى أن المصمم الناجح قادر على التكيّف مع جميع الطّرُز في عالم الديكور، واحترافية الدمج بينها، ليتوافق مع جميع العملاء وتنوع الثقافات.
أي الخامات أقرب إليك وتفضّلها في التصميم الداخلي؟
الخامات الأقرب إلي هي النحاس، فهو يوحي دائما بالعراقة، والتاريخ، والحداثة، واللمعان، في الوقت نفسه، وحقيقة أنا أحب كل الخامات، لأن لكل منها استخداماً وأثراً معيناً، وأفضل كثيراً دمج الخامات لعمل شيء فريد دائماً في كل مشروع.
ما الجديد هذا الصيف من حيث الألوان والإكسسوارت؟
نعود في هذا الصيف إلى الألوان الجريئة، والنقوش الزخرفية، ودمج الخامات، مع استخدام الزجاج بشكل ملحوظ في الجدران بطريقة مبتكرة، والقطع الفنية، والإكسسوارات، وحتى الطاولات، وسنلاحظ أيضاً دخول الخيوط على القطع الفنية بشكل لافت، واللوحات المشغولة يدوياً من مواد مستوحاة من الملابس، والأنسجة.