14 نوفمبر 2023

كيف يخلق المجتمع جيلاً ينشأ على حب الاستدامة؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

كيف يخلق المجتمع جيلاً ينشأ على حب الاستدامة؟

صار نقل مفهوم الاستدامة للأطفال بطريقة ذكية وإبداعية، مسؤولية العائلات، والمدارس، ومؤسسات الدولة، من أجل تعزيز حماية البيئة لدى الأجيال الجديدة، ولتشكيل وعيها من أجل الحفاظ على بيئتها، وتحفيز مهارات التفكير والإبداع لديها، ومحاولة تقديم الحلول المبتكرة للحفاظ على بيئة آمنة، وهذا الأمر يقع على عاتق المسؤولين، المدراس، المعلمين وأولياء الأمور، لتشجيع الأطفال، وحثّهم على الإبداع والتميز، لينشأوا على حب الاستدامة، والحفاظ على البيئة، واستدامة تنمية الذات، والحرص على تطوير الشخصية، وأهمية العطاء، والمشاركة في العمل التطوعي.

وقد تم تكثيف تلك الأمور، وأكثر، في الآونة الأخيرة بالتزامن مع اقتراب مؤتمر الأطراف بشأن تغيّر المناخ «COP28» في نهاية نوفمبر، وبداية ديسمبر، من العام الجاري.

أطفال يتساءلون عن دورهم في عملية الاستدامة
أطفال يتساءلون عن دورهم في عملية الاستدامة

التقى الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، مع مجموعة من طلبة إحدى المدارس في الدولة، خلال ترؤسه قمة فوربس الشرق الأوسط لقادة الاستدامة، في جلسة حوارية تناولت العديد من الأسئلة التي طرحها الطلبة، الذين يمثلون الجيل القادم، إذ سأل الأطفال عن دورهم في تعزيز عملية الاستدامة مستقبلاً، فقدّم لهم الزيودي العديد من النصائح، أبرزها الاستمرار في التعلم والدراسة، وتثقيف الذات بكل ما يتعلق بقضايا المناخ.

كما تحدث عن أهمية التعاون والأهداف الواقعية التي يمكن تحقيقها، وقال «إن الاستدامة تتعلق بالاستمرارية، فنحن جميعاً نولد في ظروف معينة، ومستوى معين من الموارد المتاحة. وتعتمد كيفية استخدامنا لهذه الموارد علينا، وعلى مجتمعنا. علينا أن نحرص دائماً على التفكير في الغد للتأكد من ضمان هذه الاستمرارية».

كيف يخلق المجتمع جيلاً ينشأ على حب الاستدامة؟

الحملات التطوعية.. اكتساب خبرات حياتية لحماية البيئة

من جهته، يرى الطالب عبدالله حسين، أن المشاركات التطوعية مهمة لنشر الوعي في الجيل الجديد، وقال «إضافة لتقليل استخدام المياه وعدم هدرها، والحفاظ على المزروعات، والسعي نحو النظافة والتقليل من النفايات، شاركنا في حملات تنظيف الشواطئ بشكل تطوعي، الأمر الذي أتاح لنا الفرصة لاكتساب خبرات حياتية لمعرفة التوجه الذي يجب أن نتبعه في المستقبل، من حيث تقليل استخدام الورق والبلاستيك، والسعي نحو إيجاد بدائل مختلفة للتقليل من استخدام الطاقة، وهذا الأمر طالبنا بأن يتم تخصيص حصص وفصول دراسية له في المدرسة».

ورش افتراضية لتعزيز حب البيئة

أما هادية حسن، فقد أكدت في حديثها عن الورش الافتراضية في تعزيز حب البيئة والتعريف بأسرار استدامتها «نجحت تقنية الـ«في آر»، الواقع الافتراضي، في معايشة تجارب بيئية من حيث الزراعة وتنظيف البحار، مكافحة حرائق الغابات، والعديد من الأمور التي تصعب تجربتها في الواقع. تلك الورش التدريبية حتى وإن كانت افتراضية، لكنها مفيدة للغاية، وجعلتنا أقرب إلى المشكلة ولطريقة إيجاد الحلول لها».

كيف يخلق المجتمع جيلاً ينشأ على حب الاستدامة؟

نشر الوعي بالاستدامة في المدارس

وتقول الطالبة نايشا راجاني، رئيسة «نموذج محاكاة الأمم المتحدة MUN» لقد ألهمني مدى تأثير الشباب في المجتمع، فهم يغيّرون ممارساتهم، ويناشدون الآخرين أن يفعلوا الشيء عينه، وتعلمت في مدرستي جيمس فاوندرز- دبي، نشر الوعي بين الطلاب، حيث نضع أهداف التنمية المستدامة على الجدران، وتدور كل التجمعات حول الاستدامة.

وقد نظمنا أيضاً فعاليات مثل «الطريق إلى كوب 28» للهدف ذاته، ويقوم مجلس الاستدامة لدينا بتثقيف الآخرين حول هذه الأهداف، ونستخدم أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي لأداء دورنا في نشر الوعي، فالاستدامة ليست مجرد اتجاه، أو فكرة عابرة، بل التزام خالد لحماية كنوز أرضنا، والعمل على خفض استهلاك المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وتقليل الاستهلاك المفرط للمياه، على سبيل المثال، وتقليل هدر الطعام، وهذا ما حرصنا عليه في المدرسة من خلال مبادرة (لا هدر للطعام)».

 

مقالات ذات صلة