على مدى أعوام يعمل معهد الشارقة للتراث من خلال ملتقى الشارقة الدولي للراوي على دعم تجارب الرواة العرب والمؤسسات التي ترعاهم حفاظاً على الإرث العربي من الضياع ضد الهجمة التي تشهدها المجتمعات العربية نتيجة التأثر بالتكنولوجيا والأجهزة التقنية الحديثة، والدعوة لاستمرارية الروايات والحكايات الشفهية ومشروع «الحكواتي» بشكل عام.
جاء اختيار عنوان الدورة الثالثة والعشرون لعام 2023 «حكايات النباتات» متناسقاً مع جهود الدولة في مجال الاهتمام بالبيئة وإطلاق تسمية العام بعام الاستدامة، إضافة إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها النباتات بين أبناء الإمارات قديماً وحديثاً كونها أحد المكونات الطبيعية للبيئة الإماراتية وجزءاً مهماً من الموروث الشعبي الإماراتي ارتبطت بها الكثير من العادات والتقاليد.
تنطلق الدورة بمشاركة أكثر من 120 خبيراً وباحثاً وحكواتياً، يمثلون أكثر من 47 دولة، منها: الإمارات، السعودية، البحرين، عمان، الكويت، مصر، المغرب، السودان، موريتانيا، تونس، الجزائر، فلسطين، قيرغيزستان، هولندا، الصين، كينيا، ألمانيا، إيطاليا.. وغيرها، ويضم أجنحة متنوعة، منها: جناح المدرسة الدولية للحكاية وجناح فضاءات الحكايات، بالإضافة إلى جناحي عويد الحنا والحديقة السرية، وركن للتواقيع وإطلاق الإصدارات، كما يضم عدداً من أجنحة الجهات الحكومية متمثلة في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، هيئة الشارقة للمتاحف، بلدية الحمرية، سجايا فتيات الشارقة، نادي تراث الإمارات، بلدية دبي، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة.. وغيرها.
تتميز الدورة ببرنامجها الفكري الزاخر بالمعارف الشعبية وحملة الموروث الثقافي، والمقهى الثقافي، وحكايات النباتات، من خلال مقاربات جادة تسعى إلى استكشاف كنوز التراث ومكنوناته الزاخرة ومناقشة موضوعات علمية رصينة وثيقة الصلة بحكايات النباتات في الإمارات والخليج العربي والعالم العربي.
يصاحب هذه الدورة معرض حكايات النباتات في التراث الإماراتي والعربي والعالمي، بالإضافة إلى أكثر من 40 عنواناً متنوعاً تسلط الضوء على شعار الدورة، وما تشتمل عليه من ثراء وتنوع، يتم توقيعها ضمن إصدارات الملتقى. كما يشتمل البرنامج العام للملتقى على 50 ورشة، بالإضافة إلى مشاركة هيئات ومؤسسات أكاديمية ومراكز ثقافية عربية وعالمية، منها المعهد العالي للفنون الشعبية بمصر، الأكاديمية الدولية مغرب الحكايات للتراث الثقافي اللامادي من المغرب، جامعة زيهجيانج للعلوم الصناعية والتجارية، وجامعة تورينو الإيطالية.
يتضمن البرنامج العلمي للملتقى ما يقارب عشر جلسات حوارية تتناول موضوعات متنوعة، منها حكايات النباتات في تراث الإمارات، وحماية التراث الثقافي القطري بين الجهد الفردي والدعم المؤسسي، بالإضافة إلى النباتات في الأدب الشعبي واستخدامها في الأدوية والزينة والتجارة، كما تناول رمزية حضور النباتات في السرد العربي وفي تراث الشعوب والمتخيل العربي.
* تصوير: صلاح عمر