التحقت بهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون كمذيعة للأخبار الرياضة، لتشق طريقها نتيجة لالتزامها واجتهادها فتقدم بجانب ذلك الأخبار الاقتصادية، والسياسية، وأخبار الدار «فقرة التواصل الاجتماعي»، المختصة بالأخبار العاجلة، وبعد انقضاء عامين ونصف العام من العطاء في تلفزيون الشارقة، أرادت أن تقتحم مجالاً آخر في عالم التقديم الإخباري، لتنتقل إلى إذاعة الأولى وتتخصص في إلقاء النشرة باللهجة المحلية الدارجة.
هي المذيعة الإماراتية خديجة حسن، صاحبة الصوت المميز في إذاعة الأولى التابعة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، التقيناها لنتعرف إلى مشوارها في مجال الإعلام ونكشف عن جانب من شخصيتها، وكان الحوار التالي:
حدثينا عن تجربتك في تلفزيون الشارقة والخبرات التي حملتها معك إلى عملك الحالي.
دخولي هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون كان فاتحة خير، لتجربة استمرت أكثر من عامين ونصف العام، استفدت منها الكثير أهمها زيادة ثقتي بنفسي، والتمكن من القراءة في كل الأحوال، والتركيز العالي تحت أي ظرف، وسرعة الاستجابة لأي طارئ أمام الكاميرات، بجانب الانفصال التام عن أي شيء يشغل تفكيري أو يشتت انتباهي أمام الجمهور، وكلها أمور ساعدتني في أن أصبح إعلامية ناجحة.
تعدين من أوائل الذين يقرأون نشرة الأخبار باللهجة المحلية، من أين جاءت الفكرة؟ وهل خشيت من ردة فعل ترفض الخروج عن المألوف؟
الفكرة جاءت من قبل عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وبما أن إذاعة الأولى تراثية فلم لا تكون الأخبار باللهجة الإماراتية الأصيلة؟ ومن هنا بدأت الفكرة والتي هدفت إلى الوصول إلى المستمع الإماراتي بدون تكلف.
أثناء تصوير تقرير " لعلوم لبلاد" في مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث
ما الشيء الذي تلمست إضافته من وراء انتقالك إلى إذاعة الأولى في 2018؟
تعد تلك السنة مرحلة انتقالية مختلفة ومتميزة بالنسبة لي، وكانت خطوة مهمة كوني عاصرت ولادة مركز الأخبار في إذاعة الأولى، فدائماً تكثر التفاصيل في البدايات وهو ما أضاف متعة حقيقية للعمل وللعاملين أيضاً.
كثير من جمهوري يترقب فترة ظهوري للاستماع فقط للأخبار باللهجة المحلية
وكيف كان رد فعل متابعيك مع أول نشرة قدمتها، وهل تتذكرين تعليقاً لأحد ما زال عالقاً بذهنك؟
مع انطلاق النشرة الأولى (علوم لِبلاد) باللهجة المحلية «العامية»، واجهتنا صعوبات كثيرة في البداية، ولكن مع التدريبات استطعنا بث مادة ذات طابع مختلف ونجحت في الوصول إلى وجدان المستمعين، لنجد بعدها ردود فعل إيجابية من الكبار والصغار ومن مختلف شرائح المجتمع، بل وطالبونا بمزيد من المفردات والمعاني التي اندثرت، فكثير من جمهوري يترقب فترة ظهوري للاستماع فقط للأخبار باللهجة المحلية. أما عن التعليقات التي كنت أسمعها فكانت استحسان الكثيرين حينما أقول في الجملة الترحيبية (أقدمها إلكم مجلمتكم خديجة حسن).
هل يشعرك التحدث بمفردات اللهجة المحلية أنك أكثر قرباً من المستمعين؟
بكل تأكيد، فاللهجة المحلية تعبر عن تراث الإمارات الذي أعتز به، وأعتبر نفسي مسؤولة عن الحفاظ عليه من الاندثار.
ما زالت الإعلامية الإماراتية محصورة في قالب تقديم نشرات الأخبار والبرامج الاجتماعية، فما السبب من وجهة نظرك؟
تحظى الإعلامية في الدولة بكثير من الدعم والمساندة، فنحن نتمسك بالتقاليد رغم الانفتاح، ونود وبنات جيلي أن نكون دائماً في صورة مشرفة، نقدم ما يفيد المجتمع، بطريقة تليق بمعتقداته وتقاليده المحافظة.
لديك صوت مصاحب للميكروفون فهل هذا كاف، أم هناك مقومات أخرى يجب توافرها لمن يقصد هذا المجال؟
الصوت، والتعليم، والثقافة، والاطلاع، أهم مقومات الإعلامي الناجح، وأتذكر أثناء ذهابي للمدرسة كنت دائمة الاستماع إلى إحدى الإذاعات الإخبارية العالمية، وكم داعب مخيلتي أن أكون مكان المذيع وألقي الأخبار في الساعة السابعة صباحاً ليستمع إليها الجمهور في كل مكان، وبمجرد وصولي إلى المدرسة كنت أجتمع وزميلاتي بالصف حتى أقلد هذا المذيع وألقي عليهن ما سمعته من أخبار، وبعد ذلك أذهب لأنضم إلى فريق عمل الإذاعة المدرسية وأؤدي نفس الدور، وظل حلم مصاحبتي للميكروفون يراودني حتى أصبح حقيقة، وها أنا أبث أولى نشراتي في السابعة صباحاً كل يوم، ودائماً ما كنت أردد أنني ولدت كي أكون مذيعة.
استوقفنا تمسكك باقتران اسمك بأبيك دون لقب العائلة، فما السبب؟
عرفني الجميع منذ دخولي مجال الإعلام بخديجة حسن، وأنا بكل تأكيد فخورة بلقب عائلتي المازمي كونها من القبائل المعروفة في الإمارات، ولكني اكتفيت باقتران اسمي بوالدي لأنه مشجعي الأول والداعم لي معنوياً ومادياً، فقد كرس حياته لأجلي فقط وعمل جاهداً للوقوف بجانبي في كل تفاصيل حياتي، وأنا محظوظة بوجوده معي في كل خطوة، فحصولي على الشهادة الجامعية ودخولي مجال الإعلام كانا بسببه، فخلف كل فتاة ناجحة أب تستمد منه طاقتها.
بالعودة لمرحلة الطفولة، ما الذي جذبك لمجال الإعلام؟
أعتبر نفسي من هواة مشاهدة التلفاز وبرامجه، وما كان يشد انتباهي وأنا صغيرة هو متابعة والدي للأخبار والبرامج الثقافية، وكانت تجذبني مهنة التقديم وبالأخص الأخبار والبرامج الوثائقية، ساعدني ذلك على إتقان الكثير من مفردات اللغة العربية وتعلم النطق السليم والصحيح لها، وفصاحتي جاءت من متابعتي لهذه النوعية من البرامج.
حدثينا عن أول من استشرف مستقبلك كمذيعة، ولفت انتباهك لقدرتك على الإلقاء.
معلماتي في المدرسة أول من تلمسن مستقبلي كمذيعة، ثم شهدت أركان كلية الاتصال بجامعة الشارقة على هوايتي، فقد خضت تجارب ترسخت في وجداني من بينها رئاسة الجمعية الإعلامية داخل الجامعة، وهو ما أتاح لي التوسع في المشاركة في أنشطة ثقافية وإبداعية، ومن ثم تقديم الفعاليات والمهرجانات والأنشطة الجامعية، كل هذه الأمور ساعدتني في أن أسير في هذا الطريق وأعطيه كل ما لدي.
بجانب مجال الإعلام تعملين في مجال الأزياء، فهل هذا متنفسك بعيداً عن مهامك؟
أثناء انتقالي من عملي السابق إلى الحالي عملت فترة كمصممة أزياء وحصلت على لقب «ملكة العبايات» من قبل إعلامي مخضرم في الوطن العربي، وكان لدي مجموعة من التصاميم حوالي 7 تشكيلات، وتعاونت مع كبرى المحال في الدولة لتصميم المجموعة الخاصة بي «خديجة ديزاين»، والحقيقة أنها كانت تجربة ممتعة وأكتفي الآن بأن أعرض بعض العباءات التي تمتاز بجودة عالية من باب حبي للتصوير وشغفي به.