28 نوفمبر 2020

إماراتية تنشئ متحفاً تراثيًا يوثق تاريخ خورفكان والإمارات

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

إماراتية تنشئ متحفاً تراثيًا يوثق تاريخ خورفكان والإمارات

تكاد تنفرد باحثة التراث فاطمة أحمد عبيد المغني النقبي بأن تكون المرأة الأولى وربما الوحيدة التي تمكنت من إنشاء متحف تراثي يعكس واقع الحياة لحقب تاريخية عديدة ومختلفة لمدينة خورفكان ودولة الإمارات العربية المتحدة بأكملها، تم تـأسيسه على قواعد منظمة شبيهة بالمتاحف الرئيسية في أسلوب تنظيمها وعملها، ويمكن القول إنها دعوة صريحة ومباشرة لكل شخص يمكنه الحفاظ على الإرث القديم لأطول فترة ممكنة بتوثيق حياة الماضي وجمع رموز الأجداد ونقلها إلى الأبناء والأحفاد.

جوائز و تكريمات حصدتها فاطمة المغني
جوائز و تكريمات حصدتها فاطمة المغني

35 عاماً هو عمر متحف «مقتنيات فاطمة المغني» الذي أنشأته في منزلها قبل أن ينتقل مؤخراً إلى موقعه الجديد، حيث تقول «بمكرمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتحت «القرية التراثية» في مدينة خورفكان لصون المباني التراثية الموجودة بالمنطقة والحفاظ عليها وإحيائها والترويج لها، وتحويلها إلى مزار سياحي، ووجهة ثقافية تستقطب السياح والزوار من شتى الأماكن والثقافات، وقد منحت فيه منزلاً يعود بالأصل إلى عم والدي الراحل خلفان عبيد المغني لأتمكن من تعريف الزوار بالمقتنيات التي حافظت عليها لفترة طويلة في منزلي لتظل حاضرة للأجيال القادمة».

لم يقتصر متحف المغني على الأدوات والمقتنيات الشخصية التي جمعتها بمساعدة والدتها في منزلها الذي لم يتسع لأعداد الزوار من طلبة المدارس والجامعات والزوار والوفود السياحية الذين تجاوز عددهم 1070 زائراً في السنة، لتقيم دورات وورشاً عن بعض العادات والتقاليد الإماراتية منها أصول الضيافة وسنع صب القهوة الإماراتية.

مقتنيات فاطمة المغني

ويبدو أن وراء الباحثة قصة تروي تفاصيل اهتمامها بالتراث، وتشرح ذلك «حمّلني جدي وأنا طفلة صغيرة أول أمانة عندما أهداني قبل ساعات قليلة قبل وفاته بندقيته التي يعود عمرها إلى ما قبل 112 سنة لتكون هذه أولى محطاتي للحفاظ على التراث وبداية لجمع المقتنيات التراثية العائلية التي يعود بعضها إلى قرنين من الزمان».

أقسام متحف «مقتنيات فاطمة المغني»

يقسم متحف «مقتنيات فاطمة المغني» في قرية خورفكان التراثية إلى أربعة أقسام، ضم في جنباته جميع مقتنيات عائلتها ومقتنيات أشخاص مقربين تركوا أثرهم في حياتها ليكون نافذة يطلع منها أهالي خورفكان على الموروث المحلي لشعب الإمارات:

في القسم الأول  والذي يعرف بقسم «مقتنيات فاطمة المغني»، احتفظت الباحثة بمقتنيات مختلفة من أبرزها بندقية جدها التي كانت من أهم مقتنياتها مع مجموعة من الخناجر والسيوف وجوازات سفر عائلية وكتب وإصدارات ومخطوطات لرواة كان لهم تأثيرهم في حياتها من أبرزهم الراوي علي خلفان المر الذي ساهم معها في توثيق حياة أهالي مدينة خورفكان عبر سرده لحكايات واقعية لأشخاص عاشوا في المنطقة، وشهادات ودروع تكريم لشخصيات من خارج الدولة وداخلها منها وسام العمل التراثي على مستوى مجلس التعاون الخليجي تثميناً لدورها الثقافي، وصور لأشخاص كانت لهم إسهامات كبيرة في تاريخ، كتبت عليها وجوه من مدينة خورفكان، منهم من رحل فترحموا عليهم ومنهم من بقي حياً فبحثوا عن اسمه.

بعض ملابس ومقتنيات المرأة
بعض ملابس ومقتنيات المرأة

وفي القسم الثاني، الذي عرف بغرفة المعيشة حيث تجتمع العائلة، يمكن للزائر أن يتعرف إلى حياة الأسرة الإماراتية قديماً فهو يضم أدوات مختلفة منها سرير تجاوز عمره 150 عاماً وأوان استخدمتها الأسرة الإماراتية لتزيين المنزل وصندوق خشبي لحفظ المال والذهب والمجوهرات والأشياء الثمينة وراديو ومسجل وكماليات كان يستخدمها الفرد الإماراتي في حياته اليومية مثل البخور والعطور ودلال القهوة التي استخدمت في تقديم الضيافة وملابس للرجل والمرأة أبرزها بشت والدها، وجميعها بين ما احتفظت به من أرث عائلتها، وآلات تصوير وساعات وأدوات عزف مختلفة.

متحف فاطمة أحمد عبيد المغني النقب

القسم الثالث من المتحف, ويشتمل على كل ما يعبر عن كرم الضيافة ويعكس ذوق واهتمام ربة المنزل باقتناء كل ما هو جميل ومميز من قدور الطهي والأواني المزخرفة من صحون وملاعق تستخدمها الأسرة الإماراتية في طعامها وأدوات الطحن منها «الرحى» و«الهاون» بأنواعه المختلفة الحجرية والنحاسية والخشبية.

وأما القسم الرابع، الذي سمي «زينة المرأة»، فنجد فيه كل مكان تستخدمه المرأة في ذلك الوقت من زينة وأزياء وعطور ودخون وأدوات الكحل والحنة ومكائن الخياطة والمغزل وأنواع الصوف.

متحف فاطمة أحمد عبيد المغني النقب

الجدير بالذكر أن مدينة خورفكان تتميز بالكثير من معالمها التاريخية من حصون وأبراج دفاعية، منها حصن خورفكان الذي بني في أربعينيات القرن الماضي وبرج العدواني الذي يعتلي قمة جبلية وتم استخدامه كمنارة للسفن وبرج الرابية الذي يتميز بعمارته الفريدة وبرج المقصار وسورها الشاهد على صمود واستبسال أهالي المدينة في وجه الغزو البرتغالي.

تصوير: سيد رمضان

 

 

مقالات ذات صلة