09 أكتوبر 2022

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

محررة في مجلة كل الأسرة

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

بين الذاكرة والذكريات، تتبدّى الحكاية الشعبية حاضرة بوهجها الذي لم يزل يتألق رغم تسارع وتيرة الحياة والتغيرات الطارئة على المشهد الاجتماعي والثقافي وإغفالها من واقعنا المعاش.

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

ندوة «الخروفة الإماراتية بين أصالة الحضور وقلق الغياب»

في أرجاء المتحف الوطني في رأس الخيمة، حضرت الخروفة الإماراتية عبر فعالية «الخروفة الإماراتية بين أصالة الحضور وقلق الغياب» لتستعيد لهفة تحلق الأحفاد حول الجدات لسرد الحكايات وإرساء منظومة قيم عبر كائنات خرافية يتعلم منها الجيل الماضي.

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

الندوة نظمتها دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة بالتعاون مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية ومعهد الشارقة للتراث، وحضرها الشيخ محمد بن كايد القاسمي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، وعدد من الحضور، وتزامنت مع إقامة معرض جسد الكائنات الخرافية بدءاً من أم الدويس، أم الهيلان، أم كربة وليفة، جني الرقاص، روعان، قوم الدسيس إلى كهف الدابة، بو راس، صابر، حمارة القايلة، بو سولع، بعير بلا راس، شنق بن عنق، حصة وعيالها وسلامة وبناتها.. وغيرها من شخصيات خرافية حضرت في الحكايات الشعبية واستأثرت بحضور بالغ في موروثنا الأدبي والاجتماعي.

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

رصد الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، نحو 37 شخصية في موسوعة الكائنات الخرافية، يقول «بدأت بتجميع الحكايات منذ عام 1986 بعد أن أنهيت تدربي في مجال التراث، وأتذكر تواصلي مع الكثير من كبار السن الذين جمعت منهم كماً كبيراً من الحكايات، وعند دراستها تبين ما يفوق أكثر من 30 شخصية خرافية».

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

فالحكاية الشعبية هي قاعدة الأدب الشعبي ومنبع الخيال في هذا الأدب، ورغم أنها منسية من الواقع المعاش إلا أنها ما زالت ذات وهج كبير ومخزون ثري، وهو ما يؤكده د. المسلم الذي يقسم أبطال الحكايات الخرافية إلى ثلاثة «أكاد أجزم أن القسم الأول هو من تأليف الرجال الذين كانوا يقومون برحلات صيد طويلة وكان يتم استخدام هذه الكائنات لتبرير أخطاء النوخذة وإخفاقاتهم، في حين أن النساء كن يخترعن شخصيات لها علاقة بالعفّة والاستقرار وبينها أم الدويس وحمارة القايلة، بينما وردت بعض الشخصيات الخرافية إلى تراثنا الإماراتي، وهو القسم الثالث، من التراث العربي».

«الخروفة».. حكايات شعبية إماراتية يحيها المتحف الوطني في رأس الخيمة

حاولت الندوة سبر أغوار الماضي ودور الخروفة الإماراتية وتأثيرها في تشكيل الوعي لدى مجتمع الإمارات، وأهمية إحيائها وتدوينها والحفاظ عليها من الاندثار في خضم التحولات الراهنة وبالأخص أنها «جزء حي من ذاكرة الشعوب، وهي عند الإماراتيين منظومة أدبية تربوية تراثية، ورسالة موروثة تتناقلها الأجيال لتعزيز الانتماء بالجذور، والفخر بالهوية، والتأكيد على القيم الأصيلة»، كما يلفت د. المسلم.

د.عبد العزيز المسلم خلال الندوة
د.عبد العزيز المسلم خلال الندوة

وعلى الهامش، ضمّ معرض الكائنات الخرافية ما يقارب من 40 لوحة لشخصيات خرافية كانت تتردد حكاياتها داخل المنازل على لسان الأمهات والجدات بهدف توجيه سلوك ونهي عن تصرفات غير محمودة، كما وقعّ د. عبد العزيز المسلم الإصدار الأخير من موسوعة الكائنات الخرافية.

*تصوير: السيد رمضان