28 أبريل 2022

لماذا سمي قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

محررة في مجلة كل الأسرة

محررة في مجلة كل الأسرة

لماذا سمى قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

جن وأرواح وصرخات مدوية لنساء ووجوه أطفال وشبابيك تنير ليلاً.. والكثير الكثير من القصص والحكايات التي نسجت حول قصر منطقة الظيت الذي بناه الشيخ عبد العزيز بن حميد القاسمي في إمارة رأس الخيمة ليصبح حديث المواطنين والوافدين ومحور اهتمام الباحثين عن التشويق والمغامرة من مختلف الأماكن.

موقع القصر وتصميمه المميز

لماذا سمى قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

يتفرد القصر، الواقع على أعلى تلة رميلة، بموقعه المميز الذي يطل على حدود الإمارة المترامية وتصميمه الفريد بين مجموعة من البيوت البسيطة في ذلك الوقت وحجمه، حيث تتجاوز مساحة الأرض المشيد عليها أكثر من 20 ألف متر مربع ومساحة البناء 1000 متر مربع لكل دور من أدواره الأربعة.

يكشف طارق الشرهان، مالك القصر، «يضم القصر، الذي يحتوي على 35 غرفة، على دور للخدمات وطابقين للسكن يضم الأول صالات للضيافة والجلوس بينما يضم الدور الثاني 4 أجنحة يضم كل واحدٍ منها من غرفتين إلى ثلاثة غرف نوم. ومن أهم ما يميز القصر وجود هرم زجاجي في أعلى سقف القصر، تنطلق منه إضاءة طبيعية تصل إلى الطابق الأرضي عبر قبتين أخريين يستمد طاقة النور من شبابيك خصصت لهذا الغرض في الطابق الثالث الذي يعلو سقفه رسومات للعديد من الأبراج الفلكية».

أساطير وقصص مختلفة يرويها القصر الغامض

لماذا سمى قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

أصبح قصر رأس الخيمة، الذي بقي مهجوراً لأكثر من 30 عاماً، محط اهتمام الكثيرين الذين نسجوا عنه الكثير من الأساطير والقصص، بين من يشير إلى وجود الجن بسبب قطع أصحاب القصر شجرة معمرة كان يسكنها الجن أسفلها، ومن يعزو وجود الأشباح بسبب كثرة تماثيل مرمرية لرؤوس حيوانات مختلفة موزعة في أرجائه.

بينما يكشف الشرهان «كان لطلاء القصر بالمادة العازلة ذات اللون الأسود خلال فترة بنائه في ثمانينات القرن الماضي وتشبيهه ببيوت الأشباح التي تعرض في أفلام الكارتون، من أهم الأسباب التي دعتنا كأطفال أن نطلق عليه قصر الجن أو قصر الأشباح».

قيمة نادرة وثقافات مختلفة

لماذا سمى قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

لم تتوقف فرادة القصر، الذي تجاوز تاريخ بنائه الثلاثين عاماً، عند روعة التصميم الخارجي وجماليته إنما تعداه إلى القيمة النادرة للوحات الفنية والرسومات الموجودة على الجدران والسقوف والمستوحاة من الطراز الإسلامي والمغربي والفارسي والهندي، أبدع في إنجازها فنانون من ثقافات مختلفة.

كما يضم قصر رأس الخيمة العديد من الثريات الزجاجية التي تعكس بريقاً على جدرانه تم استيرادها خصيصاً من بلجيكا وفرنسا وأرضية من رخام التاسوس النادر المستخدم في أرضية الحرم المكي.

ويبين الشرهان «إلى ما قبل ثلاث سنوات مضت كانت ملكية القصر الذي بني عام 1991 تعود إلى المرحوم الشيخ عبد العزيز بن حميد القاسمي أحد أفراد الأسرة الحاكمة بإمارة رأس الخيمة ووزير الدولة لشؤون المجلس الأعلى، الذي جاءته فكرة بنائه وتصميمه عام 1976».

هل سيتحول قصر رأس الخيمة إلى متحف؟

لماذا سمى قصر رأس الخيمة بـ"قصر الأشباح"؟ وما الأسرار التي يخفيها؟

ما بين جمالية التصميم ودقة الإنجاز، بقي القصر ولفترة غير قصيرة هو القصة الأكثر تداولاً بين سكان منطقة الظيت بسبب ما أشيع عنه من سماع صرخات نساء ورؤية وجوه أطفال وأضواء تطل وتختفي فجأة من نوافذه لتتشكل لدى كل من يرغب بزيارته صورة مرعبة ومشوقة في نفس الوقت.

يسعى الشرهان إلى تحويل القصر إلى متحف ومركز ثقافي وفني، يعيش فيه الزائر تجربة تفاعلية باستحضار أجواء لشخصيات تراثية إماراتية، ويضيف «إقبال المواطنين والوافدين والسياح شجعني على إعادة تأهيل القصر لاستقبال الزوار، حيث استغرقت أعمال الصيانة في القصر عاماً كاملاً وكانت عملية الترميم من أكبر التحديات التي واجهتها بسبب صعوبة الحصول على المواد المستخدمة في الترميم والحصول على كادر متخصص، ليبقى محافظاً على طرازه وجمالياته مع إضافة قطع فنية جديدة».

*تصوير: السيد رمضان

 

مقالات ذات صلة